«داعش» و«النصرة» تتحدان للقضاء على المعارضة «المعتدلة»

الخميس 13 نوفمبر 2014 06:11 ص

عقدت "جماعة خُراسان" في سوريا اجتماعاً سرياً أوائل الشهر الحالي في حلب، لدمج الجماعات الإسلامية المتشدّدة المقاتلة في سوريا في اتحاد سيعيد تشكيل، في حال تمّ، ساحة المعركة في سوريا المعقّدة أصلاً.

وسيكون لهذا الاتحاد تداعيات على الدول الغربية من حيث حشد المزيد من القوات المقاتلة ضدّ المصالح الغربية في المنطقة، وستقضي على المجموعات الأخرى من "المعارضة المعتدلة" التي تدعمها الولايات المتحدة  وتخطّط لتدريبها.

وكشف مصدر رفيع المستوى في المعارضة السورية لموقع "دايلي بيست" الأميركي أن "خُراسان ترى أن دورها الآن يتمحور في وضع حد للصراع الداخلي بين داعش والنصرة". وبالفعل يمكن رؤية بوادر هذا السعي ميدانياً، في شمال سوريا، أثناء الهجوم المنسّق  الذي شنّه التنظيمان على "حركة حزم" و"جبهة ثوار سوريا" بقيادة جمال معروف، وهما جماعتان مدعومتان من واشنطن.

وتشير مصادر سورية معارضة رفيعة المستوى إلى أن تنسيق المعارك ضدّ "جبهة ثوار سوريا" تمّ خلال اجتماع باشراف جماعة "خراسان" في غرب حلب. وشاركت في الاجتماع، الذي حضره قائد النصرة أبو محمد الجولاني،  كتائب معارضة كـ"أحرار الشام" و "جند الأقصى".

واتفق المشاركون في الاجتماع على "القضاء على جبهة ثوار سوريا كقوة عسكرية فعالة"، حسبما أفادت مصادر معارضة.

وللتذكير فإن التنظيمات الثلاثة (داعش، خراسان، والنصرة) فروع من تنظيم "القاعدة" لكل منها مهمته الخاصّة. فـ"خراسان" توجّهت إلى سوريا بهدف تجنيد المقاتلين الأجانب الذي يمكنهم نقل الفكر "الجهادي" وتنفيذ الهجمات الإرهابية لدى عودتهم إلى بلادهم.

ويُشكك مسؤولون أميركيون حاليون وسابقون في إمكانية قيام هكذا تحالف أو اتحاد بين "داعش" و"النصرة". ويقول مسؤول أميركي سابق رفيع المستوى "يصعب التصديق أن داعش والنصرة سيضعان خلافاتهما العميقة والمتجذّرة جانباً".

غير أن مصادر رفيعة المستوى في المعارضة السورية تؤكد أن مثل هذه المفاوضات تجري على قدم وساق، متّهمة واشنطن بتهيئة الظروف الملائمة لتجعل من هذا الاتحاد "أمراً واقعاً". كما تتّهم المعارضة المعتدلة الإدارة الأميركية بـ"تعزيز هذا التقارب الجهادي من خلال شنّ ضربات جوية سيئة التخطيط على النصرة، بينما ترفض بشدة استهداف القوات السورية  بذريعة عدم التدخّل العسكري الأميركي في المنطقة".

ويعتبرون أن هذا الأمر "شرّع الأبواب أمام تعاطف التنظيمات الأخرى مع النصرة، ودفع المعارضين الإسلاميين في المناطق التي تسيطر عليها الجبهة في شمال سوريا إلى التشكيك في الدوافع الأميركية والحنق من قرار واشنطن بعدم تقديم المساعدة العسكرية لإسقاط الأسد".

ويقول مصدر معارض إن "الضربات الجوية للتحالف الدولي هي التي مهّدت لإنشاء مثل هذا الاتحاد. فالنصرة تدرك أن التحالف سيشنّ المزيد من الضربات الجوية عليها كما على داعش، لذلك ترى أنه ليس هناك من داع لتوحيد القوات".
وتحذّر مصادر معارضة، رفضت الكشف عن هويتها للموقع، من أن تزايد التعاون بين التنظيمين (النصرة وداعش) بدأ بالظهور جلياً في بعض العمليات العسكرية. ومثالاً على ذلك ما حدث في بداية الشهر الحالي عندما أرسل "داعش" أكثر من 100 مقاتل ضمن رتل من 22 آلية لمؤازرة "النصرة" في هجومها على "جبهة ثوار سوريا" في محافظة إدلب. كما استهدف التنظيم "حركة حزم"، التي زوّدتها الولايات المتحدة بأسلحة مضادّة للدبابات، لأنها حاولت التدخّل والفصل بين "جبهة ثوار سوريا" و"النصرة".

ويقول مصدر معارض إن " الدعم الذي قدّمه داعش في هذه المعارك كان له رمزية، إذا أن النصرة لم تكن بحاجة لأي دعم، فعديدها كان كافياً".

ويُعتبر هذا التنسيق الأول من نوعه منذ  الخريف الماضي، عندما أصدر زعيم تنظيم "القاعدة" أيمن الظواهري بياناً يعلن فيه أن "داعش" ليس فرعاً من "القاعدة" ولا تربطهما أي علاقة.

واعتبرت مصادر سورية معارضة أن الأخبار الأخيرة عن إصابة زعيم "داعش" أبا بكر البغدادي في غارة للتحالف الأسبوع الماضي قرب الموصل، يمكن أن يسهم بشكّل فعال في التوصّل إلى هذا الاتحاد.

ولا تزال الصورة قاتمة فيما يتعلّق بالمعارضة المعتدلة. فواجهت بعض المجموعات المقاتلة كـ"حركة حزم" و"الجيش السوري الحر" حالات انشقاق في صفوفها وانضمامها إلى "النصرة" و"داعش". كما أجبرت "النصرة" "حركة حزم" على الانسحاب من معاقلها في إدلب وتحديداً في خان السبل حيث تحتفظ الحركة بنسبة 10 في المئة من معداتها العسكرية. ووقّعت الحركة و"النصرة"  اتفاق "عدم اعتداء" في حلب.

وتواجه "جبهة ثوار سوريا"  ثغرات في صفوفها في مدينة حلب وإلى الشمال والغرب من المحافظة، وتستعد للانسحاب من قرى في شمال غربي حلب ومنها تل رفعت وماري.

وفي سياق متّصل، قال أحد قادة "جيش المجاهدين" عبدالرحمن إنه "لا يمكننا أن نصمد بوجه داعش".

ويخشى مصدر معارض من أنه إذا استمر الوضع على حاله، لن تكون هناك أي كتائب يمكن للولايات المتحدة أن تدربها"، مؤكداً أن:" هذا يَسُرّ الأسد".
 

المصدر | وكالة فرانس برس

  كلمات مفتاحية

سوريا المفاوضات عمليات عسكرية المعارضة السورية داعش أبو محمد الجولاني جيش المجاهدين

الغرب يتغاضى عن القمع في دول الخليج من أجل التحالف ضد «الدولة الإسلامية»

خلاف خليجي بسبب إصرار أردوغان على استثناء «جبهة النصرة» من ضربات التحالف

مفتي المملكة: «داعش» و«النصرة» و«الإخوان» فرق ضالة ولا تمت للإسلام بصلة

الضربات الأمريكية في سوريا تدفع «جبهة النصرة» للتقارب مع «الدولة الإسلامية»

رئيس الهيئة: «القاعدة» و«الدولة الإسلامية» و«النصرة» خرجت من عباءة «الإخوان»

السجن سنتين لسعودي أدين بالقتال مع «جبهة النصرة» بعد تسليم نفسه لسفارة المملكة

الوساطة بين «الدولة الإسلامية» و«جبهة النصرة»: إعادة رسم خريطة النفوذ في سوريا

معسكر سري بقطر لتدريب مقاتلين من «المعارضة السورية المُعتدلة» ضد «داعش» و«الأسد»

«عبداللهيان» يحذر من تدريب وتسليح «المعارضة المعتدلة» في سوريا

المعارضة السورية تقصف دمشق وتسيطر على لواء دفاع جوي بدرعا