شهد «عبدالله المقبل» وزير النقل السعودي رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة للخطوط الحديدية ورميح الرميح رئيس المؤسسة العامة للخطوط الحديدية، اليوم الأربعاء، وصول «القطار الرابع» من مجموعة القطارات الخاصة بمشروع قطار الحرمين السريع إلى ميناء جدة الإسلامي.

وينضم القطار الرابع إلى القطارات الثلاث الأولى التي وصلت سابقا، ويحتوي على 2 عربة محرك رئيسية و 13 مقطورة هي (3 مقطورات للدرجة الأولى و 9 مقطورات مخصصة للدرجة الثانية، إلى جانب مقطورة عبارة عن «كافتيريا» مخصصة لتناول الطعام )، وسيتم نقل القطار بالشاحنات إلى مقر الورشة بمحافظة رابغ للبدء في عملية تجميعه وإجراء الاختبارات الثابتة والمتحركة عليه، وفقا لصحيفة «الرياض».

وسيتوالى وصول باقي القطارات الأخرى البالغ إجماليها 35 قطارا بعد اكتمال تصنيعها وإجراء الاختبارات الأساسية عليها في إسبانيا، وسيتم في المملكة إجراء مختلف الاختبارات الميدانية في مختلف الاوقات والظروف المتنوعة خلال التشغيل التجريبي لها.

وأوضح وزير النقل أن مشروع قطار الحرمين السريع قطع مراحل متقدمة في تنفيذه بعد استيفاء كافة الملاحظات التي سبق أن وجه بتلافيها في الزيارات السابقة، ففي المرحلة الأولى من المشروع التي تشمل ( الاعمال المدنية ) تخطت نسبة الإنجاز حالياً ( 92% )، وتم الإنتهاء من ( 430 ) كم من إجمالي المسار البالغ طوله( 448)كم ، والمتبقي جزء بطول( 18) كم وهي الواقعة ما بين جدة ومكة المكرمة يجري العمل فيها بشكل جيد وسيتم الانتهاء منها بنهاية عام 2016م.

أما فيما يخص المحطات فقد تم الانتهاء بشكل كامل من محطتي المدينة المنورة ومدينة الملك «عبدالله» الاقتصادية برابغ، وبالنسبة لمحطة مكة المكرمة فقد وصلت نسبة الإنجاز الكلية للمحطة الى 96% ومحطة جدة المركزية فقد وصلت نسبة الإنجاز فيها الى 97% ومن المتوقع إنهاء المحطتين بالكامل في غضون (3) أشهر.

أما فيما يخص أعمال المرحلة الثانية من المشروع والتي تشمل ( القطارات ) فقد بين المقبل أنه تم استكمال أعمال المسار لمسافة (372) كلم من إجمالي طول المسار البالغ (449 ) كلم ، ويجري العمل بوتيرة متسارعة في استكمال المتبقي من أعمال السكه في المنطقتين الاولى في ( مكة المكرمة ) والثانية في ( جدة). وسيتم الانتهاء من المرحلة الأولى من المدينة المنورة إلى جدة بنهاية عام 2016م، ومن محطة جدة إلى محطة مكة المكرمة بنهاية عام 2017م.

والشهر الماضي، أشارت مصادر إلى أن منتصف العام الحالي سيشهد تشغيلا تجريبيا لقطار الحرمين في محطة جدة، وستتولى 12 شركة إسبانية تنفيذ المرحلة الثانية من المشروع، إذ تقوم حاليا بتركيب أعمدة الكهرباء، وتمديد خطوط الكوابل الأرضية، وتركيب مخدات القطار، ومن ثم تركيب القضبان على الجسور المعلقة البالغ طولها 2500 متر وارتفاعها 24 مترا.

ويشهد المشروع تنفيذ أعرض جسر خاص بالقطار في العالم إذ يصل عرضه لأكثر من 70 مترا، ويحتوي على عدد من قضبان القطار الموصل إلى محطة مكة المكرمة ويمر أعلى الطريق الدائري الثالث بمكة.

وكشف فنيون ميدانيون لصحيفة «عكاظ» في وقت سابق عن مسار قطار الحرمين الذي يبلغ طوله 447 كلم يخترق العديد من المدن الرئيسية، إذ ينطلق من منطقة مكة المكرمة مارا بمحافظة جدة ورابغ قاطعا العديد من الهجر والضواحي المترامية الأطراف والمزارع ويشق طريقه باتجاه المدينة المنورة خاصة مرور المسار بوسط الشريان الرئيسي لمحافظة جدة وهو طريق الحرمين.

يشار إلى أن الشركة المنفذة سلمت 429 كلم من أصل 447 لمقاول المرحلة الثانية، منجز منها 90% تقريبا من كامل أعمال المرحلة الأولى، حيث باشر مقاول المرحلة الثانية أعماله ابتداء من المدينة المنورة حتى شمال تقاطع صالة الحجاج على طريق الحرمين بمحافظة جدة.

يشار إلى أن قطار الحرمين يخضع للتشغيل التجريبي لما بين المدينة المنورة ومدينة الملك عبدالله الاقتصادية بـ12 عربة، ويقود القطار شباب سعوديون تلقوا تدريباتهم في إسبانيا، في وقت يتم فيه تمديد القضبان من رابغ إلى عسفان ومنها إلى محطة جدة.

وكان الأمير «خالد الفيصل» مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة، أكد نهاية العام الماضي، أن مشروع قطار الحرمين أسهم بشكل مباشر في حل مشكلة الأحياء العشوائية.

وأشار إلى أنه بحسب وزير النقل، فإن التشغيل الكلي لقطار الحرمين سيكون بنهاية 2017 م، فيما سيكون التشغيل التجريبي في العام 2016 م .

ويعد مشروع قطار الحرمين السريع ضرورة ملحة في الوقت الحاضر لعدة اعتبارات من أهمها تنامي عدد الحجاج والمعتمرين عاما بعد عام فضلاً عن المعتمرين والزوار والمقيمين الذين يفدون إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة طيلة أشهر السنة وفي مواسم العطل والإجازات، ويسهم المشـروع في تخفيف الضغط والازدحام على الطرق بين مكة المكرمة والمدينة المنورة ومحافظة جدة، كما يوفر السفر بالقطارات الراحة والأمان وتقلل من التلوث الناتج عن عوادم السيارات.