«السدادات القطنية» .. هل يكون استخدامها مقياسا لحرية المرأة المصرية؟

الاثنين 12 يونيو 2017 05:06 ص

قد تتسبب منتجات المرأة الصحية التي ترتديها، في حيرة موظفي ورجال أمن مطار القاهرة الدولي، حيث يمكنها أن تطلق صافرات الإنذار في المطار وفقًا لما ذكرته الكاتبة «كلير ريد» عبر شبكة «بي بي سي» الإنجليزية.

ويبدأ الفحص الأمني لمطار القاهرة عند باب المباني الخاصة بالمغادرين. ولا يُسمح إلا للركاب والمسافرين بالدخول إلى القاعات. وحتى قبل تسجيل الوصول، يتعين عليهم وضع أمتعتهم من خلال الماسحات الضوئية الكبيرة، وتسجيل تذاكرهم وجوازات سفرهم والمشي عبر الماسح الضوئي بأنفسهم.

وبحسب الكاتبة التي كانت على وشك المرور إلى صالة انتظار الطائرة، فقد تفاجأت فجأة بجري إحدى الحارسات النسائيات عليها، وتثبيتها في الأرض، حيث بدأت في تفتيشها بشكل دقيق، إلى أن وصلت إلى شيء بارز في جيب سروالها، يابس وصغير الحجم ويشبه طلقة الرصاص.

وتتابع «كلير»: «لم أتذكر بماذا كنت أحتفظ في جيبي، وظننت أنه منديل قديم أو ماشابه، وحينما أخرجته وجدته سدّادة قطنية (وهي آداة خاصة للمرأة تفي باستخدام الفوط الصحية المعروفة)»، إلا أن سيدة الأمن لم تستوعب ما هذا الذي في يدها، فسألتها بالمصرية: «ما هذا؟؟» وهي لازالت ترفع حاجبيها في حيرة.

تقول «ريد»: «لم أدري ماذا أقول، فقلت لها: حسنًا، ذلك شيء لاستخدامه في ذلك الوقت من الشهر»، فواصلت سيدة الأمن المصرية استغرابها وأومأت برأسها في علامة أنها تريد المزيد من التوضيح، لتجيبها «كلير» وهي تشكر الله أنها مسافرة وحدها بدون صحبة أحد: «هذا لاستخدامه أثناء الدورة الشهرية». وهو ما أثار على وجه الحارسة المزيد من الاستغراب.

قالت لها سيدة الأمن: «وكيف تستخدميه هذا»، وهو ما أثار ذهول الصحفية. قبل أن توضح لها الأمر وهي تشعُر بالإحراج والخجل الشديد، على حد تعبيرها.

وتابعت الكاتبة روايتها: «في غضون ماحدث بيني وبين الحارسة، ظهرت حقيبة يدي عبر الماسح الضوئي وهنا، كان ينتظرني حارس آخر، رجل هذه المرة، كان ينتظر أن يستفسر مني عن جميع تلك الأسلاك والميكروفونات في حقيبتي هناك». مضيفة: «تابعت مع الحارسة النسائية، وسألتها إذا ما كانت تريد أن ترى التعليمات وطريقة الاستعمال للسدادات القطنية على العبوة التي كانت في حقيبة يدي»، فأجابتها الحارسة في ذهول: «لديكِ عبوة كاملة من ذلك الشيء؟! سيكون علينا وضعها عبر الماسح الضوئي بشكل منفرد».

وتتابع «هذا اللقاء هو في الواقع مثال نموذجي لردود فعل الكثير من النساء المصريات حين يتعرفن على السدادة القطنية، أو فكرتها». مضيفة: «كان قد سبق لي تبادل موقف مماثل مع زميلة تعرضت لمفاجأة بزائرتها الشهرية في المكتب، حيث رفضت عرضي بمنحها سدادة بعد أن فهمت ما هي وكيف يتم استخدامها. وبعد سرد الموقف على الكثير من الصديقات المصريات أو الأجنبيات اللاتي يعشن في مصر، سمعت العديد والعديد من الردود والأسئلة الفضولية».

وتوضح «كلير»: «المعلومات الخاطئة كثيرة. تُترك التربية الجنسية بشكل كامل على عاتق الوالدين، وعندما يتم تدريس تغيُّرات سن البلوغ في المدرسة، قد تكون العديد من لاطالبات قد واجهن الأمر بمفردهن في وقت سابق. حتى اللغة تعكس مدى أن كون هذا الموضوع معيب ومخزيٍ في مصر. كما تفضل النساء استخدام الكلمات الإنجليزية لوصفه، حيث لم يتطور أي تعبير عامي مصري حقيقي لها».

وتقول «كلير» أن السدادات القطنية تعتبر خيار غير مطروح من الأساس، كمنتجات خاصة بالنساء في مصر، وذلك لما قد تسببه لعذرية الفتيات، بل واحتمالية إضرارها بغشاء البكارة.

ولكن، كما تشير الكاتبة المصرية البريطانية وناشطة حقوق المرأة «شيرين الفقي»، فإن عددًا كبيرًا من القضايا مرتبطة باستخدام الحشا - أو السدادات القطنية، يهيمن عليه الخوف من فقدان العذرية قبل الزواج. مشيرة إلى أنها تعتقد أن مقياس مدى استخدام مثل تلك المنتجات ينبغي أن يُستخدم كمقياس لمدى تحرر المرأة من قِبَل الأمم المتحدة.

وبالعودة مرة أخرى لرواية الكاتبة «كلير ريد»، تقول: «مرة أخرى على البوابة الأمنية في مطار القاهرة، أراد الحارس أن يفتّش معدات الراديو الخاصة بي قطعة قطعة، ولكن السيدة الحارسة كانت أكثر إلحاحًا في المسألة الأهم بالنسبة لها. حيث ناولت زميلها العبوة قائلة: "أنظر ما الذي تحمله معها! أعتقد أننا يجب أن نعيد وضعها عبر الماسح الضوئي" وذلك قبل أن يتأمل العبوة بتمعُّن ويضعها عبر الجهاز للتأكد من محتواها مجددًا».

وتوضح الكاتبة أن الحارسة المصرية أعادت صندوق حاجاتها الخاصة إليها أخيرًا، بعد أن أصبح آمنًا الآن، وانحنت عليها في ثقة، مستفسرة: «هل يمكنك الحصول على هذه في مصر؟»، لتخبرها الكاتبة أنه بالتأكيد يمكنها ذلك، متمنية لو كانت قد أعطتها العبوة، «لكي تنضم سيدات جدد إلى الفريق» على حد تعبيرها.

 

  كلمات مفتاحية

مصر مطار القاهرة كاتبة صحفية إنجليزية جدل مقال تقرير بي بي سي رواية امرأة المرأة

التعبئة والإحصاء: 73 عام هو متوسط عمر المرأة المصرية

في عام المرأة المصرية .. جوائز الدولة من نصيب الرجال!