«المالكي» عن قمة الرياض: نقل المعركة إلى الداخل الإيراني لن ينجح والسعودية ستتحمل ضريبة كبيرة

الثلاثاء 30 مايو 2017 10:05 ص

وجه رئيس الوزراء العراقي السابق ونائب رئيس الجمهورية الحالي، «نوري المالكي»، سلسلة رسائل داخلية وخارجية في مقابلة له مع صحيفة «الأخبار» اللبنانية، خص السعودية خلالها بانتقادات بسبب قمة الرياض، قائلا إن نقل المعركة إلى الداخل الإيراني لن ينجح، محذرا من أن طهران «ليست ضعيفة» وأن المملكة قد تتكبد «ضريبة كبيرة» وفق قوله.

قمة الرياض

وردا على سؤال حول قراءته لقمة الرياض وزيارة الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» رد «المالكي» بالقول: «قمة الرياض يجب أن تُقرأ من باب: من هو المستفيد، ومن هو الخاسر؟ فالمستفيد هو إسرائيل.. الرابح الثاني هو أميركا، التي حازت استثمارات، وأموالاً، وعقوداً. أصبح لأميركا ــ كما كان يقول ترامب ــ حضور قوي، واستطاعت أن تنشئ ما يشبه تحالفاً عربياً ــ إسلامياً».

واعتبر «المالكي»، المرتبط بعلاقات تحالف وطيدة مع إيران، في المقابلة مع الصحيفة اللبنانية المقربة من حزب الله، أن السعودية ربحت «إعلاميا» دون أن يكون هناك مكاسب حقيقية مضيفا: «السعوديون عبروا عما يفكرون به بطريقة منفعلة وواضحة وعنيفة وحاقدة. لقد جعلوا إيران وحلفاءها هدفاً لهم. بنظرهم، هم يحشدون قواهم لضرب إيران، ونقل المعركة كما قال (ولي ولي العهد السعودي الأمير) محمد بن سلمان إلى الداخل الإيراني».

وختم «المالكي» بالقول: «إيران ليست ضعيفةً بهذا الشكل، ولا السعودية قويةٌ بهذا الشكل، ولا الدول التي وقفت في هذا المؤتمر ستمشي تحت جناح السعودية لقتال إيران، ولا أميركا نفسها ستمضي مع السعودية في قتال إيران. وهذا يعني، أنه في نهاية المطاف، ستكون السعودية هي الخاسر الأكبر... وهذا سيحمّلها ضريبةً كبيرةً». على حد تعبيره.

 حكومة «العبادي»

«المالكي»، الذي قال إنه «لا يرغب بالعودة إلى أي سلطة تنفيذية» بإشارة منه إلى منصب رئيس الوزراء، أكد رغبته في العمل على تشكيل أكبر كتلة سياسية في البرلمان، مبديا خشيته مما قال إنها ضربات تستهدف التيار الإسلامي، ومن ضمنه الحشد الشعبي وحزب الدعوة موجها انتقادات إلى أداء حكومة رئيس الوزراء الحالي، «حيدر العبادي»، فحذر من إمكانية خسارة مناطق في الجنوب بسبب تردي الأوضاع الأمنية.

على صعيد مكافحة الإرهاب، فإنّ الأداء الحكومي جيّد، برغم المخالفات التي حصلت وإدخال قوات دولية دون قرار برلماني، منتقدا الوضع الاقتصادي للبلاد قائلا «الوضع الاقتصادي، هو مرتبك جدّاً، وصل إلى حد قطع الرواتب عن موظفي الدولة، وتوقف المستشفيات عن تقديم العلاج للمرضى. أنا لا أفهم سبب سحب الحكومة من احتياط البنك المركزي 40 ملياراً».

وأضاف «إضافةً إلى سقوط هيبة الدولة، والوضع الاقتصادي، فإن الواقع السياسي ليس بأشفى حالاً. هل من المعقول أن تعجز حكومة عن تعيين 3 وزراء، وهي حكومة فريق منسجم، وقوية، وديموقراطية. ضعف الدولة، فجّر ظاهرة الفساد، الذي وصل إلى حال الاستشراء في كامل مفاصل الدولة، من الشرطي الى الوزير. أنا أخشى اليوم أن تتطور هذه التداعيات، وتحدث أزمة كبرى، ولعل أحد أهدافها تعطيل الانتخابات المقبلة».

الحشد الشعبي

حول علاقته بالحشد الشعبي قال «الضربة القادمة ستستهدف التيار الإسلامي، ومن ضمنه الحشد الشعبي، لكن الضربة الأولى ستوجه إلى حزب الدعوة والحشد، وبقية الإسلاميين سيأتون لاحقاً. فالدعوة والحشد هما أبرز كيانين مستهدفين، وهذا شعار رُفع في مؤتمر أنقرة، حيث دعوا إلى اطاحة المالكي، والحشد، وإيران. أما لماذا الحشد؟ فلأنه محسوبٌ عليّ، وأنا من أسّسه، وأنا أدافع عنه وأتبنّاه، ولديّ اعتقاد بضرورة وجوده، والإبقاء على كيانه، وبه استطعنا أن نوقف أكبر هجمة كادت أن تطيح العراق كله، وتصل إلى إيران».

وأضاف «يجب أن يُفهم أن استهدافي في العراق يعني استهداف الحشد، واستهداف الحشد استهدافي، ولذلك يجب أن نتماسك نحن والحشد في الدفاع، ومواجهة التحدي والمؤامرات الناعمة التي تحاك ضدنا».

علاقته بالمكونات العراقية

وحول علاقته وحزبه ببقية المكونات العراقية قال «المالكي»: «على صعيد المكوّن الشيعي، هناك التيار الصدري الذي يقف خارج التحالف الوطني، ويغرّد خارج السرب بطريقته الخاصّة. في العراق، هناك ظاهرة بأنّ كل الكيانات والمكوّنات لديها خلافات فيما بينها، لكن أحسنهم هو التحالف، الذي وحّد الأطياف والقوى السياسية، تحت مظلّته، بمجموعٍ يبلغ حوالي 150 مقعداً (دون احتساب الصدريين)، ما يمثّل الثقل الموجود في البرلمان. نحن أفضل المكوّنات (التحالف الوطني)، لدينا مرجعية متفق عليها، ولدينا هيئة قيادية، وهيئة سياسية، وهيئة عامة، إضافةً إلى وجود تفاهماتٍ فيما بيننا للانتخابات المقبلة».

وتابع «على صعيد المكوّن السني، فإنّ هذا المكوّن يُعدُّ أكثر الأطراف تشتتاً. فهم يفتقرون إلى مرجعية موحدة، دينية كانت أو سياسية. كل ذلك نتيجة اللعبة التي لعبتها بعض الدول العربية والخليجية إضافةً إلى تركيا. السُنّة لا يزالون مجزّئين، ونحن بذلنا جهداً معهم من أجل توحيدهم، وخلق مرجعية سياسية لهم، حتى نستطيع الاتفاق معها، إلا أن انقسامهم الداخلي حادٌّ جدّاً، ويتمثل ذلك بوجود أجنحة نافذة لبعض الدول. هناك جناج ولاؤه تركيا، وجناح ولاؤه دول الخليج. نحن نشجّع الجناح الوطني الموجود لديهم، والذي لا يريد أن يتقاطع مع الدول الإقليمية، بل يتبنى استراتيجية سياسة وطنية» بحسب زعمه.

  كلمات مفتاحية

السعودية إيران المالكي قمة الرياض