«القدس العربي»: روسيا تتصارع على كعكة إعمار ليبيا بـ«دعم مصري»

الأحد 30 أكتوبر 2016 08:10 ص

يتجه الصراع على المسرح الليبي إلى مزيد من التأزم، مع ضخامة المراهنات الخارجية على ثروة ليبيا، وارتفاع فاتورة إعمار البلاد إلى أكثر من 100 مليار دولار، حسب تقديرات صندوق النقد الدولي.

وتحاول روسيا تعزيز مكانتها داخل المشهد الليبي، بالتنسيق مع حليفتها مصر، من خلال العمل على ترجيح كفة الجنرال الليبي «خليفة حفتر»، بحسب صحيفة «القدس العربي».

وتقول الصحيفة إن «موسكو وضعت ثقلها في كفة «حفتر»، بالتنسيق مع مصر، على أمل استعادة بعض من المكانة التي كانت تحظى بها على أيام «معمر القذافي»، خاصة أنها كانت المُزود الأول للنظام السابق بالأسلحة والذخيرة».

ويتسق هذا التركيز على المنطقة الشرقية، حيث غالبية حقول النفط، مع سياستها الهجومية في سوريا، سعيا لإفشال المحاولات الغربية لإبعادها من مياه البحر المتوسط الدافئة.

وتحاول قوى دولية بارزة، على رأسها روسيا وفرنسا وبريطانيا، بعد تدمير كثير من المدن والمنشآت والبنى الحيوية، أخذ حصتها من صفقات إعادة الإعمار.

وتقف كل من فرنسا وإيطاليا والولايات المتحدة في وجه المطامع الروسية، لكنها منقسمة على نفسها حول ليبيا، حتى أن الخصومات الإيطالية الفرنسية باتت تطغى أحيانا على الاجتماعات التنسيقية الأوروبية، وفق الصحيفة.

وحصلت إيطاليا في عهد رئيس الوزراء الأسبق «سيلفيو برلوسكوني» على امتيازات خاصة في قطاعي النفط والغاز الليبيين، بموجب اتفاقات وقعت عليها ليبيا مع مجموعات إيطالية، وهي تستورد حاليا 17 في المئة من حاجاتها النفطية و23 في المئة من حاجاتها الغازية من ليبيا، فيما تسعى فرنسا التي قادت الحملة الأطلسية على النظام السابق، إلى تحصيل ميزات مماثلة لمجموعة «توتال»، فضلا عن استعادة نفوذها في منطقة «فزان» (جنوب) التي وضعتها الأمم المتحدة تحت الإدارة الفرنسية بعد هزيمة إيطاليا في الحرب العالمية الثانية.

ومن مظاهر التباعد بين باريس وروما في الملف الليبي، أن قاذفات فرنسية تعزز قوات «حفتر»، إلى جانب عدد غير معروف من الضباط اعترفت باريس بمقتل ثلاثة منهم فقط، بينما أقامت روما مستشفى عسكريا في «مصراتة» لعلاج العناصر المناوئة لـ«حفتر»، المشاركة في عملية «البنيان المرصوص» من أجل تحرير مدينة «سرت» من «تنظيم الدولة»، ويحرس المستشفى مئات من العسكريين الايطاليين.  

وتنتج ليبيا 1.65 مليون برميل يوميا في سنة 2010 أي السنة التي سبقت سقوط القذافي، والتي تعتبر مرجعية في انتظار استقرار الأوضاع، ويتوقع أن يستمر إحتياطيها لثمانية عقود أخرى إذا استمر الإنتاج بتلك الوتيرة ولم تحصل إكتشافات أخرى.

وتعتبر كلفة الإستخراج للنفط الليبي من بين الأزهد في العالم، كما أن التصدير غير مكلف باعتبار القرب الجغرافي من القارة العجوز المتاخمة لسواحل أفريقيا الشمالية. وتتركز أغلب حقول النفط الليبية أساسا في خليج «سرت» والمناطق القريبة منه وأيضا هناك حقول غرب البلاد في إقليمي طرابلس وفزان، ومن أهمها، حقل السرير وحقول الواحة وشرارة والفيل وغيرها، وتستغل جميعها شركات أجنبية.

ويحاول «حفتر» السيطرة على صناعة النفط في ليبيا وهو ما يمثل عامل قوة له يدعم تواجده في الميدان ويجعل اللاعبين الإقليميين يراهنون عليه.

المصدر | الخليج الجديد + القدس العربي

  كلمات مفتاحية

ليبيا خليفة حفتر روسيا عبد الفتاح السيسى مصراتة حكومة طبرق