النمسا تغلق مطعما تركيا لعدم تحدث صاحبه الألمانية بطلاقة

الثلاثاء 4 أبريل 2017 08:04 ص

أصدرت السلطات النمساوية أمرا بإغلاق مطعم صغير (كشك) بسبب عدم تحدث صاحبه التركي اللغة الألمانية رغم مرور فترة طويلة من إقامته بالبلاد، إضافة إلى أن شكل الكشك لا يبدو أنيقا بما فيه الكفاية ليتناسب مع تجديد ساحة السوق.

وقد أثار القرار ضجة كبيرة؛ لأن واحدا من السببين اللذين ساقتهما السلطات كان مثيرا للجدل، وهو عدم تحدث صاحبه اللغة الألمانية بشكل جيد.

وأكد عمدة مدينة فينز نويشات (جنوب العاصمة فيينا) «كلاوس شنيبرغر» المنتمي لحزب «الشعب» الحاكم، إنه قال لصاحب المطعم إنه ليس هذا ما أريد في هذه المدينة، مضيفا: «عندما يرغب أحدهم في إدارة محل في وسط المدينة، على الرغم من أنه بعد أكثر من 20 عاما من وجوده في النمسا ليس في الوضعية التي يستطيع فيها التحدث بشكل كاف بالألمانية، ليأتي لمقابلة العمدة دون مترجم، هذا هو بالضبط المجتمع الموازي، الذي لا نحتاجه في فينر نويشتات، ولا نريده في الممتلكات العامة».

وقال العمدة في سياق دعمه للقرار الذي اتخذه عضو مجلس المدينة «أودو لاندباور»، وهو من حزب «الحرية» اليميني المتطرف، إن مظهر الكشك لا يتواءم مع ما يتصوروه لقلب مدينتهم.

ويقع مطعم «كباب علي» في السوق الرئيسية لمدينة فينر نويشات، ويعمل صاحبه «أليهان تورغوت» منذ 11 عاما في بيع مأكولات كالدونر ودوروم والبرغر النباتي، والفلافل للسكان، وبات عليه الآن إغلاقه في نهاية أبريل/نيسان الجاري.

وكانت الصحف النمساوية قد نشرت تقارير تتسم بالغضب من هذا القرار منذ مطلع مارس/آذار الماضي، بحسب موقع «دي بريسه» النمساوي، قبل أن تنشر صحف ومواقع أمريكية شهيرة، كـ«فوكس نيوز»، و«واشنطن بوست» تقريرا أعدته وكالة «أسوشيتد برس» عن البائع التركي، أمس الاثنين.

وأشارت الوكالة المذكورة إلى أن هذه القضية تظهر شعور عدم الثقة المتنامي بين النمساويين والمهاجرين القادمين من تركيا.

وأوضحت أن المسؤولين النمساويين في المدينة اتخذوا في وقت احتدت العلاقة بين «الاتحاد الأوروبي» وتركيا، من «تورغوت» مثالا للمجتمع الموازي الموالي لأنقرة، الذي يلجأ أحيانا للعنف في شوارع أوروبا دعما للرئيس التركي «رجب طيب أردوغان»، على حد تعبيرها.

وذكرت أن الحكومة النمساوية شددت من قواعد التظاهر مؤخرا في سياق ردها، كما تشهد البرامج التلفزيونية الإخبارية تناميا لمخاوف حول ولاء الأتراك، ضاربة مثالا بعنوان برنامج تلفزيوني من الأكثر المشاهدة كان نصه «الأتراك-النمساويون لأجل أردوغان: ألا يعني الوطن الجديد شيئا؟».

هذا، وينتمي الرجل القادم من تركيا قبل 25 عاما، إلى العمال الضيوف، والأجيال اللاحقة التي وصلت قبل موجة اللجوء الأخيرة التي وصلت إلى أوروبا، وكانوا يتوقعون أن يعودوا لديارهم بعد الانتهاء من أعمال ذات المستوى المتدن، التي كان سكان تلك الدول الأوروبية ذات الاقتصادات المتنامية يعتبرونها دون مستواهم.

وترك الكثير من العمال الضيوف الذين قرروا البقاء في دول كألمانيا والنمسا يتدبرون أمورهم وحدهم على مدار عقود، ولم يحصلوا على خدمات تضمن اندماجهم في المجتمع كدروس اللغة والسلوك المقبول اجتماعيا في تلك البلدان والتدريب المهني، كالتي توفرها حاليا دول «الاتحاد الأوروبي» للاجئين الجدد.

وأقر «تورغوت» بأنه ما زال مواطنا تركيا، لكن فقط لأنه لغته الألمانية لم تكن جيدة كفاية لتجاوز امتحان الجنسية النمساوية الصارم، مبينا أن أولوياته كانت لدى الوصول جلب عائلته إلى النمسا وأن يشرع في كسب رزقه لا تعلم الألمانية.

وأكد للوكالة أن التركيز على اللغة هي لعبة سياسية، مضيفا أن زبائنه يرغبون في بقائه.

من جهته، أقر عمدة المدينة بالأخطاء التي حدثت في الماضي، مشيرا إلى الجهود التي تبذل حاليا لأجل الاندماج، كدليل على أن النمسا تعلمت منها، حسب تعبيره.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

تركيا النمسا ألمانيا مطعم الاتحاد الأوروبي العلاقات التركية الأوروبية