وزير إماراتي: الوساطة مع قطر ستكون صعبة وهذا ما نريده من الدوحة

الخميس 8 يونيو 2017 08:06 ص

واصل وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية «أنور قرقاش» التنقل بين وسائل الإعلام محاولاً الترويج للمقاطعة والحصار التي قادته بلاده والسعودية والبحرين ومصر لدولة قطر، قبل أيام، والتي لم تكن أسبابها مقنعة للكثيرين.

وتحث «قرقاش»، في مقابلة مع قناة «سي إن إن» الإخبارية الأمريكية، عن الشروط التي تريدها بلاده والدول التي قاطعت قطر من الأخيرة، كما تحدث عن موقف قطر من البقاء في مجلس التعاون الخليجي من عدمه، واعتبر أن أي وساطة جديدة لحل الأزمة الخليجية الحالية «ستكون أكثر صعوبة».

أسباب الأزمة

ومتحدثا عن أسباب الإجراءات التي اتخذتها بلاده ودول أخرى ضد قطر،  قال «قرقاش»: «أظن أنها جاءت جراء تراكمات سلوك قطر في المنطقة وخاصة في الآونة الأخيرة».

وادعى أنه «كان هناك دعم قطري كبير جداً لوجيستياً ومالياً للجماعات المتطرفة، إلى جانب الدعم المقدم إلى حد ما لجماعات إرهابية مثل جبهة النصرة وجماعات في ليبيا ومناطق أخرى من سيناء، وهذا هو جوهر الموضوع».

وتنفى الدوحة بشدة تقديم أي دعم لجماعات إرهابية، وتؤكد أن الإجراءات الخليجية الأخيرة ضدها تأتي في إطار محاولة «مصادرة قرارها الوطني».

وعلى ما يبدو فإن الأدلة التي يسوقها «قرقاش» لتبرير الإجراءات ضد قطر، تؤكد ما تحدثت عنه تقارير صحفية عدة بشأن عدم رضا أبوظبي والرياض عن سياسات قطر في مساندة ثورات الربيع العربي، وبصفة خاصة في مصر وليبيا، ومواجهة الارتدادات التي أصابت في تلك الثورات، من قوى الثورة المضادة، والأنظمة القديمة.

وبخصوص الأدلة على وجود تمويل قطري للجماعات الإرهابية أو دعم لها،  قال «قرقاش»، خلال المقابلة مع «سي إن إن»: «قطر بنت خلال السنوات الأخيرة شبكة كبيرة من الاتصالات مع جماعات إرهابية. على سبيل المثال الدية الضخمة التي دفعت لجماعات إرهابية في سوريا والعراق (في إشارة إلى تقارير صحفية تحدثت عن فدية دفعتها الدوحة مقابل الإفراج، قبل أسابيع، عن مواطنيها ومواطنين سعوديين كانوا محتجزين في العراق)، وقد استخدمت هذه الفدية كأداة لتمويل الدعم الذي نتحدث عنه».

ومواصلاً مزاعماً، أضاف «قرقاش»: «هناك أدلة أخرى على شحنة أسلحة، وأشكال من الدعم المقدم إلى جماعات في ليبيا على صلة بالقاعدة».

وتعد الإمارات ومصر من أشد داعمي «خليفة حفتر» في ليبيا، الذي يمثل – حسب البعض – عودة لنظام «معمر القذافي  التي أطاحت به ثورة شعبية في 2011.

والدولتان مع «حفتر» يعادون جماعات الإسلام السياسي، ولا يرون لها حقاً في ممارسة العملية الديموقراطية، بل وينعتون تلك الجماعات بـ«الإرهاب» رغم تأكيدها على السلمية.

مطالب الإمارات وشركائها من قطر

وبشأن ما تريده الإمارات وشركائها من دول الخليج من وراء قرارات حصار قطر، قال «قرقاش»: «نتطلع إلى أمرين؛ الأول أن توضح الدول المعنية - الإمارات والسعودية والبحرين ومصر - بأن الكيل قد طفح جراء (ما أسماه بـ) الازدواجية القطرية في المنطقة، وإرسال رسالة واضحة بأن الوقت قد حان من أجل إعادة هيكلة سلوك قطر في السياسة الخارجية».

أما الرسالة الثانية – حسب «قرقاش» فهي «أنه في حال لم نشاهد التغيير الذي نريده فإن قطر ستكون بمفردها، وسيكون عليها إدارة اقتصادها بنفسها».

فرص الوساطة

وحول فرص الوساطة، قال الوزير الإماراتي: «اعتقد أننا سنكون في وضع أفضل لو أن أشخاصا أكثر حكمة تولوا إدارة المقاربة الحالية للأزمة القطرية، وأن تتبدل السياسة القطرية بحيث لا تتسبب بزعزعة استقرارانا».

لكنه تحدث عن وجود أزمة ثقة، قائلا «كان هناك اتفاق مكتوب وموقع من أمير قطر في عام 2014 (إبن أزمة سحب السعودية والإمارات والبحرين سفرائها من قطر) يؤكد فيها استعداده للاستجابة للمطالب التي كتبناها، وبالتالي هناك مشكلة تتمثل في انعدام الثقة؛ لذلك فإن وساطة جديدة ستكون أكثر صعوبة، وستحتاج إلى مقاربة جديدة من قطر تظهر لمنا جميعا أنها مستعدة لتبديل سياساتها والبقاء ضمن جهود الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة».

وأضاف: «نرى أن وساطة جديدة سيكون أمرا صعباً، لكننا سننتظر لنرى ما سيحدث».

بقاء قطر في مجلس التعاون

ورداً على سؤال بشأن إمكانية بقاء قطر ضمن منظومة مجلس التعاون بعد الإجراءات الأخيرة ضدها، قال «قرقاش»: «أتمنى ذلك. مجلس التعاون مجلس ناجح، والأرقام على مستويات التجارة والاقتصاد تتحدث عن ذلك بوضوح».

واستدرك: «لكن الأمر متعلق في النهاية بالطريقة التي ترغب فيها قطر في معالجة المشكلة؛ فهل ترغب في تجاهل وجود اشكالات وقصر التعامل مع الملف من خلال وسائل إعلامها المتعددة، ومحاولة حرف الأمور عن مسارها, أم أنها تريد مواجهة الاشكالات مباشرة والإقرار بأن السياسات السابقة كانت خاطئة».

وفي سياق الأمر ذاته، قال «قرقاش» في موضع آخر من المقابلة: «لن نقبل بوجود شريك يجلس معنا على الطاولة، ولكنه في الوقت علينه يزعزع استقلالنا الداخلي وأممنا الإقليمي».

ورداً على سؤال بشأن وجود دلائل على دعم قطر لإيران، لم يجب الوزير الإماراتي بشكل مباشر على السؤال، وقال بدلاً من ذلك: «أظن أن إيران تريد استغلال أي فراغ موجود للنفاذ من خلاله».

وأضاف: «الصوت القطري حيال إيران لم يكن عاليا في السابق ربما بسبب المصالح الاقتصادية المرتبطة بقطاع الغاز، ولكن طهران تراقب الوضع، وتحاول معرفة ما إذا كان بإمكانها اللعب على الأوضاع والاستفادة من الفراغ».

ورغم اتخاذ الإمارات وشركائها الخليجيين من إدعاء «تنامي العلاقات بين قطر وإيران في الفترة الأخيرة» كأحد مبررات مقاطعة الدوحة -، فإن الأرقام الرسمية توضح علاقات متنامية بين أبوظبي وطهران؟، وعلى على سبيل المثال، فإن حصة  الإمارات وحدها من إجمالي تجارة دول الخليج مع إيران، تبلغ 80%.

«قرقاش» استبعد خلال المقابلة، أيضاً، أن تُقدم قطر على وقف إمدادات أبو ظبي بالغاز التي يمثل ثلث احتياجات الأخيرة. وقال: «هذه تجارة مرتبطة بأطر قانونية مناسبة، ولا أظن أننا بالتالي سنرى هذا النوع من الرد الذي سيكون من غير الحكيم اللجوء إليه حالياً».

  كلمات مفتاحية

قطر الإمارات الأزمة الخليجية قرقاش إيران

تونس ترفض ضغوط السعودية والإمارات لقطع علاقاتها مع قطر

«قرقاش»: «التعاون الخليجي» يمر بأزمة حادة وحل الخلاف بين الأشقاء طريقه صدق النوايا