استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

نخـسر مـع الأرض كرامـتـنا وحـقـنا فيها..

السبت 24 يونيو 2017 02:06 ص

بينما يتهاوى العداء تجاه العدو القومي، قاهر الإرادة العربية، محتل الأرض المقدسة، الكيان الإسرائيلي الذي أقيم بالقوة على أرض فلسطين،

وبينما تتبارى الأنظمة العربية في افتعال الخصومات فيما بينها، وتتبادل الحملات الإعلامية ويغرق الجميع حتى الاذنين في الحرب ضد الذات،

وبينما تجر السعودية معظم الأنظمة في أقطار الخليج العربي إلى حرب ظالمة ضد اليمن، ويتواطأ الطيران الحربي "العربي" مع الكوليرا ضد أحد أفقر شعوب العالم، وتستقدم المرتزقة من أربع رياح الأرض لقتال الشعب اليمني العريق، بطل الفتوحات الإسلامية،

بينما يجري ذلك كله، ينشغل العرب عن عدوهم القومي بحروبهم ضد الذات، بغض النظر عن البادئ بالخصومة أو من يرد عليها بذريعة الدفاع عن النفس.. تتابع دولة العدو بناء المستوطنات فوق الأرض الفلسطينية بوتيرة غير مسبوقة، فتجتاح الأرض التي يفترض – نظرياً – إنها من "نصيب" شعب فلسطين الذي طُرد من مدنه وقراه إلى دنيا التشرد واللجوء، لكي يوسع العدو كيانه ــ جغرافياً ــ ويزيد من أعداد المستوطنين الغرباء المستقدَمين ليحتلوا أرضاً لشعب كان شعبها على مر الدهور.

في هذا الوقت بالذات، تنفجر حرب غير مفهومة يخوضها بعض "الأشقاء الأغنياء" الذين استقلوا بأنفسهم عن سائر أشقائهم الفقراء، واصطنعوا لأنفسهم نادياً للأغنياء بثروة لم يتعبوا في اكتشافها أو في استخراجها، أو حتى في حسن استثمارها، بل كان ذلك كله وما زال في أيدي المستثمرين الأجانب الذين جنوا منها الثروات الخرافية، واسترهنوا بها أبناء الارض، اذ تواطأ الحكام على شعوبهم مع قوى النفوذ الاجنبي.

وهي قوى الاستعمار القديم، فبقي الرعايا، ملايين الرعايا، في حال الفقر التي ولد عليها أجدادهم وعاش بها آباؤهم، ويعيشون هم على الفتات، بينما يهدر حكامهم ثروة البلاد الوطنية على مباذلهم وعلى أسباب حماية عروشهم التي يتعهدها الأجنبي بالثمن الباهظ..

وآخر دفعة على الحساب ما عاد به الرئيس الأميركي دونالد ترامب من زيارة اليوم ونصف اليوم إلى السعودية، أي ما قيمته أربعمئة مليار دولار، مع وعد بأضعاف أضعافها خلال السنوات القليلة المقبلة..

أما بعد انفجار الحرب بين الرياض والدوحة، ولأسباب غير مفهومة حتى اللحظة، فقد انفتح باب المزاد.

أما العدو الاسرائيلي فقد جنى الجائزة الكبرى: افتتاح خط الطيران المباشر من الرياض إلى مطار اللد في الأرض الفلسطينية المحتلة، مع إعلان رئيس حكومة العدو ذاته عن "تمنيه" بأن يستطيع، قريباً، استخدام هذا الخط الذي دشنه ترامب لزيارة الرياض منتقلاً من الأرض المقدسة إلى الارض المقدسة..

ومن خسر أرضه لا حاضر له ولا مستقبل، ولا كرامة لحياته.

فكيف بمن يخسر مع الأرض، الفضاء. والأخطر: إرادته في أن يكون صاحب الأرض بمائها وفضائها ومخزون ما تحت رمالها من ثروات، وما فوقها من كرامة لأصحابها وإيمان بقداستها.

كيف والأشقاء الأغنياء يقتلون إخوتهم الفقراء ويقاتلون بهم، ثم يبيعون دماءهم للمحتل، لا فرق بين أن يكون اسرائيلياً او مموهاً بالراية الأميركية.

على الهامش: جائزة لمن يستطيع التفريق بين مواطن سعودي ومواطن قطري..

أما اليمني فمختلف جداً!

* طلال سلمان كاتب قومي مخضرم مؤسس ورئيس تحرير صحيفة "السفير" اللبنانية

  كلمات مفتاحية

السعودية اليمن قطر سياسة زيارة ترامب للرياض فلسطين العدو القومي حروب ضد الذات صفقات أميركية