الكويت عشية الإفراج عن «البراك» .. دعوات للاحتفال واستعادة الحراك

الخميس 20 أبريل 2017 09:04 ص

وسط ترقب شعبي معلن ورسمي غير معلن، من المنتظر أن يشهد يوم غد الجمعة خروج النائب السابق والمعارض الكويتي «مسلم البراك» من السجن المركزي بعد عامين قضاهما في الحبس على خلفية اتهامه بـ«العيب في الذات الأميرية»، خلال خطابه الشهير بندوة «كفى عبثا» في ساحة الإرادة في أكتوبر/تشرين الأول 2012، وهو الخطاب المعروف بـ«لن نسمح لك».

ومع اقتراب موعد خروج الأمين العام لحركة العمل الشعبي «حشد»، لا صوت يعلو صوت الإفراج عن «البراك» في الكويت، حيث بدأت تنتشر صور عملاقة له في بعض مناطق الدائرة الرابعة، احتفاء بقرب انتهاء مدة محكوميته، وتأكيدا على أن غيابه سنتين في السجن لم يغيبه من قلوب محبيه ومؤيديه.

كما استعد ديوان الزعيم السياسي في منطقة الأندلس لاستقباله، حيث تزين بالأعلام والصور، كما أعد زملاؤه وأقرباؤه برنامجا خاصا احتفاء بخروجه، يتضمن كلمة له.

من جهتها، أعلنت «حشد» أنها ستقيم حفل استقبال، بمناسبة خروج مؤسسها من السجن المركزي، عند وصوله إلى ديوانه.

وأوضحت، في بيان لها، أن الحفل سيتضمن كلمة يلقيها «البراك» موجهة إلى مستقبليه، كذلك علي الناحية الأخري سيتضمن حفل عشاء يقام على شرف الحضور.

ومن الفضاء الواقعي إلى الفضاء الإلكتروني، انطلقت على مدار الأيام الماضية عبر مواقع التواصل الاجتماعي وسوما ترحب بخروج السياسي الأبرز والأكثر تأثيرا في الكويت ومؤسس حركة العمل الشعبي «حشد»، وتستذكر تصريحاته في العمل السياسي ومحاربة الفساد والفاسدين.

كما ظل وسم يحمل اسم «البراك» متداولا بين المغردين، لتبادل الأخبار الخاصة به، بالإضافة إلى إعادة التغريد بمقاطع فيديو لمقتطفات من مقابلاته التلفزيونية، أو أحاديثه في مجلس الأمة سابقا، أو مناسبات أخرى.

البعض ذهب إلى أبعد من ذلك، بإنشاء حسابات خاصة بتداول أخبار «البراك»، ومقاطعه المصورة، فضلا عن تداول موعد خروجه بصورة رسمية، وتناقل التهاني بهذه المناسبة.

وأعلن الكثير من المغردين عن عزمهم انتظاره عند بوابة السجن المركزي، بعد أن نشروا صورا لسياراتهم، وهي مزينة بصوره، استعدادا للحدث، بحسب صحيفة «القبس» الإلكترونية.

مؤشرات تصب كلها في كفة أن هناك تشوق شعبي ونخبوي وحراكي يترقب خروج «البراك» من السجن، وهذا الأمر بحد ذاته يعد تتويج عفوي لزعامته السياسية.

وعلى الصعيد السياسي، ينتظر كثيرون موعد خروج «البراك» للوقوف على طبيعة المشهد السياسي، وما إذا كان الحراك سيستعيد نشاطه بعدما فقد بريقه في الفترة الأخيرة، خصوصا أن بعض رفاق درب «البراك» الذين شاركوه «الحراك» باتوا اليوم في المعسكر الآخر بعد مشاركتهم في انتخابات «الصوت الواحد» التي رفضوها سابقا، وعادوا إلى الساحة السياسية من بوابة القانون الذي رفضوه، وفق «الراي» الكويتية.

من هو «مسلم البراك»

و«البراك»، الذي كان عضوا سابقا في مجلس الأمة عن الدائرة الانتخابية الرابعة، ولد سنة 1956 في الكويت، وهو ابن النائب السابق «محمد حمد البراك».

درس «مسلم البراك» الثانوية في إحدى المدارس في الكويت، ثم انتقل إلى جامعة الكويت، وحصل على بكالوريوس في الجغرافيا.

عمل «البراك» رئيسا لنقابة عمال بلدية الكويت والإطفاء، كذلك علي الناحية الأخري كان عضوا في المجلس التنفيذي للاتحاد العام لعمال الكويت، ومديرا في معهد الثقافة العمالية، كذلك علي الناحية الأخري أنه عمل أمينا مساعدا للاتحاد العربي لعمال البلديات للشؤون العربية والعمالية.

ويوصف «البراك» بأنه ظاهرة فريدة في الحياة السياسية بالكويت والعالم العربي، فهو صاحب نضال سياسي طويل، بدأه بالعمل النقابي فأجاده ، وتمرس بالعمل النيابي وارتقى، ثم دفع بكل قوة نحو تشكيل تنظيم سياسي جمعه والمؤمنين بهذا التنظيم وهو حركة العمل الشعبي.

ولا شك في أن الإمكانيات الذاتية لـ«مسلم البراك» التي تمثلت في الوعي والكاريزما والخطابة أعطته قوة دفع هائلة لإنضاج تجربته السياسية نقابيا ونيابيا، وقد ناهزت الثلاثة عقود، ومكَنته بالتالي من امتلاك قدرات كبيرة في العمل السياسي تفاوضا ومناورة وتكتيكا، فأصبحت قيادته للمعارضة مستحقة بجدارة.

ومع تحرش السلطة بالحقوق الدستورية للشعب، وخروجها عن قواعد اللعبة السياسية التي يضبطها دستور ١٩٦٢، من خلال فرض «مرسوم الضرورة» في منتصف عام ٢٠١٢ بتعديل النظام الانتخابي، بحيث أصبح لكل مواطن صوت واحد بدلا من أربعة، وكردة فعل تجاهه قررت المعارضة مقاطعة الانتخابات انتخابا وترشيحا، من هنا شق «البراك» طريق العمل النضالي الميداني وبرز كقائد سياسي، يدعمه في ذلك إخلاصه بالعمل ونظافة يده وتفوقه بالخطابة.

قدم «البراك» في هذه المرحلة النضالية خطاب «كفى عبثا.. لن نسمح لك»، وهو خطاب سياسي فريد وغير مسبوق في الحياة السياسية، لا من حيث اللغة ولا من حيث المضمون، حيث وججه مباشرة لأمير البلاد وقال إنه يرفض قانون الانتخابات ولن يسمح لأحد في السلطة بالفساد ولن يسمح للأمير بالحكم الفردي، فبلغت الأزمة السياسية في الكويت أشدها، وأبرز ماميز سلوك «البراك» في هذه المرحلة النضالية أنه كان يعرف تماما حجم الثمن الذي سيدفعه، والأجمل أنه كان مستعدا لتقديم تضحية كبرى في سبيل ماكان يؤمن به، وقد كان.

عقب الخطاب قدم «البراك» للمحاكمة وحصل على حكم نهائي بالسجن عامين، وألقى جهاز أمن الدولة الكويتي، فجر السبت 13 من يونيو/ حزيران 2015، القبض على «مسلم البراك»، في منطقة كبد، وقاده إلى السجن لتنفيذ الحكم الصادر فيه من محكمة التمييز بالسجن لمدة عامين مع الشغل والنفاذ، بتهمة الإساءة إلى أمير البلاد.

وعلى الرغم من تناقل نشطاء موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، في سبتمبر/ أيلول الماضي، إن اسم «البراك» كان ضمن القرار الأميري الكويتي «صباح الأحمد الجابر الصباح»، الصادر بالعفو عن مجموعة من «سجناء الرأي»، إلا أنه لم يخرج من محبسه.

وكان «البراك» قد ألقى خطابا قبل يومين من القبض عليه، رد فيه على وزير الداخلية «محمد خالد الصباح»، والذي قال عنه أمام مجلس الأمة إنه «هارب»، إذ تحدى «البراك» حينها رجال الأمن أن ينفذوا أمر إلقاء القبض عليه في ديوانه، وفق ما يطلبه بتسليم ما أسماه أوراق أصلية لتنفيذ الحكم القضائي.

وتعهد «البراك» في خطابه بتسليم نفسه قبل بقية الشباب المتهمين بترديد خطاب «كفى عبثا.. لن نسمح لك»، والذي حوكم بسببه، إلا أنه توارى عن الأنظار إلى حين رصده في كبد، وهي منطقة بعيدة نوعا ما عن المناطق السكنية والداخل الكويتي، وعادة ما تستخدم في العطلات للراحة والاستجمام.

دخل «البراك» السجن ليقضي فيه عامين، رفض خلالها وساطات العفو، وظل صامدا رغم التضييفات الكبيرة، التي وصلت إلى منع زيارته من قبل أهله ومحاميه لبعض الوقت، علاوة على حادثة محاولة الاعتداء عليه مؤخرا من قبل أحد الجنائيين والتي انتهت بإعلان انتحار هذا الجنائي، وسط تشكيكات كبيرة في الرواية، وأنباء عن أنه كان يحاول اغتيال «البراك» وعندما فشل مخططه تم اغتياله خشية افتضاح الأمر.

المصدر | الخليج الجديد+متابعات

  كلمات مفتاحية

مسلم البراك الكويت استعدادات السجن