«ستراتفور»: مقتل السفير لن يؤثر في مسار العلاقات التركية الروسية

الثلاثاء 20 ديسمبر 2016 11:12 ص

قتل السفير الروسي في تركيا، «أندريه كارلوف»، يوم 19 ديسمبر/ كانون الأول بالرصاص، في معرض فنّي بأنقرة، حين كان يلقي خطابًا عامًا. وقتلت قوات الأمن التركية في وقت لاحق القاتل المسلّح، والذي أشارت التقارير أنّه «ميرت ألطنطاش»، عضو القوات الخاصة التابعة للشرطة التركية وجزء من قوّة تأمين «كارلوف». وجرح 3 آخرون في الهجوم.

وأفاد الشّهود سماعهم للقاتل يصرخ بالانتقام من أفعال روسيا في حلب، قائلًا بالتركية «نموت في حلب، تموتون هنا». وهناك العديد من الدوافع المحتملة وراء اغتيال «كارلوف»، الأكثر وضوحًا ومباشرة، قد يكون غضب المواطنين الأتراك تجاه الهزيمة الأخيرة للثوّار في حلب، وقد تكون مؤامرة جهادية تسعى للرد على التحرك الروسي ضد الجماعات الإرهابية في سوريا. وبغض النظر، إذا تأكّد أنّ المهاجم كان عضوًا في الشرطة الوطنية التركية، التي كانت مخترقة للغاية من قبل عناصر كولن المدبرين لمحاولة الانقلاب، ربما يزيد الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان» من تضييق الخناق على جماعة فتح الله كولن، سواء كان للمهاجم علاقة بالفعل معها أو لا.

ويأتي هذا الهجوم في وقت سيء، فقد استردت موسكو وأنقرة مؤخرًا العلاقات الدبلوماسية بعد إسقاط تركيا لمقاتلة روسية في نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2015. ومع أنّ الهجوم قد يشكّل ضغطًا على العلاقات بين البلدين، فمن غير المرجّح أن يتسبّب في قطع العلاقات من جديد. ستضغط موسكو بشدة على أنقرة من أجل تشارك المعلومات الاستخباراتية وستطلب حماية أصولها بنفسها. ولكن، لا يرغب أي من البلدين في التراجع عن التقدم الاقتصادي والدبلوماسي الذي حدث خلال العام الماضي. والآن مع نشاط القوات التركية في عمق سوريا، تحتاج أنقرة للحفاظ على العلاقات مع موسكو أكثر من أي وقتٍ مضى. وكان من المفترض أن يتقابل وزير الخارجية التركي في موسكو اليوم مع نظيريه الروسي والإيراني للنقاش حول سوريا. وأكّد المسؤولون الروس أنّ اللقاء سيتم في موعده.

إذا كان الهجوم على السفير الروسي يعكس في الحقيقة غضبًا من تورّط موسكو في استعادة السيطرة على حلب، سيكون انحرافًا عنيفًا للاحتجاجات الأخيرة المناهضة لروسيا، والتي أخذت دائمًا صورة سلمية، أمام المباني الروسية الدبلوماسية حول العالم. وفي الواقع، تتزايد الضغوط على روسيا لعدة أسباب. كان هناك زيادة طفيفة في المؤامرات والتهديدات الإرهابية الفاشلة في روسيا خلال الأشهر القليلة الماضية. وفي 1 أغسطس/ آب، دعت «الدولة الإسلامية» لهجمات تستهدف روسيا. وفي نوفمبر/ تشرين الثاني، شنّت قوات الأمن الروسية العديد من المداهمات التي ربطت ما بين الميليشيات المتشدّدة في وسط آسيا والمؤامرات التي تستهدف المدن الروسية الكبرى. وفي 15 ديسمبر/ كانون الأول، أسقطت القوّات الروسية مجموعة زعمّت أنّها كانت تخطط لهجمات ضد أهداف في موسكو. قد لا يوجد رابط بين تلك المؤامرات واغتيال اليوم، لكن إذا وضعا معًا، فإنّها تدل بوضوح على التهديدات المتزايدة التي تواجهها روسيا ومواطنيها. ومن غير المرجّح، رغم ذلك، أن تغيّر روسيا من نهجها في سوريا ردًّا على ذلك.

المصدر | ستراتفور

  كلمات مفتاحية

روسيا تركيا مقتل السفير الروسي العلاقات الروسية التركية