استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

صراعات الداخل الإيراني عشية الانتخابات

الاثنين 27 مارس 2017 02:03 ص

حين يصل الأمر بابنة الزعيم الإيراني الراحل، هاشمي رفسنجاني حد التشكيك بطريقة موت والدها، في إشارة إلى إمكانية اغتياله من قبل المحافظين، فهذا يعني أن الصراع بين التيارين قد بلغ مداه، لا سيما أن هناك من بين الإصلاحيين من تحدث مباشرة عن الاغتيال، بل كشف السيناريو الذي تم لتنفيذه.

لا أحد يجزم بصحة المزاعم حول اغتيال الرجل، لكن المؤكد أن المحافظين قد تخلصوا بغياب رفسنجاني من صخرة كبيرة، كانت تعيق مخططاتهم، كما خسر الإصلاحيون بدورهم أهم رموزهم، وربما أكثرهم جرأة في مواجهة خامنئي وبقية التيار المحافظ.

على أن غياب رفسنجاني لا يعني أن الإصلاحيين قد قرروا الاستسلام، رغم التشكيك اليومي بهم من قبل الإعلام المحافظ، وصولا إلى التخوين، فلا يعدم المشهد بعض الردود من طرفهم، إن كانت مباشرة عبر التشكيك في وجود مؤامرة لإسقاط روحاني في انتخابات أيار المقبل، أم غير مباشرة عبر التشكيك في سياسات التيار المحافظ، بخاصة الخارجية منها، وما جرّته على البلاد من ويلات.

في السياق الأول قال موقع “سحام نيوز” التابع للزعيم الإصلاحي مهدي كروبي، إنه حصل على معلومات تفيد بوجود مخطط للتدخل في الانتخابات، تم وضعه قبل عدة أشهر، وبدأ مكتب خامنئي بالعمل عليه.

وأضاف الموقع أن خامنئي، في إطار “المخطط”، يسعى لترشيح سبعة أو ثمانية أشخاص يكون بوسعهم كسب أصوات الناخبين، حتى تتوزع الأصوات ويحصل روحاني على أصوات قليلة في الجولة الأولى، الأمر الذي يعني أنه حتى لو فاز في الجولة الثانية، فسيفوز بنسبة قليلة من الأصوات، ليست كتلك التي حصل عليها في المرة السابقة، مع إمكانية كسبها من آخر، في تكرار لتجربة نجاد الذي لم يحصل في الجولة الأولى سوى على نسبة محدودة، قبل أن يحسم في الجولة التالية في انتخابات شابتها الكثير من الشكوك وأدت إلى ما يعرف بأحداث 2009.

مشكلة الإصلاحيين هي أن الدولة العميقة في إيران تقف ضدهم بكل ما أوتيت من قوة، ما يعني أن إمكانية التلاعب المباشر وغير المباشر واردة، لكنهم يعوّلون على مخاوف المحافظين من ردة الفعل الشعبية، ويأملون في وصول روحاني إلى سدة الرئاسة، على أمل أن تتواصل مسيرة انتزاع الصلاحيات تباعا من أيدي المحافظين.

وفي حين يركز المحافظون في معركتهم على اتهام الإصلاحيين بأنهم تبع للغرب، إلى جانب اتهامهم بالفشل الاقتصادي، مع استغلال ردة واشنطن على الاتفاق النووي؛ يركز الإصلاحيون على فشل المحافظين في الملف الخارجي، بخاصة في سوريا التي لم تعد مواقع إصلاحية تتردد في توصيفها كفشل كبير، وذلك عبر التشكيك في التحالف مع الروس ونتائجه بعد التطورات الأخيرة.

يفعل الإصلاحيون ذلك من دون القدرة على الإشارة إلى النزيف الاقتصادي الرهيب الذي رتبته المغامرات الخارجية، بخاصة في سوريا، لا سيما أنها موازنات لا تخضع لهم أصلا، إذ تدخل في إطار الموازنة العسكرية والأمنية التي يتحكم بها المرشد والحرس الثوري.

روحاني في إيران، ومعه حكومته، لا يختلفون كثيرا عن رئيس الوزراء في سوريا، فهم يحصلون على سلطة منزوعة الأسنان، في مقابل أخرى تمسك بكل شيء.

لا جزم بمآلات صراع الداخل في إيران في المدى القريب، لكن المؤكد أن مزيدا من فشل مشروع خامنئي الخارجي سيمنح الإصلاحيين بعض القوة، مع بقاء المشهد غامضا بعض الشيء إذا مات الرجل، وفي العموم، فإن النهاية بالنسبة للمنطقة ستبقى هي ذاتها تقريبا، ممثلة في صفقة توقف الحريق الراهن، مع خلاف في التوقيت إذا تقدم الإصلاحيون.

أما بالنسبة للداخل، فإن تقدم الإصلاحيين هو الأمل، ليس لأجل الاقتصاد وحسب، بل من أجل المزيد من الحرية أيضا.

* ياسر الزعاترة - كاتب سياسي أردني/ فلسطيني

المصدر | الدستور الأردنية

  كلمات مفتاحية

إيران رفسنجاني المحافظون الإصلاحيون الحرس الثوري خامنئي