أكد الناشط الحقوقي العراقي «لقمان عمر الطائي»، إن أسبابا سياسية تقف وراء تضخيم حادثة تسمم نازحين في محافظة نينوى (شمال العراق)، ومحاولة تحميل منظمة إنسانية قطرية مسؤولية الحادثة برمتها.

وأوضح «الطائي» أن مطعما عراقيا هو من قدم الوجبات للنازحين نيابة عن المنظمة القطرية.

جاء ذلك بعد أن تناقلت عدة مواقع ومحطات ووسائل إعلام محلية وعربية خبرا يفيد بأن إحدى المنظمات الإنسانية القطرية قدمت الأغذية الفاسدة للاجئين، على مائدة إفطار رمضان، أمس الاثنين.

ونقلت وكالة «الأناضول» عن «الطائي»، أن المنظمات الإنسانية المحلية والدولية تقدم خدماتها للنازحين العراقيين في المخيمات وخارجها بشكل مباشر أو عبر وسطاء.

وقال: «وفق اتصالاتنا بعدد من المعنيين بمسألة تسمم نحو 800 نازح في مخيم خازر (45 كلم شمال شرق الموصل) بعد تناولهم وجبة إفطار، أمس، والتي قدمتها منظمة إنسانية قطرية بمناسبة شهر رمضان، تبين أن مطعما عراقيا تعهد بتوفيرها للمنظمة المعنية».

وأشار إلى أن المنظمة القطرية غطت تكاليف وجبة الإفطار، لكن يبدو أن المطعم العراقي لم يلتزم بالشروط الصحية.

واعتبر أن هناك أسبابا سياسية -على ما يبدو- تقف خلف تضخيم هذه الحادثة المؤسفة، التي لا تتحملها المنظمة الإنسانية القطرية.

وأشاد «الطائي» بالمساهمات الإنسانية لقطر في العراق، قائلا: «الهلال الأحمر القطري شيد 13 مستشفى ميداني ومركزا صحيا في مدينة الموصل (شمال) وأطرافها خلال السنوات الثلاث الماضية بتكلفة بلغت عدة ملايين من الدولارات».

وأضاف: «هناك منظمات إنسانية قطرية أخرى وزعت على النازحين عشرات الآلاف من السلال الغذائية، فضلا عن مساعدات لوجستية».

من جهة أخرى، أعلن عضو مجلس النواب العراقي عن محافظة نينوى «زاهد الخاتوني»، اليوم الثلاثاء، أن الحصيلة النهائية للتسمم بوجبة الإفطار المقدمة للنازحين بلغت 825 حالة، وحالتي وفاة (طفلة وامرأة).

وبحسب وكالة «سبوتنيك» الروسية، أكد «الخاتوني» أن الأجهزة الأمنية في إقليم كردستان اعتقلت 7 أشخاص من المطعم الذي جهز وجبة الإفطار، وأوقفت شخصين من أعضاء المنظمة القطرية الإنسانية «RAF»، على ذمة التحقيق بشأن الحادثة.

وأعلن المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة العراقية «سيف البدر» عن تشكيل فريق تحري وبائي من العاصمة بغداد، إلى المخيم.

وتوفي شخصان ونقل نحو 800 شخص إلى المستشفيات، نتيجة تسمم غذائي بعد تناولهم وجبة إفطار في مخيم الخازر (شرق الموصل شمالي العراق).

وأوضحت وزارة الصحة العراقية أن عدد الوفيات اثنان، هما طفل وامرأة من الذين تم إجلاؤهم، وتم توفير سيارات الإسعاف وفتح مخازن صحة محافظة نينوى لتجهيز الأدوية والمستلزمات الضرورية.

وقال محافظ أربيل «نوزاد هادي» إن وجبات الطعام التي تناولها المصابون كانت غير صالحة، ووزعت على النازحين بعد أن تم إعدادها من قبل مطعم محلي في أربيل بإشراف منظمة خيرية غير عراقية.

وشكل البرلمان العراقي لجنة تحقيق لمعرفة ملابسات حالات التسمم التي شهدها المخيم، مساء أمس الاثنين.

ويقع مخيم الخازر على بعد نحو 30 كيلومترا شرق الموصل شمالي العراق، على المعبر الفاصل بين أربيل ونينوى، وشيدته الحكومة العراقية بالتنسيق مع إقليم كردستان العراق لإيواء النازحين من المعارك التي تخوضها القوات العراقية لاستعادة الموصل من قبضة تنظيم «الدولة الإسلامية».