«إيدلسون».. رأس حربة أبوظبي لمهاجمة قطر وحليف لـ«نتنياهو» وداعم للاستيطان

الأحد 4 يونيو 2017 04:06 ص

كشف اعتراف «جون هانا»، المستشار في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات اليمينية الأمريكية، في الرسالة التي وجهها للسفير الإماراتي في واشنطن «يوسف العتيبة» ضمن التسريبات التي تم الكشف عنها مؤخرا، أن «شلدون إيدلسون» هو ممول المؤسسة، وأنه ليس مجرد ممول، بل هو حليف لرئيس الحكومة الإسرائيلية «بنيامين نتنياهو».

ويميط ذلك اللثام عن وجه آخر من أوجه التطبيع إلى حد التعاون السري بين دولة الإمارات وحكومة الاحتلال ومن يمثلها، أو يعمل لتمثيل مصالحها في الولايات المتحدة.

كما يكشف هذا الاعتراف أيضا عمق وحجم نفوذ اللوبي اليهودي الإسرائيلي في الولايات المتحدة، من خلال مطالعة شبكة المسؤولين الأمريكيين السابقين في مجلس إدارة المؤسسة المذكورة، بدءا من جورج شولتس، ومرورا بالسيناتور اليهودي السابق جوزيف ليبرمان، وحتى رئيس وكالة المخابرات الأمريكية السابق الجنرال مارشال هايدن إلى جانب كوكبة من السيناتورات الحاليين في الكونغرس ومجلس الشيوخ، والصحفيين وأساتذة الجامعات.

وبرز بين هؤلاء في الحملة على قطر «دافيد أندرو واينبيرغ»، الذي تلقفت الصحف السعودية والإماراتية تصريحاته في ندوة للمؤسسة يتضح الآن أن السفير الإماراتي في واشنطن كان مدعواً لها، وهو يفسر عملية (النسخ لصق) لتصريحات واينبيرغ في صحيفتي البيان والرياض الأسبوع الماضي.

لكن المباهاة بكون الممول الأول للمؤسسة هو «شلدون إيدلسون»، مع الإشارة لعلاقته الخاصة مع «نتنياهو»، تشير إلى عمق الدور الإسرائيلي في هذه العملية، خصوصا أن المؤسسة المذكورة تفاخر على موقعها بكلمات ثناء لها كتبها سفير (إسرائيل) لدى واشنطن، «رون دريمر»، الرجل الأقرب لنتنياهو، في الأعوام الأخيرة، ورسوله خلال عهد «باراك أوباما» ومندوبه في دعم «نتنياهو» لـ«ميت رومني» في المنافسة بين «رومني» و«باراك أوباما».

ويملك «إديلسون» ثروة طائلة تقارب 34 مليار دولار، وهو مؤسس أكبر جمعية خيرية داعمة لإسرائيل في الولايات المتحدة وتدعى (إديلسون فاونديشن).

وتشير سيرته الذاتية المنشورة على الإنترنت إلى أن قطاعا مهما من أنشطة إديلسون فاونديشن تركز على دعم مشاريع متصلة بالاستيطان وتهويد القدس، كما يملك مشاريع عديدة بينها مشاريع إعلامية مثل فورين بوليسي التي نشرت مقالات عديدة تهاجم قطر.

ويعتبر «إيدلسون» من كبار الممولين لحملات «نتنياهو» الانتخابية، وأكثر المؤيدين له ولسياسة الاستيطان، لدرجة دفعته قبل أعوام إلى إنشاء صحيفة يومية في (إسرائيل) توزع مجانا، وظيفتها الأساسية كيل المديح لنتنياهو وسياساته المختلفة، كتعويض لنتنياهو عن حالة العداء له، التي يدعي رئيس الحكومة أنه يواجهها من قبل الإعلام الإسرائيلي، والتي تجلت أيضا في العبارات التي أطلقتها زوجة «نتنياهو» عند استقبال الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» وعقيلته في مطار بن غوريون، عندما قالت: «إن الشعب يحبنا على عكس الإعلام».

وتشكل صحيفة يسرائيل هيوم أكبر أداة للترويج لنتنياهو، لأنها توزع مجانا، في كافة محطات القطارات ومحطات النقل العام، مما سهل عملية وصول خط نتنياهو الدعائي لكل بيت في (إسرائيل)، وأدى في المقابل إلى تراجع مبيعات الصحف التجارية التقليدية.

وكان «إيدلسون» من أكبر المتبرعين، لمراسم تتويج «جورج بوش الابن»، ولاحقا للمرشح الجمهوري «ميت رومني» ، حيث يرى مراقبون أن دعم «نتنياهو» لرومني في حملته الانتخابية ضد «أوباما»، كان نابعا أيضا بفعل تأثير «إيدلسون» وضغطه على «نتنياهو».

كما أيد «إيدلسون» ، بعد انتهاء الانتخابات الداخلية في الحزب الجمهوري، في انتخابات الرئاسة الأمريكية، عام 2016، دونالد ترامب وكان من أكبر المتبرعين لحملته الانتخابية، وكان من أوائل من التقاهم ترامب على انفراد بعد توليه مهام منصبه رئيساً للولايات المتحدة.

يعارض إقامة دولة فلسطينية

أما في سياق دولة الاحتلال، فإن «إيدلسون» إلى جانب دعمه وتأييده منذ سنوات طويلة لنتنياهو، ومن خلال صحيفة يسرائيل هيوم، فإنه معروف بمعارضته لإقامة دولة فلسطينية، وقد سبق له أن أعرب عام 2009 عن معارضته لمؤتمر أنابوليس، فيما حوّل تبرعات للجمعيات المؤيدة لإعادة انتخاب «نتنياهو.

ويمول «إيدلسون» مشاريع الوكالة اليهودية والجمعيات الصهيونية لترتيب زيارات لأبناء الشبيبة اليهود من الولايات المتحدة إلى (إسرائيل)، وبلغ حجم تبرعاته لهذا المشروع نحو مائة مليون دولار.

كما تبرع وعائلته بمبلغ 25 مليون دولار لمتحف (ياد فاشيم) لذكرى ما يعرف بضحايا المحرقة التي أقامتها (إسرائيل)، وتفرض زيارته بشكل رسمي على كل ضيف يصل إليها.

في المقابل حظي على جوائز وتكريم من نقابة صهيونيي أمريكا، ومنحته حكومة الاحتلال جوائز تكريمية عديدة أبرزها منحه (مواطنة شرف) في القدس المحتلة. ويتحكم إيدلسون اليوم عبر صحيفة يسرائيل هيوم بموقع معاريف الإخباري، كما تملك صحيفة يسرائيل هيوم صحيفة (مكور ريشون)، التي تمثل خط التيار الديني الصهيوني الاستيطاني.

وتبرع «إيدلسون» بخمسة ملايين دولار لجامعة أريئيل في مستوطنة أريئيل في الضفة الغربية المحتلة.

وعند زيارة ترامب، (إسرائيل) الأسبوع الماضي، كان «إيدلسون بين مجموعة قليلة ممن سمح لهم بحضور خطاب ترامب أمام متحف إسرائيل في القدس المحتلة.

وكشفت الوثائق المسربة من الحساب المخترق لسفير الإمارات لدى واشنطن «يوسف العتيبة» عن علاقات مشبوهة بمؤسسات داعمة لـ«إسرائيل»، وحوارات تحمل مؤشرات معادية لدول الجوار الخليجي، وعلامات استفهام حول موقف ودور الإمارات في المحاولة الانقلابية في تركيا.

وأوضحت التسريبات التي نشرت، السبت، علاقة «العتيبة» بمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات اليمينية الموالية لـ«إسرائيل» والنافذة لدى إدارة الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب».

وشملت التسريبات، رسائل تكشف عن تنظيم مـؤتمر ضـد قـطـر وتركيا والإخوان وفضائية «الجزيرة»، فضلا عن الكشف عن تنسيق لثني شركات عن الاستثمار في إيران.

ومن بين الرسائل المسربة جدول أعمال مفصل لاجتماع بين مسؤولين من الحكومة الإماراتية على رأسهم ولي عهد أبوظبي الشيخ «محمد بن زايد آل نهيان»، وبين مديري مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، تتضمن بحث قضايا من بينها التطورات على الساحة التركية وتبعات النظام الرئاسي في تركيا بقيادة «رجب طيب أردوغان».

ويعد «العتيبة» أحد أكثر الأجانب نفوذا وتأثيرا في واشنطن، حيث تم اختراق بريده الإلكتروني وإرسال عينة صغيرة من الرسائل الإلكترونية التي تم الحصول هذا الأسبوع إلى وسائل الإعلام بما في ذلك «هاف بوست» و«ديلي بيست»، و«إنترسبت»، مع وعد من القراصنة بنشر كل الرسائل علنا.

وينتمي حساب «هوتميل» المخترق إلى سفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى الولايات المتحدة، حيث استطاعت «إنترسبت» التأكد من أنه البريد الذي يستخدمه «العتيبة» في معظم أعماله في واشنطن.

وحصل القراصنة على هذه الوثائق المسربة من مبلغين تابعين لمجموعات ضغط في واشنطن، حيث تمت عملية القرصنة مؤخرًا قبل شهر تقريبًا، إذ إن أحدث الرسائل تعود إلى الشهر الماضي، بينما أقدمها يعود إلى عام 2014.

  كلمات مفتاحية

إسرائيل الإمارات أبوظبي قطر تسريبات العتيبة