خبير أردني: «ترامب التاجر» لن يدخل في حرب مع إيران لهذه الأسباب

الأحد 5 فبراير 2017 11:02 ص

استبعد خبير وعالم أردني بارز في قراءة علم المستقبليات دخول الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة «دونالد ترامب» في مواجهة عسكرية من إيران، مرجحا استمرار واشنطن في الضغط على طهران بالأدوات الناعمة رغم القناعة بأن الحصار الاقتصادي لا يغري فعلا بإحداث فارق حقيقي.

 وأفاد «وليد عبد الحي»، عبر موقعه الإلكتروني، بأن أي حرب يشنها الرئيس «دونالد ترامب» ضد إيران سيجد نفسه وحيدا فيها، وخيار التمويل الوحيد لها على حساب دول الخليج .

ورأى أن احتمالات المواجهة العسكرية أضعف من احتمالات عدم المواجهة، لكن الضغط بالأدوات الناعمة على طهران لن يتوقف، رغم أن التجربة التاريخية للمقاطعات الاقتصادية، ربما لا تغري على الثقة بنتائج «مغرية».

ولاحظ «عبد الحي» أن «ترامب» يعود الآن لملف الحصار الاقتصادي على الأشخاص والمؤسسات الإيرانية لوضعها ضمن قوائم سوداء، ويعود ثانية لعبارة «كل الخيارات على الطاولة» تجاه إيران بخاصة بعد التجربة الصاروخية الايرانية الأخيرة، بما يوحي بأن الفعل العسكري ضمن هذه الخيارات.

وأضاف: «كل ذلك يطرح السؤال التالي: هل ستجري المواجهة العسكرية قريبا؟ وما حدودها بين إيران والولايات المتحدة؟».

أسباب استبعاد الحرب

وحدد «عبد الحي» العوامل التي تجعل المواجهة العسكرية أمرا مستبعدا؛ وأهمها انشغال «ترامب» بالهم الاقتصادي، وإدراكه أن المواجهة العسكرية مع إيران ستكون تكلفتها الاقتصادية –بغض النظر عن نتائجها العسكرية له أو عليه- هائلة في ظل اقتصاد أمريكي يعاني من تزايد في ديون الدولة، وتراجع في نصيب الولايات المتحدة في حجم الانتاج العالمي، وتآكل في الطبقة الوسطى، ومنافسة تجارية شرسة تقودها الصين وبنجاح منقطع النظير.

 لذا تشكل المواجهة العسكرية مع إيران تغييرا كاملا لقواعد اللعبة الدولية؛ لأن ذلك سيقود الولايات المتحدة-على غرار الخبرة العراقية- إلى التحول من التمدد الاقتصادي بمنافعه الكثيرة إلى التمدد العسكري بأعبائه الهائلة، وهو أمر لا يتسق مع توجهات «ترامب».

وأضاف الخبير الأردني: «يدرك ترامب ومستشاروه أن سياسته تجاه أوروبا ومجموعة مواقفه من حلف الاطلسي (الناتو) ستجعل المشاركة الأوروبية في حملته العسكرية ضد إيران غير ممكنة؛ ما يعني أنه سيتحمل التكلفة كلها لوحده، وهو ما قد يجعله يتكئ على دول الخليج للمساندة المالية، لكنها ليست في الوضع الذي كان يوم غزو العراق».

وتابع: «ذلك يعني أن الحساب الدقيق للمواجهة مع ايران سيكون أمريكيا فقط؛ وهو ما سيجعل (ثقافة التاجر) التي نشأ وتربى عليها ترامب تعيد حساباته ولا يدخل في مغامرة كهذه».

وفي هذا الصدد، ذكر «عبدالحي» أن وزير الدفاع الأمريكي الجديد، «جيمس ماتيس» أكد أن الخيارات المطروحة على الطاولة مع إيران لا تتضمن «مزيدا من القوات الأمريكية في المنطقة؛ وهو ما يعني تراجعا عن فكرة المواجهة المسلحة.

وأشار إلى ما أسماه ببعض الالتباس في الكيفية التي سيدير فيها «ترامب» علاقاته مع الثالوث الصيني الروسي الإيراني؛ فالهجوم على إيران سيزعزع أسس الثقة التي ألمح لها في بعض سياسات «فلاديمير بوتين» حليف ايران، وسيدفع الصين المتوجسة من سياسات «ترامب» تجاهها لمساندة طهران التي تعد من أهم الشركاء التجاريين لبكين لا سيما في القطاع النفطي، وفي نجاح مشروع «الطريق والحزام» الصيني، الذي يمثل الاستراتيجية الأكبر للصين في علاقاتها الدولية مع غرب آسيا وأوروبا.

وأكد «عبدالحي» أن قرار المواجهة مع إيران يحتاج لصنع قرار متماسك، لكن إدارة «ترامب» تبدأ بمواجهات داخلية مع دوائر الهجرة والمحاكم العليا الأمريكية، وبعض الولايات ناهيك عن خصومه من الديمقراطيين وبخاصة بعد الغاء «أوباما كير» الخاص بالرعاية لقطاعات واسعة من المجتمع، ناهيك عن أن الهجوم على إيران يحتاج إعدادا لفترة ليست قصيرة بمعايير الزمن الحالي؛ و«ذلك يعني أن البيئة الداخلية لصنع قرار المواجهة ليست جاهزة على الأقل للمدى الزمني المباشر».

ولفت الخبير الأردني إلى وجود 3 لوبيات في أمريكا تدعم قرار المواجهة العسكرية مع إيران، وهي «اللوبي الصهيوني الإسرائيلي» و«لوبي شركات البترول»، و«لوبي شركات السلاح»، وتساندها بعض أجنحة وزارة الدفاع.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

أمريكا إيران حرب مواجهة عسكرية ترامب