«و.س.جورنال»: الشركات السعودية تتحايل على حصار قطر عبر تركيا

الأحد 25 يونيو 2017 04:06 ص

تقوم شركات سعودية عديدة بوضع اللمسات الأخيرة على خطط مع شركات الخدمات اللوجستية التركية لنقل البضائع إلى قطر، وفقا لرجال الأعمال الأتراك، وهو ترتيب يوضح كيفية سعي هذه الشركات لتحقيق الأرباح التفافا على الأزمة الدبلوماسية في المنطقة.

وكانت الشركات التركية قد استفادت بشكل كبير من قيام السعودية والبحرين والإمارات ومصر بقطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر احتجاجا على ما زعمت الرياض أنه «تمويل وإيواء المتطرفين في الدوحة».

ووصفت قطر الإجراءات بأنها بلا مبرر، واستنكرت التدخل في شؤونها الداخلية من قبل هذه الدول.

ويرى محللون أن اعتماد تركيا المتزايد على الأعمال التجارية مع دول الخليج العربية، وخاصة في ضوء تدهور علاقات أنقرة مع حلفائها الأوروبيين، هو السبب الرئيسي الذي يجعل الرئيس «رجب طيب أردوغان» يعمل للتوسط في النزاع الذي زعزع استقرار أسواق الطاقة وتجارة التجزئة وصناعة الطيران في المنطقة. وحتى الآن، لم تؤثر الدبلوماسية التركية سلبا على الأعمال التجارية التركية على جانبي النزاع، وفقا للشركات التركية.

وتقول شركة «تكسان لوجيستك»، وهي واحدة من أكبر شركات الخدمات اللوجستية في تركيا، إن الطلب على خدماتها قفز بنسبة 110% منذ اندلاع الأزمة السياسية في 5 يونيو/حزيران. وقال «سردار أيدين» إن العملاء الذين يقومون بحجز الشحنات هم أساسا شركات تركية تبيع لشركات قطرية، ولكنه يتفاوض أيضا مع العديد من الشركات السعودية الكبيرة التي تحاول إبرام عقود مع العملاء القطريين لكنهم وجدوا أنفسهم منعوا من البيع أو التسليم بسبب الحظر الذي فرضته الرياض على الدوحة.

وقال إن شركته تتفاوض على تسليم 50-60 طنا من المنتجات السعودية، والقضية الرئيسية التي تؤخر الشحنات السعودية هي نقص قدرة القوارب وطائرات الشحن. قال السيد «أيدين»: «نحن نواجه مشكلة في العثور على مساحة في الرحلات الجوية لتسليم البضائع».

«مساحة الشحن كاملة محجوزة للطلبات القطرية في الوقت الراهن»، وفقا للسيد «أيدين» وغيره من العاملين في الشركات اللوجيستية التركية.

وقال وزير الاقتصاد التركي «نهاد زيبكجي» أن 105 طائرة شحن تركية سلمت بضائع إلى قطر حتى الآن، حيث ظهرت إعلانات الخدمات على وسائل التواصل الاجتماعي تشرح الكلمات التركية للبضائع الأساسية مثل الحليب للقطريين الناطقين بالعربية.

ومع تدهور العلاقات الدبلوماسية التركية مع أوروبا، نما اهتمامها تجاه الخليج، كوجهة للصادرات التركية وكمصدر للاستثمار الأجنبي المباشر.

وقام السيد «أردوغان» في وقت سابق من هذا الربيع بتقديم عرض لاتفاق للتجارة الحرة بين تركيا ودول مجلس التعاون الخليجي، حيث أن العديد من الشركات التركية الكبرى تقوم بأعمال كبيرة في جميع أنحاء الخليج.

وبلغ حجم التجارة التركية مع قطر 710 ملايين دولار في العام الماضي، وبلغ حجم التجارة مع المملكة العربية السعودية 5 مليارات دولار، وفقا لبيانات معهد الإحصاء التركي.

وتحدث الرئيس «أردوغان» مع الحكام السعوديين والإماراتيين والقطريين، وشارك وزراء حكومته في عدة جولات من الدبلوماسية المكوكية حول الأزمة خلال هذا الشهر.

وكان الزعيم التركي واحدا من أكثر حلفاء الدوحة صراحة. ونشرت تركيا عدة وحدات عسكرية إلى قطر هذا الأسبوع كجزء من اتفاقية قاعدة عسكرية مع الدوحة. ويرتبط البلدان بعلاقات عميقة من عدة سنوات، بما في ذلك في مجال الأعمال التجارية.

وعلى الرغم من ذلك، لم يتراجع الشركاء السعوديون للشركات التركية الكبرى عن مشاريعهم أو عقودهم ردا على الأزمة، وفقا لما ذكره العديد من قادة الأعمال الأتراك.

كما أطلقت الخطوط الجوية التركية في الشهر الماضي رحلاتها الصيفية المباشرة الجديدة من المملكة العربية السعودية إلى وجهات سياحية متعددة في تركيا. في العام الماضي، زار ما يقرب من 530 ألف سائح سعودي تركيا، مما جلب عائدات ضخمة للسياحة التركية وتجارة التجزئة.

المصدر | وول ستريت جورنال

  كلمات مفتاحية

حصار قطر قطر تركيا السعودية الشركات السعودية