أزمة سيادية بين الجيش المصري و«الداخلية»

الاثنين 17 يوليو 2017 06:07 ص

كشفت مصادر عسكرية، عن أن هناك حالة من الغضب داخل الجيش المصري، عقب إعلان وزارة «الداخلية» مداهمة معسكر تدريبي لعناصر إرهابية في محافظة «الإسماعيلية»، شمال شرقي البلاد.

وشددت المصادر على أن «الاستخبارات الحربية تعمل بشكل موسع في محافظة الإسماعيلية، ولو كان هناك معسكر فعليا، سيتم التوصل إليه والتصدي لأي محاولة للعبث بالمحافظة».

وتحتضن «الإسماعيلية»، مقر الجيش الثاني الميداني، واستراحة رئاسية، ومقرا للاستخبارات الحربية، أي أن المدينة تخضع لإشراف عسكري كامل.

ولم تشر الصفحة الرسمية للمتحدث العسكري «تامر الرفاعي»، إلى وجود معسكر تدريبي للعناصر المسلحة في «الإسماعيلية».

وكانت وزارة «الداخلية» المصرية، أعلنت منذ أيام عن مداهمة لمعسكر تدريبي لعناصر مسلحة فرت من سيناء، وتمكنت من تصفية كل المتواجدين في هذا المعسكر.

وغالبا ما تثار الشكوك حول رواية السلطات الرسمية في مصر بشأن حوادث التصفية والمداهمات، لاسيما في ظل تضمين أسماء مختفين قسريا في بيانات وزارة الداخلية في وقائع سابقة.

وقالت المصادر، إن «الجميع فوجئ بإعلان وزارة الداخلية بوجود معسكر تدريبي في الإسماعيلية، خصوصاً أن المحافظة تخضع لسيطرة وتأمين قوات الجيش».

وأضافت، أن «هذا الإعلان بمثابة توجيه أصابع الاتهام للمؤسسة العسكرية بالتقصير الكبير في تأمين منطقة القناة، تحديدا وأن طلعات الاستطلاع لا تتوقف عن رصْد كل المناطق التي يحتمل أن تكون بؤرا إرهابية».

وتابعت:«مصر لا يوجد بها أي معسكرات تدريبية في مناطق صحراوية نائية، بالصورة التي أعلنت عنها وزارة الداخلية، حتى إن سيناء لا يوجد بها معسكرات تدريبية مستمرة».

وانتقدت المصادر التي لم تكشف عن هويتها، رواية «الداخلية»، مستنكرة الادعاء بـ«وجود معسكر تدريبي بصورة دائمة في محافظة الإسماعيلية التي تخضع لسيطرة تامة، مع تشديد إجراءات تجاه كل شخص يخرج من سيناء إلى الإسماعيلية».

ويعتمد الجيش المصري على عمليات رصد جوي باستخدام عدة أنواع من الطائرات وتتم عمليات مسح شامل بشكل يومي وفي أوقات مختلفة، بحسب ما نقلته صحيفة «العربي الجديد».

في ذات السياق، شكك خبير أمني في رواية وزارة الداخلية، قائلاً:«لماذا لم تنسق وزارة الداخلية مع المؤسسة العسكرية حيال هذا المعسكر التدريبي، ولجأت إلى اقتحامه منفردة؟».

وأضاف، أن «الأجهزة الأمنية لم تتمكن من حماية عناصرها، وتدريبهم على المهارات القتالية، وما حدث في استهداف سيارة شرطة في البدرشين بمحافظة الجيزة، يكشف عن وجود خلل كبير تحدث عنه الجميع وطالبوا بمعالجته ولكن وزارة الداخلية الوحيدة التي لا ترى ذلك».

ويعزز التشكيك العسكري في رواية «الداخلية» المصرية، صحة ما نقله «الخليج الجديد» من أن تصفية الشرطة المصرية «14 مسلحا في اشتباك معهم بمحافظة الإسماعيلية»، السبت قبل الماضي، رواية عارية تماما عن الصحة.

وقالت مصادر خاصة تحدثت لـ«الخليج الجديد»، إن «الضحايا الـ 14 لم يقتلوا في اشتباكات»، وفق الرواية الرسمية، مؤكدة أنهم من «المختفين قسريا»، بسجن «العزولي» الحربي، بمحافظة «الإسماعيلية»، شمال شرقي البلاد(طالع المزيد).

ومنذ تولي اللواء «مجدى عبد الغفار» منصب وزير الداخلية في مصر في مارس/آذار 2015، زادت بشكل ملحوظ عمليات التصفية التي تعلن عنها الوزارة، والتي شملت نشطاء ومعارضون للانقلاب العسكري في البلاد.

المصدر | الخليج الجديد + العربي الجديد

  كلمات مفتاحية

الجيش المصري وزارة الداخلية المصرية الإسماعيلية هجوم رفح هجوم البدرشين