اعتقاد أمريكي بتورط قراصنة روس في اختراق «قنا».. والوكالة القطرية: التحقيقات مستمرة

الأربعاء 7 يونيو 2017 07:06 ص

يعتقد محققون أمريكيون، تورط قراصنة روس، في عملية اختراق وكالة الأنباء القطرية «قنا»، التي وقعت قبل أسبوعين.

في الوقت الذي قالت الوكالة القطرية إن التحقيق لم ينته بعد.

وبحسب ما نشرته «سي إن إن بالعربية»، فإن المحققين الأمريكيين يشتبهون في أن عملية اختراق وكالة «قنا»، يعود مصدرها إلى قراصنة روس هم من «وضعوا تقارير إخبارية مفبركة» ساهمت في الأزمة التي تطورت بين قطر وبلدان أخرى إلى قطع العلاقات.

وأشارت المعلومات، إلى أن «قراصنة روس كانوا وراء هذه التقارير المفبركة، حسب بحث يجريه مكتب التحقيقات الفيدرالي الذي أرسل فريقا من المحققين إلى الدوحة لمساعدة الحكومة القطرية في القضية، إلى جانب الوكالة الوطنية لمكافحة الجريمة في بريطانيا».

وهذا التورط المفترض لقراصنة روس، يزيد مخاوف الاستخبارات الأمريكية ووكالات إنقاذ القانون من أن تستمر روسيا في محاولة القيام بهجمات رقمية على حلفاء الولايات المتحدة، شبيهة بالهجمات التي استُخدمت خلال الانتخابات الأمريكية الأخيرة.

ويرى مسؤولون أمريكيون أن هناك أهدافا روسية وراء البحث عن التصدع بين الولايات المتحدة وحلفائها، إذ يشتبهون في قيام مجموعة من نشطاء الانترنت الروس، عبر استخدام أخبار مفبركة، بمحاولة التشويش على الانتخابات في فرنسا وألمانيا ودول أخرى.

غير أنه حتى الآن، لم يتبين هل وصل المحققون الأمريكيون إلى أن مصدر الهجوم على وكالة الأنباء القطرية يعود إلى منظمات روسية إجرامية، أو مصالح الأمن الروسية التي لاحقتها اتهامات كبيرة حول قرصنة الانتخابات الأمريكية.

فيما لفت أحد المسؤولين، إلى أن الكثير ممّا يحدث في روسيا يقع دون رعاية الحكومة.

تحقيقات مستمرة

ورفض مكتب التحقيقات الفيدرالية ووكالة الاستخبارات الأمريكية التعليق، بينما قالت متحدثة باسم السفارة القطرية في واشنطن إن «التحقيقات جارية، وسيتم إعلان نتائجها للعموم في وقت قريب».

وسبق أن قال وزير الخارجية القطري الشيخ «محمد بن عبد الرحمن»، إن «الاستخبارات الأمريكية أكدت لقطر وقوع اختراق ووضع أخبار مزورة في وكالة أنبائها الرسمية».

بيد أن وكالة «قنا»، علقت على الخبر بالقول إن التحقيقات لا تزال مستمرة.

وأشارت إلى أن ما ذكرته تقرير «سي إن إن بالعربية»، غير دقيق، وأنها طالبت المحطة الأمريكية بتعديله.

كما أكدت موسكو عدم وجود أدلة على تورط قراصنة روس في اختراق وكالة الأنباء القطرية، حسبما أوردت وكالة «إنترفاكس».

وقال الكرملين، الأربعاء، إن مزاعم الاستخبارات الأمريكية هذه «لا أساس لها».

«مجتهد» يعلق

من جانبه، علق المغرد السعودي الشهير «مجتهد»، على الخبر قائلا: «اكتشاف اختراق روسي لوكالة الأنباء القطرية، سيكون مادة دسمة للإعلام الأمريكي ومن المتوقع أن يقلب الموازين».

وأضاف: «شبهة قوية على علاقة فريق (الرئيس الأمريكي دونالد) ترامب بروسيا، بالإضافة إلى اختراق روسي لوكالة الأنباء وتغريدات ترامب ضد قطر، يكشف شبكة واحدة ومؤامرة واحدة».

وكان «ترامب» قد نشر تغريدة على حسابه الرسمي على موقع «تويتر»، أمس، معلقاً فيها على أزمة قطع المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها الدبلوماسية والقنصلية مع قطر، قال فيها: «خلال زيارتي للشرق الأوسط أكدت ضرورة وقف تمويل الأيدولوجية المتطرفة والقادة أشاروا إلى قطر – انظر!».

وتوقع «مجتهد» أن يضيق «جيمس كومي» الرئيس السابق للاستخبارات الأمريكية، الحصار على «ترامب»، الخميس المقبل، خلال إدلائه بشهادته أمام لجنة الكونغرس.

وقال: «إذا قال كومي كلاما خطيرا عن علاقة ترامب بروسيا، فستكون الفرصة قوية لأن تصبح تغريدته عن قطر والاختراق الروسي للوكالة، جزء من تفاهماته مع روسيا».

ولطالما ثار غضب «ترامب» لفكرة أن روسيا لعبت أي دور في نصره الانتخابي على ضد منافسته الديمقراطية «هيلاري كلينتون» في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، لكن المسألة شابت شهوره الأولى في الرئاسة.

ونفت موسكو ما خلصت إليه أجهزة المخابرات الأمريكية من أنها تدخلت في الحملة.

وتابع «مجتهد»: «لا يظهر لدى (ولي عهد أبوظبي محمد) بن زايد و(ولي ولي العهد السعودي محمد) بن سلمان أكثر مما فعلا، والوقت لصالح قطر، خاصة بعد إعلان الاستخبارات الأمريكية الاختراق الروسي»

واستطرد: «لذا فمن حماقة القطرين تقديم أي تنازلات».

وواصل «مجتهد» تحليله بالقول: «بقي أمر واحد سيقصم ظهر بن سلمان وبن زايد، وهو أن تعلن الاستخبارات الأمريكية، التنسيق الذي حصل بينهما وبين المخترقين الروس، والذي يثبته استعداد وسائل إعلامهما للحدث».

وختم: «مثلما تطوع ناس في الاستخبارات الأمريكية، لتسريب فضايح ترامب مع الروس، أسأل الله أن يسخر مثلهم لفضح علاقة بن زايد وبن سلمان مع المخترقين الروس لتنهيهم بالكامل».

«دحلان» في الصورة

مراقبون تساءلوا عمن المسؤول عن شبكة القرصنة التي قامت بتلك العملية على الوكالة القطرية.

وقالوا إن شبكات القرصنة تنشط في روسيا بشكل كبير، مضيفين: «لكن المهم تعمل لصالح من؟».

وأشار المراقبون إلى أن القيادي الفلسطيني «محمد دحلان» المستشار الأمني للإمارات، له علاقات مشبوهة بهذه الأوساط.

وتوقعوا أن يكون له صلة بهذه القرصنة، في ظل التنسيق الذي ظهر مع فضائية «العربية» التي تبث من دبي، و«سكاي نيوز» الإماراتية، مع التصريحات المفبركة، باعتبارهم أول من نشروها.

وفجر الإثنين، قطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر العلاقات مع قطر فيما يمثل أكبر صدع في العلاقات منذ أعوام بين بعض أقوى الدول في العالم العربي.

وفي المقابل، أعربت وزارة الخارجية في دولة قطر في بيان لها عن بالغ أسفها واستغرابها الشديد لقرار كل من السعودية والإمارات والبحرين إغلاق حدودها ومجالها الجوي وقطع علاقاتها الدبلوماسية، وقالت إن هذه الإجراءات غير مبررة وتقوم على مزاعم وادعاءات لا أساس لها من الصحة.

بدأ أمير الكويت الشيخ «صباح الأحمد الصباح»، بذل مساع من أجل حل الأزمة، في الوقت الذي يجري فيه الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان» اتصالات عدة لرأب الصدع.

واندلعت الأزمة الأخيرة داخل البيت الخليجي، في أعقاب قيام وسائل إعلام سعودية وإماراتية بالترويج لتصريحات مفبركة منسوبة إلى أمير قطر «تميم بن حمد»، بعد اختراق موقع وكالة الأنباء القطرية.

ورغم إعلان وكالة «قنا» تعرضها للاختراق، إلا أن التصريحات المنسوبة لأمير قطر تصدرت الموقعين الإلكترونيين لقناتي «العربية» و«سكاي نيوز عربية»، كما أفردت القناتان حيزا كبيرا لمناقشتها وتداولها في نشراتهما الإخبارية.

وإثر واقعة التصريحات المفبركة، شنت وسائل إعلام سعودية وإماراتية ومصرية حملة إعلامية ضد قطر وأميرها للأسبوع الثاني على التوالي.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

روسيا قراصنة وكالة الأنباء قنا قطر ترامب دحلان