كيف نفهم الانقسام بين «ترامب» و«تيلرسون» حول قطر؟

الجمعة 16 يونيو 2017 01:06 ص

ترسل إدارة «ترامب» رسالتين متناقضتين حول سياستها تجاه قطر، مما يعكس وجهات النظر المختلفة للرئيس «ترامب» ووزير الخارجية «ريكس تيلرسون». وبينما يعمل «تيلرسون» وراء الكواليس للتوسط بين حلفاء أمريكا المتخاصمين في الخليج، يقول مسؤولون ومراقبون إن موقف الرئيس الأكثر عدوانية يمكن أن يعوق قدرة مساعده على النجاح.

بدأت هذه الاضطرابات عندما حاصرت أربع دول خليجية قطر حليفة الولايات المتحدة في الخامس من يونيو/حزيران. وأكد مسؤولون في الإدارة أن «تيلرسون» يحاول الآن تنظيم قمة في واشنطن هذا الأسبوع بين وزراء خارجية السعودية والإمارات وقطر. وقد التقى «تيلرسون» مع وزير الخارجية السعودي «عادل الجبير» في وزارة الخارجية. وسيمثل دولة الإمارات العربية المتحدة ولي العهد الأمير «محمد بن زايد» فيم سيمثل قطر وزير الخارجية الشيخ «محمد بن عبدالرحمن آل ثاني».

 داخل الإدارة، لم تحل مشكلة الرسائل المتعارضة بين «ترامب» و«تيلرسون» بعد. وأصدر «تيلرسون» بيانا دعا فيه إلى الحوار لإنهاء النزاع، إلا أن «ترامب» قدم تصريحات بعد ساعتين مطالبا قطر بإنهاء تمويلها للإرهاب.

وقال مسؤولون في الإدارة أن الخطابات يمكن أن تفسر على أنها متسقة حيث أن كل من «تيلرسون» و«ترامب» يرغبان بشكل واسع فى حل الأزمة ويريدان من قطر بذل المزيد من الجهود إلا أن مسؤولين قالوا إن بيان «ترامب» أضيف في اللحظة الأخيرة ولم يمر بعملية مشتركة بين الوكالات ولم يكن لدى وزارة الخارجية إشعار مسبق بأن «ترامب» سيأخذ لهجة أكثر صرامة.

كان نهج «تيلرسون» هو محاولة لإظهار البيت الأبيض بأنه يمكنه أن يحرز تقدما، قبل اتخاذ خطوات أكثر قسرية. هناك شعور داخل الإدارة بأن البيت الأبيض ليس لديه حقا خطة لقطر، وبالتالي فإن وزارة الخارجية لديها مساحة للنهوض باستراتيجيتها الخاصة.

وتبدو الفجوة بين «ترامب» و«تيلرسون» مقلقة للكثيرين لأنها تشير إلى أن المسؤولين الأجانب لا يستطيعون بالضرورة الاعتماد على ما يقوله دبلوماسي أميركي كبير حول السياسة الأمريكية.

وقال «جون ألترمان»، أحد كبار الباحثين في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية: «إذا لم يتمكن وزير الخارجية من التحدث للرئيس، فعليه ألا يتحدث». وأضاف: «إنهما بحاجة إلى الاتفاق على رسالة وإستراتيجية وليس الحديث كما لو كانوا منفصلين».

كما أن لهجة «ترامب» المختلفة بخصوص قطر تقوض جهود «تيلرسون» لأن الرئيس قد اتخذ جانبا واضحا في النزاع، كما قال لي دبلوماسي أمريكي سابق عمل في المنطقة ففي الوقت الذي يبدأ فيه «تيلرسون» المفاوضات، يمكن للسعوديين أن يصدقوا أن لديهم غطاء كبير من البيت الأبيض. وقال: «إنهم يرون رئيس الولايات المتحدة يمنحهم دعما. ومن المؤكد أن موقف تيلرسون التفاوضي أضعف».

يعكس اختلاف «ترامب - تيلرسون» انقساما مماثلا في واشنطن. ويمثل «تيلرسون» الذي يتمتع بعقود من الخبرة مع قطر نسبة كبيرة من مؤسسة السياسة الخارجية ومجتمع الأمن القومي الذين يعتقدون أن قطر كانت حليفا موثوقا وإن كان معقدا ولكنها كانت تدعم العمليات العسكرية الأمريكية. إن عزل دولة قطر يتناقض مع هدف الحصول على دعم قيادتها لمعالجة المخاوف الأمريكية.

وأكد وزير الدفاع الأميركي «جيم ماتيس» الاثنين أن قطر «تتحرك في الاتجاه الصحيح» في ما يتعلق بمكافحة تمويل الإرهاب. وقد دافعت السفيرة الأمريكية لدى قطر «دانا شل سميث» مرارا عن جهود قطر منذ اندلاع الأزمة، وأعلنت استقالتها على تويتر يوم الثلاثاء.

على النقيض، هدد رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب «إد رويس» أنه إذا لم تتحسن قطر، قد ينظر المشرعون في نقل العمليات العسكرية الأمريكية من قاعدة العديد في قطر، حيث يتم التنسيق الحالي لحرب التحالف ضد الدولة الإسلامية.

وبعيدا عن تحريك القاعدة، هناك طرق أخرى يمكن أن يرفعها المشرعون إلى قطر. شارك «رويس» في تقديم مشروع قانون برئاسة بريان ماست يستهدف تمويل حركة حماس الفلسطينية. وهذا يصف قطر عدة مرات كراع لحركة حماس، وسيكون له تأثير على قطر في حال تم سنه.

يوجد لدى «تيلرسون» بعض الوقت لإظهار أن الأزمة بين قطر وجيرانها الخليجيين يمكن حلها دبلوماسيا والدفاع عن أصدقائه منذ فترة طويلة من منتقديهم في واشنطن وداخل البيت الأبيض. ولكن إذا فشل، فإن الأمور في الخليج يمكن أن تتدهور بطريقة سريعة جدا.

  كلمات مفتاحية

ترامب تيلرسون قمة الرياض أزمة قطر

«تيلرسون» يلغي رحلة للمكسيك ويتفرغ للأزمة الخليجية