​
Skip to main content
الرئيسية
26 ابريل/نيسان 2018
  • مناطق
      • الإمارات
      • البحرين
      • السعودية
      • الكويت
      • عمان
      • قطر
      • خليجي
      • مصر
      • عربي
      • دولي
      «بن زايد» يتبرع بمليون دولار للحفاظ على الطيور المهددة بالانقراض
      إماراتية تقترب من لقب «شاعر المليون»
      جنود صوماليون يسرقون أسلحة من مركز تدريب إماراتي بمقديشو
      هل بدأ النفوذ الإماراتي في أفريقيا مسيرة التراجع؟
      سلوفاكيا تعالج مصابي القوات الإماراتية في حرب اليمن
      «الصومال تتحدث».. نشطاء يردون على افتراءات أبوظبي ضد مقديشو
      اتفاق إماراتي عراقي لإعادة بناء مسجد «النوري» في الموصل
      الجيش الصومالي يسيطر على مركز تدريب إماراتي وفرار جنود دربتهم
      اتفاق بين الإمارات و«فيسبوك» لمواجهة الأخبار المضللة
      حريق في برج الماس الشهير بدبي (فيديو)
      مئات المرتزقة الأفارقة ضمن قوات «طارق صالح» المدعومة إماراتيا
      العين يتوج بالدوري الإماراتي للمرة الـ13 في تاريخه
      المزيد
      ملك البحرين يخفف حكما بالإعدام على 4 متهمين بالإرهاب
      البحرين ومصر تختتمان تمرينا عسكريا في المنامة
      البحرين.. تأييد الحكم بإعدام 4 مدنيين في «اغتيال القائد العام»
      البحرين ترد على تقرير الخارجية الأمريكية بشأن حقوق الإنسان
      البحرين.. السجن وإسقاط الجنسية لـ24 مواطنا شيعيا اتهموا بالإرهاب
      حبس نائب بحريني سابق بسبب تغريدة
      البحرين تفشل في استرداد مواطنيها المتهمين بالإرهاب من العراق
      مصر تعلن تنفيذ تدريب عسكري للوحدات الخاصة مع البحرين
      دعوات حقوقية لإطلاق سراح 330 معتقلة في سجون البحرين
      بحرينيات يقتحمن وظائف الرجال ويعملن بمجال تصليح السيارات
      «المركزي» البحريني يبيع أذون خزانة حكومية بـ70 مليون دينار
      بالفيديو.. تغريم سائق «فيراري» 50 ألف يورو لدهس زميله
      المزيد
      «ن.تايمز»: «بن سلمان» يصعد هجومه على إيران لصرف الأنظار عن إخفاقاته الداخلية
      «المونيتور»: عداء السعودية تجاه إيران يهدد المنطقة وواشنطن
      وزير الثقافة والإعلام السعودي يعتمد لائحة النشر الإلكتروني
      الأوركسترا الألمانية تحيي 3 حفلات في الرياض والدمام وجدة
      السعودي ناحر بناته الثلاث: الحبوب المخدرة السبب
      الحرس الثوري الإيراني: (إسرائيل) خائفة والسعودية تتعرض لهزيمة ثقيلة
      توقعات ببلوغ التجارة الإلكترونية في السعودية 8.5 مليارات دولار
      «البنك الإسلامي»: قمة المصدرين والمستثمرين بتركيا سترفع حجم التجارة
      «هواوي» تطلق أول هاتف ذكي يحمل كاميرا بـ3 عدسات
      «أم كلثوم» و«الأطرش» بأول حفل للأوبرا المصرية في السعودية
      4.3 مليارات دولار تراجع في القيمة السوقية للأسهم السعودية
      «أوبر» تستقبل طلبات عمل سائق «كابتن» للسعوديات
      المزيد
      «كارنيغي»: لعبة الكراسي الموسيقية.. سلفيو الكويت يواجهون تبعات علاقتهم بالأمير
      الفلبين تطلب توضيحات بعد طرد سفيرها من الكويت
      100 يوم من الأزمة بين الكويت والفلبين.. تسلسل زمني
      «نفط الكويت» تواصل السيطرة على تسرب نفطي
      الكويت تطرد سفير الفلبين وتستدعي نظيره للتشاور
      عامل ينتحل صفة معلم وينتهك عرض طفلة في الكويت
      مشهد «خادش للحياء» بمسلسل خليجي يثير ضجة بالكويت
      الكويت تشتري 4 ناقلات نفط بـ167.6 مليون دولار
      الكويت: إيران «جرحتنا».. والربيع العربي أعاد الأمة 20 عاما للوراء
      الفلبين تعتذر للكويت عن واقعة تهريب الخادمات من المنازل
      قلق كويتي من حل «مجلس الأمة»
      «الجارالله»: الكويت تسعى لحل الأزمة الخليجية حفظا لأمن المنطقة
      المزيد
      بالفيديو.. شاعر سعودي يتطاول على عمان والسلطان «قابوس»
      محامي «صالح» يتهم عمان بتقديم دعم لا محدود لـ«الحوثيين»
      مسابقة مختلطة لشد الحبل بعمان.. والجامعة: مخالفة لأعرافنا (فيديو)
      سلطنة عمان تطلق تمرين «أسد البحر 2018»
      عمان تطلق مشروعين لإنتاج الغاز المسال والأمونيا بـ1.3 مليارات دولار
      ركلات الترجيح تهدي النصر كأس السلطان قابوس للمرة الخامسة
      وصول 3 عمانيين اعتقلتهم الهند بتهمة زواج قاصرات إلى بلادهم
      الفيلم الجزائري «إلى آخر الزمان» يحصد الجائزة الذهبية بـ«مسقط الدولي»
      سلطنة عمان.. الحصان الأسود للدبلوماسية في الشرق الأوسط
      تحطم طائرة عسكرية عمانية أثناء مهمة تدريبية ومصرع قائدها
      الهند تفرج عن 3 عمانيين اعتقلتهم بتهم الزواج من قاصرات
      الأردن يوافق على استقبال السفير الإسرائيلي الجديد
      المزيد
      وفد قطري يصل إلى ألمانيا لبحث تعزيز الشراكة الاقتصادية
      شركة قطرية تركية تفوز بعقد بمليارات الدولارات لإنتاج الدبابة «ألطاي»
      تركيا: مناورات «شاهين-20» مع قطر تدعم أمن الخليج
      تمرينات بحرية مشتركة بين قطر وباكستان
      «الخطوط القطرية»: نتكبد خسارة كبيرة بسبب الحصار
      قطر تتعهد بتقديم 100 مليون دولار لدعم الشعب السوري
      قطر تسلم أولى شحنات الغاز الطبيعي المسال إلى بنغلاديش
      أمير قطر يصدر وثيقة انضمام بلاده لعهدين حقوقيين دوليين
      وزيرا دفاع قطر وبريطانيا يبحثان التعاون في مكافحة الإرهاب
      أول رقاقة جينية قطرية للكشف عن الأمراض الوراثية
      إيران تتجه للمصارف القطرية بدلا من دبي
      «طيران قطر».. الراعي الرسمي لروما الإيطالي حتى 2021
      المزيد
      هل من حل قادم للأزمة الخليجية؟
      الكويت وعمان تعلنان بدء إنشاءات مصفاة الدقم
      «التخصيص» بالسعودية وسيولة دبي وخسائر «القطرية» أبرز اهتمامات صحف الخليج
      نساء اليمن: ضحايا الحرب وأخوات السلاح
      سعوديون يدعمون العمالة الفلبينية في الكويت عبر تويتر
      وزير خارجية قطر لنظيره السعودي: أزمة سوريا مسؤولية الجميع
      مذيعة بـ«الجزيرة» لـ«الجبير»: كلكم شبيحة.. لا فرق بين نظامكم و«الأسد»
      «السعودية يحميها أبناؤها».. وسم يثير أزمة وقطريون يردون
      جدل بعد منع كتاب عن خطابات السلطان «قابوس» بمعرض أبوظبي
      سخرية من تصريحات «الجبير» حول دفع قطر لأمريكا للبقاء بسوريا
      صحف الخليج تبرز مطالبة السعودية لقطر بالتدخل في سوريا واعتذار الفلبين للكويت
      «الجبير» يطالب قطر بدفع ثمن بقاء الأمريكان في سوريا
      المزيد
      مصر تحصل على قرض من البنك الدولي بـ1.15 مليار دولار
      «السيسي» يصادق على قانون زيادة رواتب الوزراء والمحافظين
      «السيسي» يحاول احتواء كارثة الأمطار بـ«تدوينة».. وناشطون يردون
      وثائق سرية بريطانية: «السادات» كان يخطط للتنحي عن السلطة
      مقتل 200 مسلح و33 جنديا منذ بدء عملية سيناء 2018
      بعد حسم الدوري المصري.. الأهلي والزمالك في كلاسيكو للتاريخ فقط
      صحيفة أمريكية: الجيش المصري قد يتخلص من «السيسي»
      مصر تطلب وساطة (إسرائيل) في أزمة «سد النهضة»
      جثمان «البطش» يصل إلى القاهرة تمهيدا لنقله لغزة
      الأزهر يستنكر فرنسيين طالبوا بحذف آيات قرآنية: جهلاء وفهمهم مغلوط
      60 مليار دولار حجم الإعلانات المضللة في المنطقة العربية
      الأمطار تغرق مصر.. ناشطون: مدن الأغنياء عشوائيات فاخرة
      المزيد
      وسائل إعلام مصرية وإماراتية: «حفتر» يصل إلى بنغازي
      «الغنوشي»: لا تجاوز لأزمة تونس الاقتصادية بغير الحوار
      «إسراء الجعابيص» سيدة فلسطين لعام 2017
      الغموض الروسي هل يلجم حرب إسرائيل على الإيرانيين؟
      وصول جثمان العالم الفلسطيني «فادي البطش» إلى غزة
      منظمة حقوقية: 300 قضية تعذيب في تونس منذ 2013 بلا إدانة
      اجتماع رئيسي «الشورى» القطري و«الأعلى» الليبي بالرباط للمرة الأولى
      السفير السعودي الجديد يصل إلى القاهرة لتقديم أوراق اعتماده
      «العبادي» يصل إلى أربيل بأول زيارة منذ أزمة الاستفتاء
      «نيويورك تايمز»: أدلة تؤكد اغتيال الموساد الإسرائيلي لـ«البطش»
      (إسرائيل) تكشف «بوادر تعاون» مع السعودية وتدعو العرب لزيارتها
      «هيومن رايتس»: عقوبات جماعية بحق عائلات «تنظيم الدولة» بالعراق
      المزيد
      وزير الخارجية الأمريكي الجديد يزور السعودية والأردن و(إسرائيل)
      دراسة: الشوكولاتة الداكنة تخفض التوتر وتحسن الذاكرة
      «الشيوخ» الأمريكي يصدق على تعيين «بومبيو» وزيرا للخارجية
      اجتماع لـ«الناتو» لبحث «التهديدات الروسية الهجينة»
      فرنسا وألمانيا تعززان تعاونهما العسكري
      واشنطن تجدد ادعاءات استخدام «حماس» المدنيين دروعا بشرية
      وزير الدفاع التركي يستقبل نظيره التونسي في أنقرة
      بمبلغ خرافي.. ليفربول يرد على عرض ريال مدريد لضم «صلاح»
      «يلدريم»: مخطط ترشح «غول» للرئاسة يبدو أنه فشل
      الإمارات والصين تفوزان بحق التنقيب عن النفط في العراق
      محللون: سوء فهم بين إيران وخصومها قد يؤدي لحرب واسعة
      ترقب تركي لنتائج لقاء رئيس حزب «السعادة» مع «غول»
      المزيد
  • سياسة
  • اقتصاد
  • حقوق وحريات
  • تقارير وحوارات
  • تحليلات
  • آراء
  • رياضة
  • المرأة
  • ثقافة وفن
  • منوعات
  • ميديا

Important news ticker

اهم الأخبار
  • وزير الخارجية الأمريكي الجديد يزور السعودية والأردن و(إسرائيل)
  • مصر تحصل على قرض من البنك الدولي بـ1.15 مليار دولار
  • فرنسا وألمانيا تعززان تعاونهما العسكري
  • وسائل إعلام مصرية وإماراتية: «حفتر» يصل إلى بنغازي
  • «ن.تايمز»: «بن سلمان» يصعد هجومه على إيران لصرف الأنظار عن إخفاقاته الداخلية
  • «السيسي» يصادق على قانون زيادة رواتب الوزراء والمحافظين
  • بمبلغ خرافي.. ليفربول يرد على عرض ريال مدريد لضم «صلاح»
  • «المونيتور»: عداء السعودية تجاه إيران يهدد المنطقة وواشنطن
  • «إسراء الجعابيص» سيدة فلسطين لعام 2017
  • «يلدريم»: مخطط ترشح «غول» للرئاسة يبدو أنه فشل
  • ترقب تركي لنتائج لقاء رئيس حزب «السعادة» مع «غول»
  • وصول جثمان العالم الفلسطيني «فادي البطش» إلى غزة
  • «لوب لوج»: في مفارقة ساخرة.. بنغلاديش تتطلع للسعودية لمواجهة «التشدد»
  • «السيسي» يحاول احتواء كارثة الأمطار بـ«تدوينة».. وناشطون يردون
  • بعد ألمانيا.. تركيا تتقدم رسميا بطلب لاستضافة يورو 2024
  • وثائق سرية بريطانية: «السادات» كان يخطط للتنحي عن السلطة
  • روسيا ترفض أي إضافات أو تغييرات بالاتفاق النووي الإيراني
  • اجتماع رئيسي «الشورى» القطري و«الأعلى» الليبي بالرباط للمرة الأولى
  • روسيا تجري تحقيقات في حادث دهس مخترع سم الأعصاب
  • «فيسبوك» يعلن 6 محظورات.. وسط جدل نزاهة حذف المنشورات
  • ملياردير أمريكي مسلم يقدم عرضا لشراء إستاد ويمبلي بإنجلترا
  • ممثلة أمريكية تواجه تهمة «العبودية الجنسية» أمام المحكمة
  • الكويت وعمان تعلنان بدء إنشاءات مصفاة الدقم
  • مان سيتي يطلبه للتعاقد.. هل حطم «صلاح» كبرياء «غوارديولا»؟
  • الاتحاد الأوروبي يطرح أولى اقتراحاته لمكافحة التضليل الإعلامي بالإنترنت
الصفحة الرئيسية: تحليلات
الدبلوماسية القطرية تحاصر دول الحصار
14-07-2017 الساعة 11:04

ما فتئت الدبلوماسية القطرية تسترعي اهتمام متابعين عديدين للأزمة الخليجية الحالية في العالم، وخصوصاً من الدول الغربية المتنفذة في السياسة الدولية. وبعيدًا عن لغة المجاملات، فإن دراسة علمية وموضوعية متأنية للخطاب التواصلي في الأيام الماضية تمكّن من القول إن تعاطي دولة قطر مع الأزمة مثال جدير بالاعتبار، دراسة حالة متميزة في مجال العلاقات الدولية لبرامج العلوم السياسية والتواصل السياسي في الجامعات.

منذ بداية الأزمة، لم تنزلق تصريحات الحكومة القطرية في سياسة رد الشتيمة بالشتيمة، وكَيل الاتهامات جزافا لدول الجوار التي قرّرت فجأة فرض حصار جوي وبري وبحري غير مسبوق في تاريخ المنطقة العربية. بل وضعت الحكومة، منذ البداية، حزمةً من المعايير الأخلاقية، تحدّد الخطاب الرسمي للدولة، ولكلّ من يدلي بأيّ تصريحٍ بخصوص الوضع الراهن لوسائل الإعلام المحلية والدولية. لا تصادر هذه المعايير حرية الرأي، بل تقيّدها ضمن أخلاقياتٍ مهنيةٍ عاليةٍ، عنوانها الموضوعية والصدق في نقل الخبر وعدم التهويل أو نشر الشائعات.

وانبرت هذه الدبلوماسية على أصعدةٍ متعدّدةٍ، ضمن خطةٍ معالمها واضحة لأي مراقب متفحص، بخطى مدروسة وخطاب إعلامي وسياسي ثابت في إدارة الأزمة.

مواجهة استراتيجية الحرب النفسية

كان واضحًا، منذ البداية، أن دبلوماسية دول الحصار بإطلاقها العنان لوسائل إعلامها المختلفة، من محطات تلفزيونية وإذاعات وصحف، هي سلوك استراتيجية الحرب النفسية التي من شأنها أن تحاصر دولة قطر محليا ودوليا. وبالتالي، تربك ردة فعلها وتجعلها تخضع لمطالب الدول الأربع. في خطوةٍ يمكن القول إنها محاولةٌ من الحلف الرباعي إلى السعي نحو فرض قطبٍ جديد، يتحكّم في مصير المنطقة، يحل محل جامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي، بعد تعطل وظائف هذه الهيئات بما فيها منظمة التعاون الإسلامي.

وفي المجمل، انحصرت دبلوماسية دول الحصار في التهديد والوعيد وإطلاق العنان لوسائل إعلامها للنيل من دولة قطر، فظهرت على وسائل إعلام الدول المحاصرة برامج ومقالات تهدف إلى إشاعة مناخٍ من التخويف والتهديد والحرب النفسية.

إذ نقرأ العناوين الآتية على صفحات الجرائد: "مبعوث قطر للأمم المتحدة يقول إن قطر مصرّة على مساندة الإرهاب" (العربية)، "العلاقات المشبوهة لقطر" (العربية)، "الدليل الشامل لأزمة قطر" (العربية)، "الشركات العالمية تستعدّ للرحيل من قطر" (عكاظ)، "قطر تترنّح بين قطع العلاقات والتحالفات الفاشلة" (عكاظ)، "غباش: أموال الدوحة في لندن ملوّثة بالدماء" (عكاظ)، "قطر تواجه عقوبات حاسمة بعد رفضها المطالب" (البيان)، "قطر بين عسكرة القضية وتزييفها والتمسّك برموز الإرهاب" (البيان)، انتهت المهلة وحانت ساعة الحسم" (البيان)، "قطر.. "جزيرة" معزولة" (الرياض)، "مطالبات دولية لـ"الفيفا" بتجريد قطر من "مونديال 2022" (الرياض)، "التصعيد يلوح في الأفق أمام مكابرة قطر" (الرياض)، "قطر تختار المجهول" (الخليج)، "قطر تلعب في الوقت الضائع" (الخليج)، "بوادر موجةٍ ثانيةٍ من الإجراءات ضد قطر" (الشرق الأوسط).

هذه عيّنةٌ موجزة من سيلٍ عجّت به وسائل إعلام عديدة في الدول الأربع. وقراءة متأنية للمشهد تقول إنّ الخطاب الإعلامي لدول الحصار انحصر في إطلاق الاتهامات جزافا، ومن دون إبداء حجج واضحة مشفوعة بأدلة دامغة، وقد غلب على بياناتهم التهديد والوعيد الذي يعطي الانطباع عن الخطاب الفوقي المتعالي على الأعراف الدولية في احترام الآخر، فالإرهاب ومساندة الجمعيات الإرهابية كانت أكثر كلمة استخدمها وزراء خارجية الدول المذكورة.

فبها يتم تجريم فصائل سياسية، تعمل في كنف القانون، وهي جزء من العملية السياسية، مثل جماعة الإخوان المسلمين، الذين هم أعضاء في البرلمان في الكويت والبحرين والأردن، وفصيل مشارك في حكومة الائتلاف في اليمن. وأشقاؤهم في الإسلام السياسي جزء من الائتلاف الحاكم في تونس منذ الثورة، ويقودون الحكومة في المغرب.

فعن أي إرهابٍ يتمّ الحديث هنا؟ وأي معايير يتمّ اعتمادها لتصنيف الفاعلين السياسيين والفاعلين في المجتمع المدني العربي؟ إذ حتى الأمم المتحدة والدول الغربية مجتمعة لم يصنفوا جماعات الإسلام السياسي مثل "الإخوان المسلمين" و"النهضة" في تونس و"العدالة والتنمية" المغربي ضمن الجمعيات الإرهابية.

وعلى العكس، فقد بدا خطاب الدبلوماسية القطرية متناسقا وواضحا منذ البداية، وهو بالأساس رفض الاتهامات، والإصرار على احترام سيادة دولة قطر ورفض الوصاية على دولة قطر، والدعوة المستمرة إلى الحوار، وفض الخلافات بالجلوس إلى طاولة المفاوضات.

ومنذ البداية، بادرت الحكومة القطرية إلى التحرّك على عدة أصعدة. فجاءت المطالب الثلاثة عشر منافيةً لقواعد العلاقات الدولية في احترام سيادة الدول المستقلة، وعدم تقييد حرية وسائل الإعلام. وهو ما حدا بوزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، إلى التصريح بأن "الإجراءات مسيئة لأي دولة في العالم"، ولا تحتكم لمعايير العلاقات الدولية.

و"لا يمكن وصم من يختلف معك بالإرهاب لمجرّد الاختلاف"، إذ يفتح هذا الأمر الباب لخلافات وحروب في المنطقة لا آخر لها. وبسبب هذه الرؤية، فإنه على المدى البعيد، هناك مخافة من "تسييس لمفهوم الإرهاب". وقال "نحن منفتحون على الحوار، ونرحب بأي جهدٍ جدّي لحلّ الأزمة، مع ضرورة الحفاظ على السيادة القطرية".

ويبدو بالتالي أن الدبلوماسية القطرية المتّزنة تمكّنت، في نهاية الشهر الأول من الأزمة، من محاصرة دبلوماسية دول الحصار، وإبطال مفعولها تدريجيا.

إذ لم تفلح الدبلوماسية الضبابية للدول الأربع مجتمعة (السعودية ومصر والإمارات والبحرين) في شيطنة دولة قطر، أو وضعها في زاوية "الإرهاب"، فلم تترك الدبلوماسية القطرية المتوازنة مجالا لدبلوماسية دول الحصار الهجومية سوى الارتباك وعدم القدرة على دفع المواجهة إلى الأمام.

ولعل دول الحصار عوّلت، منذ البداية، على أن تخضع دولة قطر للمطالب التي وضعوها من دون مقاومة طويلة، وأن تتسم ردودها بالتشنج والتسرع لعظم الهجمة السياسية والإعلامية التي تعرضت لها.

وبالنظر إلى التطورات الحالية، والحراك الدبلوماسي لمحاصرة الأزمة، يتضح يوما بعد يوم أن الحرب النفسية التي قادتها دبلوماسية دول الجوار لم تفلح في الوصول إلى مبتغاها. وأن وسائل الإعلام التي تشن، منذ بداية الأزمة، حملة إساءة بلا هوادة على دولة قطر، لم تفلح، هي الأخرى، حتى في إقناع الجمهور الخليجي بمبرّرات هذه الهجمة المفاجئة، ناهيك عن الجمهور العربي، أو الرأي العام الدولي.

فقد تتالت الدعوات في عواصم عربية وغربية عديدة إلى تحكيم سياسة العقل والمنطق، عوض التهديد والوعيد.

وقد أدركت دول الحصار متأخرةً أن في الأعراف والعلاقات الدولية لا يمكن لدولةٍ أن تطالب دولة أخرى ذات سيادة بغلق شبكة تلفزيونية، وخصوصا إذا تعلق الأمر بشبكة الجزيرة التي صارت الآن رقما صعبا في الإعلام الدولي، ويشهد بمهنيتها القاصي والداني. أو إغلاق صحيفة "العربي الجديد" التي احتلت مكانة بارزة في الصحافة العربية في وقت قياسي. فليس مستغربا، إذن، أن يلقى هذا الطلب استهجانا في الأوساط الغربية، وأوساط العالم الحر.

إذ هل يُعقل، مثلا، أن تطلب فرنسا من بريطانيا إغلاق شبكة بي بي سي؟ أو أن تطلب بريطانيا من الولايات المتحدة إغلاق شبكة سي أن أن؟

الأمر ضرب من الخيال.

فحسب المعايير الدولية التي بموجبها تعمل وسائل الإعلام إذا لم تعجبك السياسة التحريرية لقناة دولة أخرى عليك أن تبعث وسيلة إعلام تنافسها في المهنية والتأثير على الرأي العام.

فبدل شيطنة "الجزيرة"، ومحاولة خنق حرية التعبير في العالم العربي، الأجدر بدول الحصار فتح مجال التعدّدية في الرأي، وتحرير المجال العام من سيطرة الرأي الواحد.

فلماذا لا يتنافس العرب على هذه القاعدة؟ ولعلّ الأجدر بقناة سكاي نيوز العربية أيضا مقاطعة سكاي نيوز الأم في بريطانيا وتسليط عقوبات عليها، لأنّ فيها فسحة أوسع لحرية الرأي، ولا تأبه للمشكلات المفتعلة مع دولة قطر، إذ جاءت نشرة الأحوال الجوية يوم الجمعة 7/7/2017 برعاية الخطوط الجوية القطرية!

المنعطف الحاسم في أزمة الحصار

كان المنعطف الحاسم في تغيير الخطاب الدبلوماسي لدول الحصار بعد اجتماع وزراء خارجيتها في القاهرة، في 5 يوليو/ تموز الجاري، إثر التدخل المباشر للرئيس الأميركي، دونالد ترامب، والذي أكد على ضرورة حل الخلاف بالحوار وعدم التصعيد. ففي اليوم نفسه، يتصل الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بالرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، ويطلب منه حل الأزمة بالتفاوض وعدم اللجوء إلى التصعيد.

ما دلّ على أن دبلوماسية الدول الأربع مفرغة من أي سلطة أو إرادة حقيقية، إذ تكفي مكالمة من الرئيس الأميركي لتغيير مسار الأزمة. ويبدو أن دبلوماسية دول المقاطعة بدأت، منذ تلك اللحظة، تنحو نحو الواقعية، وتنزل من البرج للمحافظة على ما تبقى من ماء الوجه، فجاءت لغة البيان بعد الاجتماع في مصر مرتبكة، وليست باللهجة نفسها التي كانت سائدة في الأسابيع الماضية، فيبدو أن استراتيجية الدول المحاصرة كانت مبنية على حسابات خاطئة.

إذ تنادت الأصوات حول العالم لرفض المطالب التي وضعتها الدول الأربع، فالخارجية الفرنسية تؤكد على احترام سيادة الدول، وفرنسا ملتزمة بالدفاع عن حرية الإعلام والتعدّدية في حرية التعبير. ثم فشل وزيرا خارجية مصر والسعودية في إقناع الدول الأفريقية بمقاطعة قطر في قمة دول الاتحاد الأفريقي الأخيرة. وتنادي نقابات الصحافة في دول أوروبية مختلفة بضمان حرية التعبير، ورفض مطالب إقفال شبكة الجزيرة.

وفي تصريح له، ذكر ولي عهد أبوظبي، محمد بن زايد، بعد لقاء القاهرة، أن المطالب سوف تكون حسب المعايير الدولية.

والسؤال هنا: حسب أي معايير، إذن، وضعت المطالب الثلاثة عشر السابقة؟ أم هي معايير تلبي طموحاتٍ شخصيةً، وتهدف فقط للنيل من دولة قطر، سواء في شكل ذراعها الإعلامي شبكة الجزيرة، أو أذرعها الاقتصادية والسيادية الأخرى؟

فقد جاء التصريح باهتا، وينمّ عن ضبابية في الخطوات المقبلة، إذ لا يبدو، على لسان المدير السابق لمنظمة هيومن رايتس ووتش، "أنهم يعرفون إلى أين يتجهون في الخطوة المقبلة"، وأن سياسة دول الحصار "مرتبكة، لأن السياسة الخارجية الأميركية مرتبكة هي الأخرى بهذا الصدد، ولا أحد يعرف إلى أين يتجه رأي الرئيس ترامب" في المستقبل.

"الجزيرة" والدبلوماسية الناعمة

لم تدّخر شبكة الجزيرة، بأذرعها المختلفة، جهداً في الدفاع عن دولة قطر، وكشف بطلان كل المغالطات التي عجت بها وسائل إعلام خليجية عديدة، مثل قناتي العربية وسكاي نيوز، وصحف مثل البيان، الخليج، عكاظ، الشرق الأوسط. ففي الأسابيع الأخيرة، استكملت قناة الجزيرة دور الدبلوماسية القطرية في الكشف عن بطلان الادعاءات المختلفة لدول الحصار عن اتهام دولة قطر بمساعدة الجماعات الإرهابية.

ودأبت شبكة الجزيرة، بقنواتها المختلفة، على العمل على صعيدين: إبراز مجهودات الحكومة القطرية وجمعياتها الخيرية المختلفة في خدمة السلم العالمي، وذلك بلعب دور المفاوض، في أحيان عديدة، أو الداعم للقضايا الإنسانية في أفريقيا وتونس وسورية وليبيا ومصر ودول أخرى، أو دعم القضية الفلسطينية سياسيا وإنسانيا، ودعم الشعوب المظلومة نحو التحرّر، مثل دعم ثورات الربيع العربي.

والجانب الآخر هو التركيز على فضح الخروق التي ارتكبتها دول الحصار سياسيا وحقوقيا، والذي يمسّ النسيج العربي، مثل دعم الإمارات خليفة حفتر في ليبيا، أو التدخل في اليمن بخلاف هدف "عاصفة الحزم". بالإضافة إلى إبراز التجاوزات الحقوقية للمعارضين، وكبت حرية التعبير في الإمارات، وكذلك في السعودية.

مع العلم أن شبكة الجزيرة كانت قبل هذه الأزمة تتجنب الخوض في القضايا الشائكة التي من شأنها أن تزعج دول الجوار. فلقد انتقد باحثون عديدون "الجزيرة" مثلا خلال سنة 2012 بالكيل بمكيالين في تغطية الاضطرابات الاجتماعية في البحرين، وعدم تخصيص مساحة كافية لها في البرامج الإخبارية، مقارنة بالتغطية المستمرة للثورات، التونسية والمصرية والليبية، سنة 2011.

وفي خضم مسيرتها خلال العشرين سنة الماضية، تعرضت شبكة الجزيرة لمضايقات عديدة، ومن دول مختلفة. وجديدها محاولة دول الحصار إسكاتها، إذ هي بالنسبة لهم التي حشدت الجماهير العربية، كي تنتفض على حكّامها في ثورة تونس وليبيا ومصر وسورية. فقد صرح وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، بأنّ "الارهابيين يستغلون وسائل الإعلام ويستغلون حرية التعبير".

ويرد وزير الخارجية القطري بأنّ "جذور الأزمة الحالية ليست متعلقة بالإرهاب، بل بمحاولة تكميم فم الطرف الآخر". فالأمر إذاً ليس متعلقا بمدى تمكّن بعض الجماعات، مثل القاعدة، من إيصال رسالتها إلى العالم، ولكن الأمر يتعلق بتوفير شبكة الجزيرة مساحة مهمة للتعدّدية، سواء تعلق الأمر بالمعارضين السياسيين، أو الناشطين الحقوقيين، أو مؤسسات المجتمع المدني المستقلة عن الدولة.

دبلوماسية نشطة

تمكّنت دولة قطر، في العقدين الأخيرين، من تحقيق قفزة نوعية في شتى المجالات التنموية. ما انعكس إيجابا على علاقاتها الدولية وصورتها في الخارج، فبعد اكتشاف حقول النفط والغاز في بداية التسعينات، والتي أكسبت قطر استقلالية مالية، واستثمارا في البنية التحتية والمنشآت، بدأت دولة قطر تستضيف الفعاليات الدولية الكبرى المختلفة.

ومثلت استضافتها محادثات منظمة التجارة العالمية في العام 2001، والتي أطلق عليها جولة الدوحة، والتنظيم المتميز لدورة الألعاب الآسيوية والعربية، والتنافس الندّي مع الدول الكبرى بشأن استضافة كأس العالم لكرة القدم في العام 2022 والفوز بالملف أمام أميركا وغيرها أكسب هذه الدولة الصغيرة بُعدا عالميا يسترعي الاهتمام.

بالإضافة إلى هذا، وبحسب التصريحات الرسمية، تمكّنت قطر من تعليم سبعة ملايين شخص حول العالم، وساهمت في نزع فتيل ستة خلافات في المنطقة. وبفضل المساعدات المالية، وفرت قطر 300 ألف وظيفة للعاطلين في دول شمال أفريقيا، كما قال الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، وهو ما ساعد في تفكيك منظومة الإرهاب ومقاومة اليأس لدى عشرات الآلاف من الشباب في المنطقة.

وخلال الأزمة الخليجية الراهنة، تمكّنت الدبلوماسية القطرية النشيطة، وخلال فترة وجيزة من حشد دعم دولي واضح على شتى الأصعدة، ما عزّز مكانتها إقليميا ودوليا، ونالت بذلك احترام الهيئات والحكومات في العالم. وهو بالتالي ما مكّنها أن تنحت لنفسها صورة متميزة لدى الرأي العام العالمي، دولة صغيرة بحجمها، لكنها غنية بثرواتها ثابتة في مبادئها ماضية في مناصرة قضايا العدل والحرية للشعوب المقهورة.

فبروز دولة قطر لاعبا دوليا مهما يمكن أن يرتقي بالواقع العربي ليس جديدا في التاريخ الحديث.

لكن، بالتأكيد الدور الذي تقلدته قطر في العقد الأخير، خصوصا، قد عوّض الدور المؤثر في صناعة السياسة العربية لدولٍ كانت، في السابق، تمثل محور الممانعة، مثل سورية والعراق ومصر. ومن مفارقات التاريخ العربي أن الممانعة والصمود على المبادئ ينتقل إلى الدول التي كانت تعتبر هامشيةً في صناعة المصير العربي، فدور الممانعة تحول إلى دولة قطر، إذ هي تكاد تكون الحامي الأساسي ماليا وسياسيا للمقاومة الفلسطينية من حرب الإبادة والمحاصرة التي تتعرّض لها غزة منذ سنة 2014.

إذن، وفي المحصلة، جاءت المطالب الثلاثة عشر التي أعلنتها دول الحصار، لتجرّد قطر من صفتها السياسية دولة مستقلة ذات سيادة، وعضوا في الأمم المتحدة. لكن، يبدو أن نجاح حكومة قطر في إدارة الأزمة باقتدار قوّى من عودها، وأدّت الحملة المناوئة إلى مفعول عكسي.

ولعلّ الأيام المقبلة سوف تشهد انتقال دول الحصار إلى موقع الدفاع بدل الهجوم، لأن الحجة التي بنيت عليها استراتيجيتهم في محاربة قطر باطلة، ولا أساس لها. فتورط الإمارات، مثلا، في محاولة بث الفوضى، وإفشال الانتقال الديمقراطي في تونس، ودعم مليشيات خليفة حفتر ضد حكومة الوفاق الوطني في ليبيا، ودعم تقسيم اليمن بمد المنشقين في الجنوب المال والسلاح بدأ يتكشف للعيان.

وختاما، يتضح، يوما بعد يوم، أن الدبلوماسية القطرية وضعت نفسها، إلى حد كبير، في الجانب الصحيح من التاريخ، فيما يتعلق بالقضايا الكبرى التي تمسّ المنطقة العربية والعالم الإسلامي، فبوصلة التوجهات العامة نحو التوازن مع الانحياز غير المخلّ للقضايا العادلة لا تكاد تخطئها العين.

* د. نور الدين الميلادي أستاذ جامعي تونسي في الإعلام والاتصال

المصدر | نور الدين الميلادي | العربي الجديد
كلمات مفتاحية |
الدبلوماسية القطرية
دول الحصار
الأزمة الخليجية
السياسة الدولية
مواجهة الحرب النفسية
الخطاب التواصلي
العلاقات الدولية
التواصل السياسي
الحكومة القطرية
المعايير الأخلاقية
الخطاب الرسمي للدولة
الموضوعية في نقل الخبر
الدبلوماسية الناعمة
مختارات
مصر تحصل على قرض من البنك الدولي بـ1.15 مليار دولار
«الشيوخ» الأمريكي يصدق على تعيين «بومبيو» وزيرا للخارجية
فرنسا وألمانيا تعززان تعاونهما العسكري
وسائل إعلام مصرية وإماراتية: «حفتر» يصل إلى بنغازي
«السيسي» يصادق على قانون زيادة رواتب الوزراء والمحافظين
«إسراء الجعابيص» سيدة فلسطين لعام 2017

استطلاع رأى

هل تعتقد أنه من المناسب إنهاء حرب اليمن الآن؟
  • Older polls
  • Results
سوشيال ميديا
تويتر
فيسبوك
Tweets by @thenewkhaleej

بداية الصفحة