الدراما التركية ـ العربية المشتركة.. البداية كانت من بيروت قبل 50 عاما

الاثنين 5 سبتمبر 2016 11:09 ص

يبدو للجيل العربي، الذي بدأ يتفاعل منذ العام 2005 مع الدراما التركية، أن الأفلام التركية- العربية المنتظرة مستقبلاً، ستكون سابقة هي الأولى من نوعها، غير أن الواقع يخالف ذلك تمامًا، فمثل هذه الأعمال الفنية شهدت طفرة في لبنان قبل أكثر من خمسين عاما، بعد تصوير قرابة الـ60 فيلما خلال الفترة ما بين عامي 1964 و1975.

وأعلن المنتج اللبناني، «زياد شويري»، قبل نحو شهر في تصريحات صحفية، أنه يسعى إلى جذب كبار النجوم والنجمات الأتراك للمشاركة في الدراما العربية.

ويقول الناقد الفني والأستاذ المحاضر في كلية الفنون بالجامعة اللبنانية، «محمود زيباوي»، إن «لبنان شهدت منذ العام 1964 وحتى سنة 1975 (بداية الحرب الأهلية اللبنانية) طفرة في الأعمال التركية – اللبنانية – العربية المشتركة» .

ويضيف زيباوي لـ«الأناضول»: «تم تصوير أكثر من 60 فيلمًا تركيًا عربيًا مشتركًا في لبنان، زيادة عن دبلجة ما يزيد عن 100 فيلم تركي إلى اللهجة اللبنانية، داخل استديو بعلبك شرقي بيروت، أضخم استديو في العالم العربي، آنذاك».

أما الباحث في الشؤون الفنيّة وصاحب أبرز مطبعة في لبنان، «عبودي أبو جودة»، فيقول بأنه «يمتلك 12 ألف ملصق لأفلام عربية وعالمية قديمة بينها 600 ملصق تقريباً لأفلام تركيا تم تصويرها أو دبلجتها في لبنان».

ويضيف «أبو جودة» «انطلقت التجربة التركية في العالم العربي سنة 1964 مع فيلم (غرام في استانبول) الذي كتب قصته وأخرجه سيف الدين شوكت، وهو مخرج مصري تركي الأصل».

وجمع الفيلم، بحسب «أبو جودة»، بين نجوم من سوريا ولبنان، وعلى رأسهم «دريد لحام»، و«نهاد قلعي»، و«رفيق السبيعي»، و«سمورة»، ونجوم من تركيا منهم «بكلان أجلان»، و«سونيا بيكويسال».

وبعد النجاح الذي حققه فيلم «غرام في استانبول»، انطلق فيلم «وادي الموت» من بطولة المطربة اللبنانية المعروبة عربيًا باسم «صباح» والنجم التركي الذي اشتهر بوسامته الملفتة "جانيت آركان» إضافة إلى مجموعة ممثلين مصريين وسوريين وأتراك.

وظهر في فيلم «وادي الموت» المغنّية اللبنانية «طروب»، وهي من أصل تركي شركسي، وكانت أول من أدخل اللحن التركي إلى العالم العربي، كما يقول «أبو جودة».

ويضيف الباحث الفني، إنه «في العام 1967 وصل إلى العاصمة بيروت المنتج والمخرج التركي خلقي سائر، وحطّ في ضيافة شريكه الثري أنطوان حداد، ووقّع الشريكان على صفقة لتصوير ستة أفلام لبنانية تركية خلال عام واحد».

ويؤكد: «وكانت تلك الأفلام الأولى في تاريخ السينما العربية التي تصور بالألوان الطبيعية بعد أن كان اللونين الأسود والأبيض الطاغي على مشاهد السينما، آنذاك، وشارك في بطولتها النجمان المصري المعروف فريد شوقي، والسوري دريد لحام، والمطربتان اللبنانية طروب، والأرمنية جاكلين».

وكان «موعد في بيروت» أوّل الأفلام الستة، وهو من إخراج «أوتيم كورتش»، وشارك في بطولته النجمان المصري «فريد شوقي والتركي «كوكسيل أرسوي».

وحول أفلام «الأكشن» التي غزت الأسواق العربية في تلك الفترة بفضل نشاط السينما التركية في لبنان، يقول الباحث السيمائي «أبو جودة»: إنه «في العام 1968، تم تصوير فيلم (عصابة نساء) في ربوع لبنان بكلفة عالية جداً نظراً لمشاهده البوليسية والمطاردات، وهو من بطولة الممثلة اللبنانية صباح، التي أدت دور عميلة سرية على طريقة جيمس بوند، إلى جانب النجم التركي الوسيم جونيت أركين، تحت إدارة المخرج المصري فاروق عجرمة».

وأوضح «أن السنوات التالية للعام 1968 شهدت سلسلة أخرى من الأفلام العربية- التركية المشتركة، منها: لاعب الكرة، الذي أخرجه خلقي سائر، ومشاكل بنات، من إخراج عثمان سادان، وآخر الطريق، إخراج إيلهان إنجين، إضافة إلى فيلم الصعلوك، لمخرجه عاطف يلماز، وبعت حياتي، الذي أخرجه خراج محمد أصلان».

وتابع أبو جودة «في العام 1975، أخرج أورهون أربيونو، آخر أفلام التركية العربية المشتركة وهي من النوع التاريخي وعنوانه عنتر في بلاد الرومان، وكان من بطولة البطل العالمي في رفع الأثقال اللبناني محمد المولى، وملكة جمال تركيا آنذاك، سيلفانا بدرخان، ومجموعة من النجوم الأتراك واللبنانيين».

ويتفق كل من الناقد «محمود الزيباوي»، والباحث «أبو جودة»، حول أن «الأعمال التركية كانت تصوّر في بيروت نظرًا للتكلفة الإنتاجية المنخفضة، ومناخ البلد الذي يتمتع بأربعة فصول تساعد على اختيار الوقت المناسب لالتقاط المشاهد، إضافة إلى طموح تركيا بدخول السوق العربي فنياّ، وكان ذلك عبر لبنان بسبب الأحداث السياسية المتوترة في مصر، وكون هذا البلد يتمتع بملامح أوروبية، عدا عن وجود كمية هائلة من النجوم فيه».

ويرى «أبو جودة» أن السينما التركية نجحت بتصوير أكثر من 60 فيلمًا في لبنان إضافة لـ120 عمل تركي تمت دبلجتهم في بيروت.

يذكر أن المنتج اللبناني، «زياد شويري»، أعلن قبل نحو شهر في تصريحات صحفية، أنه يسعى إلى جذب كبار النجوم والنجمات الأتراك للمشاركة في الدراما العربية، مشيرا أن النجمة التركية «بيرين سات»، المعروفة باسم «فاطمة» في العالم العربي ستكون إحدى بطلات مسلسل سوري - مصري - لبناني مشترك، يجري التحضير والإعداد له حاليا.

المصدر | الأناضول

  كلمات مفتاحية

دراما تركية عربية مشتركة بيروت