حلب تعاني..الروس ينتشرون بالشوارع وميليشيات النظام تسرق المتبقي من بيوتها

الخميس 29 ديسمبر 2016 05:12 ص

«شوارع مدمَّرة، بيوت مسروقة، وجنود ببزّات عسكرية غريبة لا يتكلمون إلا اللغة الروسية» هذا ما كان في انتظار سكان الأحياء الشرقية لمدينة حلب بعد أن سمحت لهم قوات النظام السوري بالدخول للاطمئنان على ممتلكاتهم في المناطق التي سيطرت عليها مؤخراً.

وكان وزير الدفاع الروسي، «سيرغي شويغو»، كان قد أعلن يوم الجمعة الماضية قيام بلاده بنشر 400 جندي كشرطة عسكرية؛ بهدف ضمان الأمن في أحياء المدينة، فيما ذكرت وسائل إعلام روسية أن كتيبتين من القوات الخاصة العاملة في جمهورية الشيشان توجهتا قبل أسبوعين إلى سوريا يقدر عددهم بنحو 1600 عنصر سيعملون كشرطة عسكرية في سوريا، بحسب «هافينغتون بوست عربي».

لماذا جاء الروس؟

بدأ الجنود الروس بالانتشار في أحياء المدينة صباح الاثنين، حسبما يقول الناشط «أنور الحلبي» (27 عاماً)، المقيم بأحد أحياء مدينة حلب، يضيف قائلاً «لكن وجودهم اقتصر حتى الآن على حي السكري والمدينة القديمة، إضافة إلى منطقة جبرين في الريف الشرقي التي تضم عدداً كبيراً من مراكز إيواء النازحين».

ويوضح الناشط السوري أن هناك توتراً موجوداً أصلاً قبل وجود الروس بسبب تمركز ميليشيات طائفية عراقية ولبنانية في الأحياء الشرقية للمدينة.

أما عن نظرة سكان حلب للقوات الروسية التي بدأت بالانتشار في شوارع المدينة، فيقول «أنور»: «بكل تأكيد، هذه القوات -ومهما اختلفت مسمياتها- هي قوة احتلال أجنبي، لن تختلف عن أي قوات عراقية-إيرانية أو لبنانية إلا في اللغة والزي العسكري».

وأضاف قائلاً: «إن هناك حالة رفض عامة لوجود أي قوات غير سورية، حتى في المناطق التي لم تخضع يوماً لسلطة المعارضة، ولا أتوقع أن يتم قبولهم شعبياً رغم المحاولات التي يقومون بها كتوزيع السلات الغذائية على العائلات النازحة أو الحلوى على الأطفال».

ويرى «الحلبي» أن هناك أسباباً عدة لإرسال روسيا لجنودها كشرطة عسكرية بالمدينة؛ أهمها: التخوّف من عمليات انتقامية بحق السكان الراغبين في العودة إلى بيوتهم، والتقليل من النفوذ الإيراني، خاصة بعد ما تسرب عن الخلافات حول إتفاق الإجلاء.

لم أستطع معرفة بيتي

«بعد انتظارنا لأكثر من 3 ساعات، قال لنا الضابط المسؤول عن حاجز السكري أحد أحياء حلب الشرقية: يجب أن تعودوا قبل غروب الشمس، فالأوامر تقضي بإطلاق النار على أي شيء يتحرك في الظلام».

بعد هذا الوعيد، سمح الضابط لـ«أبوعامر» ومن معه بالدخول لتفقد منازلهم التي تركوها منذ أسابيع.

وأضاف: «ولكن بالإضافة إلى الدمار، كان هناك شيء غريب في حلب»، حسبما يقول «أبوعامر» (42 عاماً)، «في البداية، استوقفتنا مجموعة من الجنود لتفتيشنا، زيُّهم الغريب، والعلم الروسي المرسوم على ذراعهم أكّدا لي ما سمعناه من شائعات عن نية روسيا السيطرة على المدينة».

ويتابع قائلاً: «في البداية، لم أتمكن من تمييز شوارع الحي الذي سكنته أكثر من 30 عاماً! القصف العنيف الذي شهدته المنطقة طوال السنوات الماضية وحّد أشكال الأبنية وحوّل الأحياء المهدَّمة إلى توائم يصعب التمييز بين شوارعها إلا باختلاف حجم الدمار».

وصل الأمر بـ«أبوعامر» إلى درجة أنه لم يتعرف على بيته بسبب الدمار؛ إذ يقول: «عند الباب، أعدت التأكد ولـ3 مرات من أن البيت الذي أمامي هو بيتي، فقد كان خالياً من كل شيء إلا الجدران، الأثاث التجهيزات الكهربائية والثياب كلها سُرقتْ، حتى إنهم اقتلعوا الأبواب والنوافذ من أماكنها! ».

وفصل:«وعند سؤالنا عند حاجز الجيش السوري النظامي القريب عن ذلك، أخبرونا بأن المسلحين هم من أفرغوا البيوت قبل انسحابهم من المدينة».

يعلق «أبوعامر على هذا الاتهام للمعارضة المسلحة: «لقد قضيت في هذا البيت 4 سنوات ونصف السنة كانت المعارضة تسيطر على المناطق التي توجد بها ولم يتعرض البيت يوماً للسرقة، وعندما اضطُررت إلى أن أتركه قبل شهر وأنزح باتجاه مناطق سيطرة الجيش النظامي بسبب القصف الشديد لم يتعرض بيتي خلال تلك الفترة لأي عملية سرقة».

كما لفت صاحب البيت المنهوب الانتباه إلى أنه «حسب ما نقلته وسائل الإعلام السورية الرسمية، فإن اتفاق الإجلاء لم يسمح للنازحين إلا باصطحاب حقيبة واحدة لا تكفي، بحسب اعتقادي، لنقل أثاث بيت كامل»، في إشارة إلى عدم منطقية الاتهام لمسلحي المعارضة بنهب أثاث بيته.

عمليات سرقة منظمة

لم يكن «أبوعامر» فقط هو من تعرض لعمليات السرقة أو «التعفيش» كما بات السوريون يطلقون عليها اليوم، فعدد كبير من الناشطين الموالين لنظام «الأسد» تحدّثوا عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن عمليات منظمة طالت منازل حلب الشرقية كافة؛ بدءاً من الأثاث ووصولاً إلى أسلاك التمديدات الكهربائية المدفونة داخل الجدران، في إشارة إلى تورط قوات الجيش النظامي والميليشيات المساندة له في العملية.

شبكة أخبار «حلب الشهباء» الموالية للنظام وصفت اللصوص بمرتدي الثياب المموهة، في إشارة إلى الجيش النظامي.

فيما نشرت صفحة شبكة «أخبار سوريا» (الموالية للأسد) على موقع فيسبوك عدداً من الصور لجنود يسرقون أبقاراً وأدوات منزلية وكهربائية، محمّلة ما يسمى اللجان الشعبية مسؤولية السرقات بعد مغافلة عناصر الجيش النظامي.

وكان راديو «سوريانا إف إم»، الذي يبث برامجه من دمشق وبإشراف النظام، قد بث عبر موقعه الإلكتروني تقريراً مصوراً لمراسله «بدر جدعان»، يتحدث فيه عما تعرضت له منازل الحلبيين من سرقات قبل أن تقوم إدارة الراديو لاحقاً بحذفه.

المصدر | هافينغتون بوست عربي

  كلمات مفتاحية

حلب معاناة روس نظام سرقة انتشار