استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

خريطة تفاهمات جديدة

الأربعاء 4 يناير 2017 03:01 ص

بنهاية العام المنقضي، بدأت بالتبلور خريطة تفاهمات دولية - إقليمية جديدة في التعاطي مع الملف السوري الدامي.

أبرز معالم هذه الخريطة تحول الخصومة الروسية - التركية إلى تفاهم، ولا نقول صداقة، أو تحالفاً، وأملت هذا التحول تطورات سياسية وميدانية، ربما لم تكن في حسبان اللاعب التركي عندما انخرط ومنذ البداية في الأزمة السورية، داعماً للمعارضة المسلحة بشتى ألوانها، بل إنه هو نفسه كان أهم من دفع، وساهم في تسليح هذه المعارضة، إما عبر مدها مباشرة بالسلاح، وإما جعل الحدود التركية مع سوريا طريقاً لتدفق الأسلحة إليها من كل صوب.

ميدانياً، أدى الانخراط العسكري الروسي المباشر في الحرب السورية إلى تشكل ميزان قوى جديد، لم يكن متوقعاً، لمصلحة النظام والمجموعات الحليفة له، ما جعل كسب المعركة من قبل المعارضة في حكم المحال، بل بدا أن النظام هو الذي يحقق نجاحات ميدانية استراتيجية، في مقدمتها بالطبع، حسم معركة حلب لمصلحته.

سياسياً، أدى استحواذ اليقين العميق على ذهن رجب طيب أردوغان بوجود تورط أمريكي، من نوع ما، في محاولة الانقلاب على حكمه، إلى فقدانه الثقة بالدور الأمريكي، على الأقل في إدارة الرئيس المنقضية ولايته باراك أوباما، ما ضيَّق أمامه الخيارات، ولم يجد بداً من التفاهم مع بوتين في مقاربة جديدة للشأن السوري.

وعلى كل حال، فإن مقدمات مثل هذا التفاهم كانت تشكلت في اللحظة التي جرت فيها تسوية الأزمة العاصفة بين موسكو وأنقرة على خلفية إسقاط الأخيرة لطائرة حربية روسية، ما سبب غضباً شديداً لدى بوتين لم يتمكن أردوغان من احتوائه إلا بشق الأنفس، وبالتأكيد بعد دفع ثمن سياسي ما لقيصر الكرملين.

لكن «تفاهم» الروس والأتراك حول سوريا لا يعني، بالضرورة، أنه سيمتد ليشمل بقية اللاعبين الميدانيين في الأزمة السورية، وبينهم خاصة إيران، و«حزب الله»، وبقية الميليشيات القريبة منها.

منطق الأمور يقول إنه لا يمكن لحسابات طهران أن تتطابق مع حسابات أنقرة، وسط استقطاب إقليمي، حاد تشكل العاصمتان مركزين متضادين له، خاصة أن هذا الاستقطاب اتخذ الصفة المذهبية، أو أنها، بالأحرى، أسبغت عليه للتمويه على جوهره الأصل، كونه في الأساس صراعاً على النفوذ في المنطقة.

قد تكون مبالغة القول إن بوتين قد يفلح في تدوير الزوايا بين النظام في دمشق وبين تركيا، ولكن المهمة لن تكون سهلة مع طهران، رغم أنها أدخلت كطرف ثالث في تفاهمات ما بعد حلب، ولكن هذه التفاهمات ليست هي، بعد، التسوية السياسية المنشودة للأزمة، التي مازال دونها عقبات كأداء.

* د. حسن مدن كاتب بحريني

المصدر | الخليج - الشارقة

  كلمات مفتاحية

خريطة تفاهمات دولية إقليمية الأزمة السورية العلاقات الروسية التركية حلب سوريا روسيا