أعلنت الحكومة التونسية، اليوم الجمعة 22، فرض حالة التجوال ليلا على عموم أنحاء البلاد في ظل تواصل المناوشات بين الوحدات الأمنية ومتظاهرين في عدد من المدن التونسية.
وقالت الوزارة عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»: «تُعلم وزارة الداخلية أنه نظرا لما شهدته البلاد من اعتداءات على الأملاك العامة والخاصة وما بات يُشكله تواصل هذه الأعمال من مخاطر على أمن الوطن والمواطن، فإنه تقرر بداية من اليوم 22 جانفي (يناير/كانون ثاني) إعلان حظر التجول بكامل تراب الجمهورية وذلك من الساعة 20.00 ليلا إلى الساعة 05.00 صباحا».
وأضافت الوزارة في بيانها أن «كل مخالفة لهذا القرار يتعرض مرتكبها إلى التتبعات القانونية اللازمة، فيما عدا الحالات الصحية المستعجلة وأصحاب العمل الليلي».
كما أهابت بالمواطنين والمواطنات «إلى الالتزام بمقتضيات حظر التجول».
وكانت قوات الشرطة قد أطلقت قنابل الغاز واشتبكت مع مئات المتظاهرين الذين أضرموا النار في مركز للشرطة، أمس الخميس، وحاولوا اقتحام مباني حكومية محلية في عدة مناطق في أكبر مواجهات واحتجاجات منذ ثورة 2011.
كما تظاهر آلاف الشباب خارج مقر الحكومة المحلية في ولاية القصرين حيث بدأت الاحتجاجات مطلع الأسبوع الجاري بعد مقتل الشاب «رضا اليحياوي»، حرقا بصعقة كهربائية حين كان يحاول صعود عمود للتيار الكهربائي أثناء وقفة احتجاجية للتعبير عن غضبه واستنكاره بعد أن حذف اسمه من قائمة المقبولين للعمل في وزارة التربية.
وانطلقت الاحتجاجات الغاضبة والمظاهرات المنددة من طرف الشباب العاطلين في مدينة القصرين ما أدى إلى مقتل شرطي واحد على الأقل، الأربعاء، لكن سرعان ما توسعت لتشمل مناطق أخرى في سيدي بوزيد وسوسة وكذلك تونس العاصمة وبعض مناطق الشمال الغربي.
من جهتها، قالت وزارة الداخلية إن محتجين أضرموا النار في نقطة تفتيش للشرطة في مدينة قبلي جنوبي تونس وإن ضباط شرطة أخلوا نقطة أخرى في الكاف شمال غرب البلاد.
وأحيت الاحتجاجات ذكريات انتفاضة «الربيع العربي» في تونس عام 2011 التي اندلعت بعدما حرق الشاب البائع المتجول «محمد البوعزيزي» نفسه في ديسمبر/ كانون الأول 2010 وهو ما أثار موجة غضب أجبرت الرئيس المخلوع «زين العابدين بن علي» على الفرار وفجر احتجاجات في أنحاء العالم العربي.
وقال الرئيس «الباجي قائد السبسي»، أول أمس، إن الحكومة ستسعى لتوظيف أكثر من 6 آلاف شاب من القصرين وتبدأ في تنفيذ مشروعات، وبالفعل حضر مئات العاطلين يوم الخميس للتقدم لوظائف لكن حدة التوتر ما زالت مرتفعة.
وفي السياق ذاته، أعربت الحكومة الألمانية اليوم الجمعة عن «قلق بالغ» إزاء الاحتجاجات الجديدة في تونس، وأعمال العنف التي رافقتها مناشدة جميع الأطراف بالتهدئة وضبط النفس.
وقال المتحدث باسم الخارجية الألمانية «مارتين شيفر» في مؤتمر صحفي في برلين ان حكومته «قلقة للغاية من القلاقل الاجتماعية غير المسبوقة في تونس منذ بدء الربيع العربي قبل خمس سنوات».