تزايد الاهتمام الشعبي بالبرامج الدينية في تركيا

السبت 24 يونيو 2017 06:06 ص

تزايد الاهتمام الشعبي في تركيا في الآونة الأخيرة ببرامج الفتاوى والوعظ الدينية وهو أمر بات يعكس ملامح تبدل في المزاج الشعبي في الدولة التي تتبنى نظاماً علمانياً.

وكان لشعار «نريد تنشئة جيل شاب مسلم متدين»، الذي رفعه حزب «العدالة والتنمية» الحاكم وزعيمه الرئيس «رجب طيب أردوغان» منذ عدة سنوات دورا في تزايد هذا الاهتمام.   

وتجلى هذا الاهتمام خصيصا خلال شهر رمضان، وقبل الإفطار والسحور، يكون المواطن التركي على موعد مع برامج دينية ظهرت في السنوات الخمس الماضية فقط، لكنها بدأت أخيراً تتخذ طابعاً مختلفاً، مع حضور فرقة إنشاد صوفية وجمهور غفير ومشاركة ممثل أو شخصية مشهورة ضيفاً على الحلقة.

وحضر «أردوغان»  الحلقة الأخيرة من برنامج لمسابقة في تجويد القرآن على شبكة «تي آر تي» التلفزيونية الرسمية  والتي تنظم هذا العام لأول مرة في تاريخ تركيا، وأثنى أردوغان على المشاركين ولجنة التحكيم، رغم أن الدستور التركي يؤكد ما يصفه بالحياد الديني لشبكات التلفزة الرسمية وعلمانيتها، بدعوى أنها «ملك لكل طوائف الشعب».

وأظهر استطلاع رأي أعدّته قبل أسبوعين شركة «ماك» القريبة من الحكومة مع 5500 شخص في 23 محافظة، أن 54% من المستطلَعين يعتقدون أن الدول الإسلامية بحاجة إلى خليفة يحكمها ويوحدها، كما أن 51% منهم يرون في تدين المرشح والتزامه الديني عاملا أساسياً في انتخابه.

هذه الأرقام تشير إلى تغيير مهم في التركيبة الثقافية للشارع التركي الذي يبدو أنه تأثر بانغماس تركيا في دعم تيارات الإسلام السياسي في العالم العربي، واحتضانها لثورات الربيع العربي.

وأوردت صحيفة «سوزجو» المؤيّدة للمعارضة الأسبوع الماضي، أنها رصدت منشورات توزع في المدارس الثانوية المهنية الدينية لتخريج الأئمة والخطباء، تفيد بتعهد الحكومة منح خريجي هذه المدارس أولوية لدخول الكليات العسكرية وكليات الشرطة، بعدما كان ذلك ممنوعاً.

وتسعى الحكومة من خلال هذه التحفيزات إلى زيادة عدد طلاب هذه المدارس، التي تكاثر عددها خلال السنوات الأربع الأخيرة على حساب مدارس ثانوية أخرى.

كما أشارت الصحيفة إلى إعطاء خريجي هذه المدارس الدينية، الأولوية في التوظيف في وزارة الخارجية، التي خسرت ثلث موظفيها تقريباً بعد فصلهم لاتهامهم بالانتماء إلى جماعة فتح الله كولن الذي تتهمه أنقرة بتدبير محاولة الانقلاب الفاشلة في يوليو/تموز  الماضي.

مظاهر تدين

وظهرت مظاهر أخرى كثيرة للتدين خلال عهد أردوغان لم تكن موجودة مسبقا، فعلى سبيل المثال وضع عناصر القوات الخاصة التركية الشهر الجاري ربطة على أذرعهم مكتوبا عليها آية قرآنية من سورة الأنفال، خلال مشاركتهم في جنازة أحد قتلى المعارك مع عناصر حزب العمال الكردستاني.

وكتب على الربطة التي قام بتعليقها عناصر القوات الخاصة على أذرعهم، حسبما أوردت ترك برس، الآية السابعة عشر من سورة الأنفال «فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ ۚ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ رَمَىٰ».

كما قام أفراد القوات الخاصة بكتابة نفس الآية على بعض الصواريخ التي يستعملونها في معاركهم مع عناصر حزب العمال الكردستاني.

ويحرص «أردوغان» على إقامة صلاة الجمعة من كل أسبوع في أحد المساجد المشهورة في المحافظات التركية، كما أصبحت تلاوة القرآن والدعاء جزء من مراسم افتتاح المشاريع الكبيرة في البلاد.

وفي وقت سابق، أقرت حكومة العدالة والتنمية إدخال اللغة العثمانية وبعض دروس الدين الإسلامي الاختيارية والإلزامية إلى مراحل التعليم الأساسية في المدارس الحكومية، كما أصبح مسموحا للطالبات ارتداء الحجاب في المدارس.

المصدر | الحياة + الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

تركيا علمانية متدينة