منظمة حقوقية: قتلى «تسريب سيناء» كانوا معتقلين لدى الجيش المصري

الاثنين 24 أبريل 2017 06:04 ص

قالت منظمة «سيناء لحقوق الإنسان»(مستقلة)، إنها تمكنت من الحصول على تفاصيل وأسماء الضحايا الذين تمت تصفيتهم في الفيديو المسرب الذي بثته قناة «مكملين»، الأسبوع الماضي.

وأكدت المنظمة، في بيان، أمس الأحد، أنها استطاعت أيضا الحصول على معلومات عن الجناة ورتبهم والكتائب التي يعملون بها في الجيش المصري.

وأوضحت المنظمة في بيان مفصل نشر عبر موقعها الإلكتروني، أنه منذ إذاعة الفيديو بتاريخ 20 إبريل/نيسان 2017، أجرت المنظمة زيارات وحوارات وأبحاثا ميدانية مع مواطنين وأعيان من قبائل سيناوية، بالإضافة إلى سجناء سابقين وعناصر حكومية عسكرية ذات اطلاع على ما يجري.

وأشار إلى أن ما سبق أفضى إلى تأكيدهم على «أن السلطات المصرية لفّقت فيه الوقائع التي عرضتها من خلال حساب وزارة الدفاع على اليوتيوب بتاريخ 5 نوفمبر 2016»، والذي أظهرت فيه عدداً من المداهمات والعمليات الأمنية تحت إطار عملية «حق الشهيد»، وأن ما جرى هو عمليات «تصفية وإعدامات ميدانية» تكرر حدوثها في سيناء بالسنوات الأخيرة.

وأكدت المنظمة أن الأشخاص الذين ظهروا في الفيديو جميعهم كانوا معتقلين لدى السلطات المصرية في مقر الكتيبة 101 في شرقي مدينة العريش، بزنزانة يقبع فيها حوالي 18 شخصاً، وذلك حتى تاريخ 1 نوفمبر/تشرين ثان 2016، ثم جرى نقلهم فجر يوم الأربعاء بتاريخ 2 نوفمبر/تشرين ثان 2016، حيث قالت لهم القوات المسؤولة عن نقلهم إنها سترحلهم إلى سجن «العازولي»، وهو نفس التاريخ الذي وقعت فيه عملية الإعدام خارج نطاق القانون.

وكان قد تم اعتقالهم في تواريخ مختلفة من ذات العام، من مناطق مختلفة من شبه جزيرة سيناء، وهم كل من:

«نايف عبد الكريم العوابدة»، يبلغ من العمر 54 عاماً، يعمل سائق سيارة أجرة، يقيم برفح، وجرى اعتقاله من قبل كمين الريسة شرق مدينة العريش في شهر سبتمبر/أيلول 2016، متزوج ولديه 3 أطفال.

«محمد عبد الحميد معوض»، يبلغ من العمر حوالي 29 عاماً، يعمل نجاراً، وجرى اعتقاله خلال حملة عسكرية على حي الصفا بمدينة رفح في شهر يوليو/تموز 2016.

«إسماعيل سليمان أبوبريص الحوص»، يبلغ من العمر حوالي 40 عاماً، عمل في مصنع للرخام، وأقام في منطقة المزرعة جنوبي العريش، وجرى اعتقاله من مقر عمله في يناير/كانون الثاني 2016.

«حسن موسى غانم»، يبلغ من العمر حوالي 54 عاماً، امتهن تجارة الأغنام، وأقام في قرية السبيل غربي العريش، ولا يُعرف على وجه الدقة تاريخ اعتقاله.

«محمود سالم البعيرة»، يبلغ من العمر حوالي 30 عاماً، عمل كهربائيا، وأقام بمنطقة رابعة التابعة لمركز بئر العبد غربي سيناء، وجرى اعتقاله من منزله في يوليو 2016.

«منصور سالم سليمان الحوص»، يبلغ من العمر حوالي 32 عاماً، امتهن الزراعة، وأقام بمنطقة العبور جنوبي العريش، وجرى اعتقاله في شهر مايو/أيار 2016.

«داؤود صبري العوابدة»، يبلغ من العمر حوالي 19 عاماً، أقام في منطقة النعامية غربي رفح، وجرى اعتقاله من قبل كمين الحرية جنوب رفح في يوليو 2016.

«عبدالهادي صبري العوابدة»، يبلغ من العمر 16 عاماً، طالب في الصف الثانوي، اعتقل مع شقيقه (داؤود).

وأشارت إلى أنه منذ اعتقالهم لم يتمكن أغلب ذويهم من التواصل معهم، أو معرفة مصيرهم، وهل تمت محاكمتهم أم لا، وبعضهم عرف عما جرى لهم بعد نشر الفيديو المشار إليه.

ونبّهت بأنه ووفقاً لشهادات مختلفة من مصادر محلية متعددة، فإن المنطقة الصحراوية التي وقعت فيها عملية الإعدام خارج إطار القانون هي قرية «التومة» جنوبي الشيخ زويد، وهي إحدى القرى التي نزح منها أهلها قسراً بسبب العمليات العسكرية المتكررة التي شهدتها المنطقة.

وشددت المنظمة على أنها حصلت على فيديوهات أخرى للجريمة البشعة غير التي تم عرضها وتداولها، تمكنت من خلالها من معرفة أسماء منفذي الجريمة، والضباط الذين أمروا بتنفيذها، وهو ما يؤكد أن عملية القتل جرت تحت غطاء رسمي، وأن ترتيب مسرح الجريمة ووضع السلاح بقرب الضحايا للإيحاء بأن هناك مواجهات قد جرت، يدفعنا إلى التشكيك بأي فيديوهات لعمليات مشابهة يُعلن الجيش عن تنفيذها في سيناء.

ويظهر في الفيديو قوات تابعة للجيش المصري تقتاد عددا من الشباب  المقيدين من الخلف وبعد استجواب سريع من قبل أحد الأشخاص الذي يبدو أنه أحد الضباط أو الجنود ويتقن لهجة أهل سيناء يسأل الشباب عن هويته ومكان إقامته قبل أن يقتاده على بعد أمتار من بقية القوات ويرديه قتيلا بعدة طلقات في الرأس والجسد.

ونفذت السلطات المصرية عمليات تصفية عديدة طالت عددا من النشطاء والمعارضين، أغلبهم من الشباب، وتبين لاحقا أنهم من المختفين قسريا.

وبينما تدعي السلطات المصرية أنها اضطرت إلى قتل هذه العناصر، التي تصفها بـ«الإرهابية والتكفيرية»، عندما بادرت إلى إطلاق النار عليها، تقول جهات حقوقية ومن أقرباء من تعرضوا للتصفية إنه تم تعمد تصفيتهم لا لشيء سوى كونهم من معارضي الانقلاب العسكري على «محمد مرسي»، أول رئيس مدني منتخب في البلاد في 3 يوليو/تموز 2013.

  كلمات مفتاحية

تسريب سيناء الجيش المصري قناة مكملين منظمة سيناء لحقوق الإنسان شمال سيناء