بثت فضائية مصرية، فيلما جديدا، قالت إنه يوثق بطولات الجيش المصري في شبه جزيرة سيناء، وجهوده في إعادة إعمار وتنمية المنطقة.

وعرض برنامج «8 الصبح» المذاع على فضائية «dmc»، المقربة من الاستخبارات الحربية المصرية، فيلما من إنتاج «الشؤون المعنوية»(جهاز إعلامي) بالقوات المسلحة المصرية، عن «تاريخ سيناء»، بمناسبة ذكرى تحرير سيناء التي تحل غدا الثلاثاء(فيديو).

وبدا الفيلم الذي حمل لغة دعائية وإنشائية، محاولة للتغطية على «تسريب سيناء»، الذي بثته قناة «مكملين»، الخميس الماضي، وتسبب في توجيه انتقادات دولية وحقوقية للجيش المصري.

ويظهر في التسريب قوات تابعة للجيش المصري تقتاد عددا من الشباب  المقيدين من الخلف وبعد استجواب سريع من قبل أحد الأشخاص الذي يبدو أنه أحد الضباط أو الجنود ويتقن لهجة أهل سيناء يسأل الشباب عن هويته ومكان إقامته قبل أن يقتاده على بعد أمتار من بقية القوات ويرديه قتيلا بعدة طلقات في الرأس والجسد.

وكشف «تسريب سيناء» عن قيام منفذي عملية الإعدام، بإلقاء أسلحة آلية بجوار جثث الضحايا، والتقاط صور لهم، لإظهار مصرعهم وكأنه حدث إثر اشتباكات، لم تحدث من الأساس، بحسب التسريب.  

وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة «ستيفان دوغريك»،: إن «الأمم المتحدة على دراية بمقطع الفيديو المتداول، لكنها لا تملك التأكد من صحته، لكن موقفنا هو أن الحرب على الإرهاب لا ينبغي أن تكون على حساب حقوق الإنسان».

ويسلط الفيلم الجديد، الضوء على تاريخ سيناء مع الأنبياء، حيث كلم الله نبيه «موسى» عليه السلام هناك، وأبرز المناطق السياحية والأثرية في المنطقة، وبطولات الجيش المصري في سيناء، والحروب التي خاضها ضد (إسرائيل).

ويبدو أن الفيلم أعد على عجل للرد على التسريب المسيء للجيش المصري، حيث تضمن في معظمه لقطات أرشيفية قدمتها أفلام سينمائية عن حرب أكتوبر/تشرين أول 1973، وأغنية مصرية بعنوان «سينا رجعت كاملة لينا».

وفي محاولة لتذكير أهالي سيناء بإنجازات الجيش المصري، أظهر الفيديو المشروعات التي نفذها الجيش لإعادة إعمار سيناء، ولقطات أرشيفية من مشروعات تنموية، مصحوبة بموسيقى تصويرية وعبارات دعائية عن تعمير سيناء.

وتشهد سيناء مؤخرا حالات من التهجير القسري وثقتها المنظمات الحقوقية خاصة في رفح والعريش، فيما بلغ إجمالي القتلى خارج إطار القانون 107 مدني، منهم 10 نساء و9 أطفال خلال الأشهر الثلاث الأولى فقط من 2017 وبلغ إجمالي المصابين ما لا يقل عن 111 مدني، منهم 28 امرأة، و21 طفلاً في نفس الفترة، طبقا لما ذكرته «منظمة سيناء لحقوق الإنسان»(مستقلة).

وتعيش محافظة شمال سيناء أوضاعاً أمنية متدهورة، تحكم حكم الطوارئ منذ أكثر من 3 سنوات، ازدادت سوءاً في مدينة العريش، عاصمة المحافظة، خلال الأشهر القليلة الماضية، على الرغم من نصب قوات الأمن عشرات الحواجز الثابتة والمتحركة في المدينة.

ومنذ سبتمبر/أيلول 2013 تشن قوات مشتركة من الجيش والشرطة المصريين حملة موسعة بعدة محافظات، خاصة سيناء، لتعقب أعضاء التنظيمات المسلحة التي تهاجم مواقع للجيش والشرطة في شبه جزيرة سيناء، مما أسفر عن مقتل العشرات منهم.

وتنشط في محافظة شمال سيناء عدة تنظيمات؛ أبرزها «أنصار بيت المقدس» الذي أعلن في نوفمبر/تشرين الثاني 2014، مبايعة زعيم تنظيم «الدولة الإسلامية»، «أبو بكر البغدادي»، وغير اسمه لاحقا إلى «ولاية سيناء».

وتتعرض مواقع عسكرية وأمنية شمالي شبه جزيرة سيناء لهجمات كثيفة في الأشهر الأخيرة، مما أدى إلى مقتل العشرات من أفراد الجيش والشرطة، بينما تعلن الجماعات المسلحة المسؤولية عن كثير من هذه الهجمات.