حصاد جولة الملك «سلمان» الآسيوية: 25 لقاء و27 اتفاقية تتجاوز 80 مليار دولار

الاثنين 20 مارس 2017 05:03 ص

21 يوما قضاها خادم الحرمين الشريفين الملك «سلمان بن عبد العزيز» خارج البلاد في جولة خارجية آسيوية، هي الأولى له منذ توليه قيادة المملكة، ضمت 5 دول، أسفرت عن عقد 25 لقاء وإلقاء 20 خطابا وكلمة، وتوقيع 27 اتفاقية، والعشرات من مذكرات التفاهم الحكومية والخاصة.

الزيارة التي شملت دول ماليزيا وإندونيسيا وبروناي والصين واليابان، على الترتيب، قطع فيها الملك «سلمان» 15403 أميال خلال 34 ساعة طيران، وحصل فيها على 3 دكتوراه فخرية، و5 أوسمة.

وكان من المقرر أن يزور الملك «سلمان» جزر المالديف، في محطته السادسة والأخيرة، إلا أن الزيارة تأجلت، بسبب تفش للإنفلونزا، حسب ما ذكرت حكومة المالديف، ليعود إلى الرياض السبت الماضي.

واعتبر الخبراء، الزيارة بمثابة قفزة في مسيرة العلاقات السعودية الآسيوية، وأنها جاءت لتعزز من مكانة المملكة وريادتها للعالمين العربي والإسلامي، ومتانة علاقاتها الدولية ورسوخها.

الجولة الملكية على دول شرق آسيا، أسست لحقبة جديدة من الشراكات الاستراتيجية بما يخدم المصالح المشتركة ونقاط القوة والتوافق الكبير الذي يربط حكومات وشعوب هذه الدول مع المملكة، إسلامياً وسياسياً واقتصادياً وصناعياً، كما شهدت إطلاق استثمارات سعودية ضخمة في الدول الآسيوية وتوقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم لتعزيز التعاون في مختلف المجالات، بلغت قيمتها أكثر من 80 مليار دولار.

الجولة الملكية لم تكن ذات صبغة سياسية واقتصادية وحسب، بل كان لها صبغة أخرى فكان التضامن الإسلامي حاضرا وبقوة في الجولة التي شملت ثلاث دول إسلامية تم تعزيز الروابط القوية أصلا معها بما يخدم مصلحة الإسلام والمسلمين، التي هي في مقدمة اهتمامات المملكة بصفتها الدولة الرائدة في العالم الإسلامي واحتوائها أقدس مدينتين لدى المسلمين مكة المكرمة والمدينة المنورة.

ماليزيا

البداية، كانت في ماليزيا، حيث استمرت الزيارة 4 أيام تم خلالها إرجاء مباحثات رسمية وتوقيع 12 مذكرة لتعزيز التعاون في مجالات مختلفة، في الوقت الذي وقعت الشركات الماليزية والسعودية، 7 مذكرات تفاهم في مجالات عدة بقيمة 9.74 مليار رنغيت (2.2 مليار دولار).

واتفق الجانبان على إنشاء مركز عالمي للسلام، يكون مقره ماليزيا، يحمل اسم «مركز الملك سلمان للسلام العالمي».

وعلى هامش المباحثات الرسمية، تخلل الزيارة عدد من اللقطات أبرزت احتفاء بارز بالعاهل السعودي خلال الزيارة، من بينها منحه أعلى الأوسمة الماليزية «وسام التاج».

كما منحت الجامعة الإسلامية العالمية في ماليزيا، العاهل السعودي درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية «خدمة الإسلام والوسطية»، وجائزة الإنجاز الفريد المتميز في خدمة الإسلام والأمة، وذلك بعد يوم من منح، جامعة مالايا الماليزية، العاهل السعودي، درجة الدكتوراه الفخرية في الآداب «تقديراً لجهوده وإسهاماته في خدمة العلم».

أيضا كانت اللقطات العفوية البارزة خلال الزيارة، الصورة السيلفي الذي التقطها رئيس وزراء ماليزيا «محمد نجيب عبدالرزاق» مع العاهل السعودي، والتي نشرها «عبدالرزاق» عبر حسابه بموقع «تويتر» وكتب تعليقا عليها: «صداقة قوية»، بالإضافة إلى القبلة التي طبعها أحد رجال الدين على جبين الملك «سلمان» خلال استقباله لهم.

وخلال الزيارة، اعتقلت السلطات الماليزية ماليزيا و6 أجانب (إندونيسي وأربعة يمنيين وشخص من شرق آسيا)، للاشتباه في صلتهم بجماعات متشددة بينها تنظيم «الدولة الإسلامية» الإرهابي، كانوا يخطون لاستهداف العاهل السعودي.

إندونسيا

المحطة الثانية للملك «سلمان»، كانت في إندونسيا، واستمرت 3 أيام، شهدت احتشاد المئات من المواطنين وطلاب المدارس في الشوارع للترحيب بالضيف، في الوقت الذي حرص نواب البرلمان الإندونيسي وقادة الأحزاب ورؤساء المجموعات البرلمانية والضيوف الذين اكتظت بهم القاعة الكبرى في المجلس أثناء مرور خادم الحرمين الشريفين لإلقاء كلمته، على التقاط السيلفي مع الملك «سلمان».

وشهدت الزيارة التوقيع على إعلان مشترك حول رفع مستوى الرئاسة للجنة المشتركة، فضلا عن 11 اتفاقا حكوميا، في عدة مجالات، فضلا عن 5 مذكرات تفاهم.

كما قلد الرئيس الإندونيسي، خادم الحرمين الشريفين، وسام «نجمة الجمهورية الإندونيسية» الذي يعد أعلى أوسمة الجمهورية؛ تقديراً لجهوده في مختلف المجالات.

وشهد ملتقى الأعمال السعودي الإندونيسي توقيع عدة مذكرات واتفاقيات شراكة إستراتيجية بقطاعات الطاقة والصحة والإسكان والسياحة بقيمة إجمالية بلغت 13.5 مليار ريال.

وعلى هامش الزيارة، التقى خادم الحرمين والرئيس «جوكو ويدودو» رئيس جمهورية إندونيسيا، في قصر مردكا الرئاسي بالعاصمة جاكرتا، أبرز الشخصيات الاسلامية في إندونيسيا، وقبيل مغادرة قصر مردكا الرئاسي قام خادم الحرمين بغرس شجرة في حديقة القصر، بمناسبة زيارته لإندونيسيا.

كما أدى خادم الحرمين الشريفين، ركعتين في مسجد الاستقلال، ثم قدم الملك «حزام الكعبة المشرفة»، هدية للمسجد.

وتعد زيارته لإندونيسيا هي الأولى التي يجريها ملك سعودي لإندونيسيا منذ عام 1970.

وغادر الملك «سلمان» إندونسيا، ليوم واحد قبل أن يعود مجددا إلى جزيرة بالي الإندونيسية، لقضاء عطلة استغرقت 6 أيام.

حيث حطت طائرة خادم الحرمين في مطار (غوستي نجوراه راي) الدولي في جزيرة بالي، وقضي بها عطلته برفقة الوفد الكبير المرافق له، والذي يصل عدده إلى 1500 شخص من بينهم 25 أميرا و10 وزراء.

بروناي

وفي زيارة ليوم واحد فقط، أجرى العاهل السعودي، لقاء مع  «حسن البلقيه» سلطان بروناي دار السلام.

وشهدت الزيارة توقيع 3 عقود لتنشيط الاتفاقية العامة الموقعة بين البلدين التي تشمل المجالات الاقتصادية والاستثمارية والفنية والتعليمية والثقافية والشبابية والرياضية، فضلا عن 4 مذكرات تفاهم.

كما أعلن القائدان تطلعهما أن يخرج اجتماع اللجنة السعودية البروناوية المشتركة المقرر عقده هذا العام بنتائج تخدم اقتصاد البلدين، وتعزز التعاون بين القطاع الخاص فيهما.

وتسلم الملك «سلمان» من السلطان «البلقيه»؛ وسام الأسرة المالكة للعرش البروناي تقديراً له.

وتعد زيارة الملك «سلمان» لسلطنة بروناي هي أول زيارة لملك سعودي للبلاد منذ إقامة علاقات دبلوماسية بينهما عام 1992.

اليابان

المحطة الرابعة للملك «سلمان»، كانت في اليابان، التي زارها لمدة 3 أيام، شهدت إطلاق «الرؤية المشتركة السعودية اليابانية 2030» وأهدافها المستقبلية.

ووقعت السعودية واليابان، خلال الزيارة 13 اتفاقية و7 مذكرات تفاهم لتعزيز التعاون بينهما في مجالات شتى.

وكان من أبرز الاتفاقيات إبرام «أرامكو» اتفاقية مع مؤسسة «نيبون» اليابانية للنفط والطاقة، بشأن «إجراء دراسات لاستكشاف إمكانيات التعاون المستقبلي ذي المنفعة المتبادلة في مجالات تكرير النفط والبتروكيماويات وتجارة النفط والنافثا والتقنيات البيئية وبرامج التدريب».

كما استقبل إمبراطور اليابان «اكيهيتو» في قصره بالعاصمة طوكيو، العاهل السعودي، وسلمه وسام «زهرة الأقحوان» الرفيع.

وشهدت الزيارة، طلب اليابان رسميا، من السعودية طرح أسهم شركة «أرامكو» للتداول العام، في بورصة طوكيو.

اتفق البلدان، خلال الزيارة على إقامة منطقة اقتصادية خاصة في المملكة لتنفيذ عشرات المشاريع المشتركة.

كما تعد زيارة الملك «سلمان» لليابان هي الأولى لملك سعودي إلى هذا البلد منذ 46 عامًا، حيث سبق أن زارها عام 2014 حينما كان وليًا للعهد.

الصين

الجولة الأخيرة للملك «سلمان»، كانت في الصين، واستمرت 3 أيام.

وأعلنت السعودية والصين، خلاال الزيارة عن توقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم تقدر قيمتها بنحو 65 مليار دولار تشمل قطاعات تجارية واقتصادية وعسكرية وأمنية.

كما جرى على هامش منتدى الاستثمار السعودي الصيني، توقيع 21 اتفاقية استثمارية في عدة مجالات.

وكان أبرز ما تم توقيعه، مذكرة تفاهم للتعاون بشأن مشاركة المملكة في رحلة الصين لاستكشاف القمر (تشانق إي ـ 4)، كذلك تم توقيع اتفاقية شراكة لتصنيع طائرات بدون طيار.

وشهدت الزيارة، تدشين خادم الحرمين الشريفين مكتبة «الملك عبدالعزيز العامة» في جامعة بكين، وتسلمه درجة الدكتوراه الفخرية من الجامعة.

عودة وتغريدة

وبعد ساعات قليلة من وصوله للرياض، السبت، نشر خادم الحرمين الشريفين، تغريدة على حسابه الرسمي على «تويتر».

وأكد خادم الحرمين الشريفين، رسوخ مكانة المملكة بجذورها الإسلامية والعربية، ومكانتها الدولية.

وأشار إلى أن المملكة تتطلع للدخول في تحالفات أقوى، تساهم في تحقيق ما يصبو إليه شعب المملكة.

وكتب الملك «سلمان» على «تويتر»: «وطننا رمزٌ راسخ بجذوره الإسلامية والعربية، ومكانته الدولية، ونتطلع إلى تحالفات أقوى، لمواصلة مسيرة الاستقرار والنماء».

  كلمات مفتاحية

السعودية الملك سلمان جولة آسيوية رؤية السعودية

ما الذي يبحث عنه الملك «سلمان» في آسيا؟