مقتل عمدة قبيلة ليبية موالي لـ«حفتر» إثر هجوم بسيارتين مفخختين

الجمعة 19 مايو 2017 01:05 ص

قال مسؤول أمني ليبي إن الشيخ «أبريك اللواطي»، عمدة أكبر قبائل شرقي ليبيا، والموالي لـ«خليفة حفتر»، قتل اليوم الجمعة، إثر تفجيرين بسيارتين مفخختين، أمام أحد المساجد في بلدة جنوبي مدينة بنغازي.

ذلك الهجوم بالإضافة إلى هجوم آخر استهدف قوات تابعة لـ«حفتر»، جنوبي ليبيا، أمس الخميس، اعتبرهما مراقبون رسالة إلى الأخير بأن الأمور «لم تستتب» له رغم الدعم المصري القوى له، والذي تمثل في زيارة أجراها إلى مقر «حفتر» في بنغازي رئيس الأركان المصري الفريق «محمود حجازي»،  أول أمس الأربعاء.

المسؤول الأمني الليبي ذاته أوضح، لوكالة الأناضول، مفضلاً عدم ذكر اسمه، أن «اللواطي، عمدة وكبير قبيلة العواقير، أكبر قبائل شرقي ليبيا، قُتل في تفجيرين بسيارتين مفخختين لدى خروجه من مسجد بلال بن رباح في بلدة سلوق» (على بعد 50 كم جنوب بنغازي).

 ولفت إلى أن «التفجيرين أسفرا أيضاً عن مقتل نجل اللواطي وأحد المصلين، فضلاً عن وقوع عدد من الإصابات (لم يحدد عددهم)».

ولاحقاً نقلت قناة «سكاي نيوز عربية» الإخبارية الإماراتية عن مصادر صحفية ليبية قولها إن عدد القتلى ارتفع إلى خمسه، بينهم «اللواطي» ونجله، فيما أصيب 6 آخرون.

وأظهرت صور نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي ألسنة اللهب وأعمدة الدخان وهي تتصاعد من هيكلي السيارتين المفخختين فيما تناثرت الشظايا وبقع الدماء على الأرض.

و«اللواطي» من أكبر الداعمين للقوات المنبثقة عن «مجلس النواب»، المنعقد في مدينة طبرق (شرق)، والذي يقوده «خليفه حفتر»، والأخير يعتبره البعض امتداداً لنظام الدكتاتور السابق «معمر القذافي».

إذ دأب «اللواطي» على حث أبناء قبيلته على دعم «حفتر» في مواجهة مقاتلي «مجلس شورى ثوار بنغازي» (ثوار سابقين من فصائل إسلامية شاركت في الإطاحة بالقذافي).

وحتى مساء اليوم، لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن التفجيرين.

يذكر أن آخر تفجير سيارة مفخخة وقع في بنغازي، كان في 10 مارس/آذار الماضي، واستهدف موكباً عسكرياً قُتل على إثره عسكريين اثنين.

رسالة من هجومين

ويأتي هجوم اليوم الذي وقع في مناطق سيطرة قوات «حفتر» بعد يوم واحد من هجوم آخر شنه فصيل متحالف مع حكومتي طرابلس استهدف جنود «اللواء 12»، التابع لـ«حفتر»، في قاعدة «براك الشاطئ» الجوية، جنوبي ليبيا؛ ما أوقع عشرات القتلى.

وقال عضو المجلس البلدي في «براك الشاطئ»، «علي الطاهر»، لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) إن عدد القتلى الهجوم على قاعدة «براك الشاطئ» بلغ 133 قتيلاً، بينهم عسكريون ومدنيون.

ولم يتسن التأكد من عدد القتلى من مصدر مستقل.

ولاقى الهجوم إدانة من المبعوث الأممي لدى ليبيا، «مارتن كوبلر»؛ إذ اعتبره، في بيان، «يقوّض الجهود السياسية» لحل الأزمة الليبية.

كما أصدرت «الحكومة المؤقتة» في مدينة البيضاء شرق البلاد، والتي يترأسها «عبد الله الثني»، بياناً اعتبرت فيه الهجوم «اختراقاً» للهدنة في الجنوب الليبي التي طالب بها الجميع.

كذلك، أصدر المجلس الرئاسي لحكومة «الوفاق الوطني» بياناً أدان فيه التصعيد العسكري الذي أدى للمزيد من إراقة الدماء في «براك الشاطئ»، مؤكداً أنه لم يصدر أية تعليمات لوزارة الدفاع لتنفيذ هذا الهجوم، وأنه غير متورط في إراقة الدماء.

ويأتي الهجومين بعد زيارة مفاجئة إلى مقر «حفتر» في بنغازي، أمس الأول الأربعاء، أجراها رئيس الأركان المصري، الفريق «محمود حجازي»، برفقة مدير المخابرات الحربية المصرية اللواء «محمد الشحات»، بالتزامن مع الاحتفالات التي أقامها «حفتر» بمناسبة الذكرى الثالثة لعمليته العسكرية «الكرامة»، التي أعلنها في مايو/أيار 2014.

تزامن الهجومين مع تلك الزيارة، ووقوعهما في مناطق سيطرة «حفتر»، اعتبره مراقبون رسالة إلى «حفتر» بأن الأمور لن تستتب له حتى ولو رمت مصر بثقلها كلها خلفه؛ فجنوده وحلفاؤه ليسوا بعيدين عن أيدى خصومه.

ومنذ عام 2014، تتقاسم حكومات متنافسة النفوذ في ليبيا تدعمها تحالفات فضفاضة من الفصائل والجماعات المسلحة تتمركز في شرق البلاد وغربها. 

المصدر | الخليج الجديد + الأناضول

  كلمات مفتاحية

ليبيا بنغازي سلوق العواقير أبريك اللواطي مقتل سيارة مفخخة هجوم