استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

في اليوم العالمي للغة العربية .. شكرا لكل أولئك

الأربعاء 17 ديسمبر 2014 03:12 ص

غداً سيحتفل العالم للسنة الثالثة بمناسبة (اليوم العالمي للغة العربية)، الذي انطلق للمرة الأولى في العام 2012 بعد قرار اعتماده من لدن المجلس التنفيذي في منظمة اليونسكو، متوافقاً مع تاريخ 18 كانون الأول (ديسمبر) من كل عام.

ما الذي يمكن أن أقوله عن اللغة العربية، غير الذي قلته في احتفالية العامين الماضيين؟!

عادةً ما يكون تكرار الحديث مملاً في المناسبات المزمّنة سنوياً، على السامع والمتحدث معاً. يأتي هذا الملل خصوصاً عندما لا يكون هناك أي تغيّر أو تحوّل في مجريات الحدث بين المناسبة السابقة واللاحقة.

لحسن الحظ، أن مسبّبات الملل غير متوافرة في هذه الاحتفالية، على الأقل حتى الآن. إذ نلمس في هذا العام الثالث مقارنة بالعام الماضي ثم الذي قبله، ما يجري من تفاعل وتمدد في المناشط الوجدانية والتعبيرية والإجرائية، ليس في العالم العربي فقط، بل وبأيدي العرب المنتشرين / المنتثرين في الجهات الأربع، وليس في اليوم العالمي فقط بل طوال العام.

من هذا المربط الأخير، سأتوقف عند إشكالية لا نفطن لتفاصيلها كثيراً، تلك هي العلاقة بين اللغة العربية والإسلام.

لا يمكن لأحد، مهما بلغ حَنَقُه الديني، أن ينكر فضل الإسلام على اللغة العربية. فما الذي كان سيضمن لنا عدم انقراض اللغة العربية كما حدث لبعض اللغات، أو تهميشها على الأقل كما هو حادث الآن للغات كثيرة كانت إلى قرون قليلة سابقة لغة حضارة قائمة ودول مهيمنة. إذ سقطت حضارات وتهمشت دول، في حركة تبادل قوى السيطرة على العالم، فلم تنجُ لغاتها من التهميش معها. لكن رغم الويلات التي تعرضت لها الحضارة الإسلامية والمحن التي لا تنفك من غلوائها الدول العربية الآن، إلا أن اللغة العربية بقيت تزاحم اللغات الأولى في العالم حتى الآن، وما كان أحد ليضمن هذا البقاء والاستعصاء على التهميش لولا أن العربية هي لغة القرآن الكريم.

اتفقنا على هذه الحقيقة المؤكدة؟ حسناً، لتكن لدينا الشجاعة بعد ذلك في أن نسأل: هل من مصلحة الإسلام ربطه المطلق والدائم بالعروبة، أم من مصلحة اللغة العربية ربطها المطلق والدائم بالإسلام؟!

إذ إننا في الشطر الأول من المعادلة سنوصل رسالة خاطئة بأن الإسلام هو دين العرب فقط (نسبة العرب من مسلمي العالم هي ٢٠٪)، ومن الشطر الثاني سيُفهم أن اللغة العربية هي لغة المسلمين فقط، والحقيقة أن كلا المفهومين خاطئ ومغلوط.

الإسلام واللغة العربية أوسع وأرحب من أن نضيّقهما بهذا المزج الحصري.

لا يغيب عن ذهننا ما أسهم به غير العرب من المسلمين في إثراء العلوم والمعارف الإسلامية في القرون المتقدمة، إنْ باللغة العربية أو بلغاتهم الفارسية أو التركية أو الأمازيغية أو غيرها. كما لا يمكن أن ننسى مثلاً ما قدمه المسيحيون العرب في القرون المتأخرة من خدمة للغة العربية، كالذي صنعه البستاني أو الكرملي أو اليازجي وغيرهم.

في هذا اليوم العالمي للغة العربية، يسعدني أن أعبّر بوصفي العربي والمسلم، عن بالغ العرفان والامتنان لما أثرى به المسلمون من غير العرب والعرب من غير المسلمين حضارتي وثقافتي العربية والإسلامية، فشكراً لكل أولئك.

* زياد الدريس مؤسس احتفالية (اليوم العالمي للغة العربية).

 

المصدر | الحياة

  كلمات مفتاحية

اليوم العالمي للغة العربية العربي المسلم المسلمون غير العرب العرب غير المسلمين الحضارة الثقافة العربية والإسلامية إثراء العلوم المعارف الإسلامية القرون المتقدمة الفارسية التركية الأمازيغية المسيحيون العرب القرون المتأخرة الغة العربية البستاني الكرملي اليازجي

الهروب إلى الحضن الغريب