لماذا ترغب قطر في شراء حصة في شركة طيران أمريكية؟

الأحد 25 يونيو 2017 04:06 ص

أثارت الخطوط الجوية القطرية الدهشة عبر صناعة الطيران هذا الأسبوع عندما أعلنت شركة الخطوط الجوية الأمريكية أنّ شركة الطيران القطرية المملوكة للدولة قد توصلت إلى اتفاق للحصول على حصة لا تقل عن 10% في الشركة الأمريكية.

وارتفعت أسعار أسهم «أميركان إيرلاينز» بنسبة 1.2% يوم الثلاثاء بعد هذا التصريح. وقال «دوغ باركر»، الرئيس التنفيذي لشركة الخطوط الجوية الأمريكية، في رسالةٍ وجهها إلى الموظفين، أنّه شعر بالحيرة تجاه اهتمام الناقل الخليجي، نظرًا إلى أنّ شركتي الطيران كانتا في نزاعٍ حول شرعية الإعانات الحكومية.

وكتب «باركر»: «في الوقت الذي يستطيع فيه أي شخص شراء أسهمنا في السوق المفتوحة، إلا أنّنا لسنا متحمسين بشكل خاص لهذا الوصول القطري».

وكانت شركات الخطوط الجوية الأمريكية ودلتا إيرلاينز ويونايتد إيرلاينز واتحاداتها قد أرسلت رسالة مفتوحة للرئيس «ترامب» في مارس/آذار طالبةً منه فرض اتفاقاتٍ تجارية مع الإمارات العربية المتحدة وقطر في محاولة لتحقيق عدالة المنافسة. وتتهم الشركات الأمريكية الخطوط الجوية القطرية وطيران الاتحاد بالاستفادة بميزة غير عادلة من خلال تلقي إعاناتٍ حكومية كبيرة من بلدانها الأصلية.

وتساءل «دنيس تاجر»، المتحدث باسم جمعية الطيارين المتحالفين، التي تمثل الطيارين الأمريكيين، وترغب في تطبيق الاتفاقات التجارية: «هل هذه الأخبار مزيفة؟». كان رد فعلي: «لابد أنّك تمزح معي».

وعلى موقعها الإلكتروني، قالت الخطوط الجوية القطرية أنّها تعتزم استثمار ما لا يقل عن 808 مليون دولار، أو شراء 4.75% من الشركة، وهو ما تسمح به معظم الخطوط الجوية الأمريكية دون موافقة مسبقة من مجالس إداراتها. وفي وقتٍ سابق، قالت الشركة أنها ستسعى للحصول على حصة بمقدار 10%.

وقالت الشركة في بيان:«ترى الخطوط الجوية القطرية فرصةً استثمارية قوية في الشركة الأمريكية». وتؤمن الخطوط الجوية القطرية بأساسيات شركة الخطوط الجوية الأمريكية، وتعتزم بناء موقف إيجابي في الشركة دون أي مشاركة في الإدارة أو العمليات أو الحوكمة.

وقال «دانيال ماكنزي»، المحلل الأمريكي في مجموعة باكنغهام للبحوث، في تقريرٍ أنّ «هذا الاستثمار محرج بعض الشيء، نظرًا لادعاءات صناعة الطيران الأمريكية بممارساتٍ تجارية غير عادلة من قبل شركات النقل الجوي في الشرق الأوسط».

وقال أنّ اهتمام الخطوط الجوية القطرية يمكن أن يُنظر إليه كوسيلة لتعزيز علاقتها مع مصدرٍ رئيسيٍ للدخل، لأنّ الولايات المتحدة هي الوجهة رقم 1 في قطر، وتمثل 8% من عموم رحلاتها الجوية.

وقال محللون أنّ التوترات فى الخليج العربي قد تكون قد لعبت دورًا أيضًا. ويذكر أنّ قطر في خضم معركةٍ دبلوماسية مع جارتها السعودية، التي تقود مصر والبحرين والإمارات لقطع العلاقات مع الدوحة بسبب ادعاءاتٍ تتهمها بدعم الجماعات المتطرفة.

وقال «صموئيل إنجل»، مستشار الطيران ونائب الرئيس في الاتحاد الدولي للتدريب: «لقد مُنعوا للتو من السفر إلى أربعة بلدان، وكانت تلك البلدان تمثل 14% من حركة المرور. وحتى لو تمكنت قطر من إصلاح ذلك، فهي تذكر بهذا بأنّ هناك فائدة من وجود محفظة متنوعة».

وإذا استثمرت قطر فعليًا، سيبين الوقت ما إذا كان هذا الرهان سينجح. لكنّ التاريخ ليس في صالح الشركة القطرية.

وقال «إنجل»: «لم يكن تاريخ الاستثمارات بنسبة تمثل أقلية فيى شركات الطيران، بهدف مالي بحت، إيجابيًا للغاية. وكانت قصص النجاح قليلة في هذا الأمر. ولا يعطيك الاستثمار بنسبة تمثل أقلية ما يكفي من السيطرة على ما يفعله شريكك. وليس هناك الكثير من شركات الطيران التي تتبع هذه الاستراتيجية عالميًا».

  كلمات مفتاحية

الخطوط القطرية ميثاق البديل الديمقراطي حصار قطر