الرئيس التونسي يتواصل لأول مرة مع «حفتر»

الثلاثاء 18 يوليو 2017 07:07 ص

أجرى الرّئيس التونسي «الباجي قائد السبسي»، الثلاثاء، اتصالاً هاتفيا مع «خليفة حفتر»، قائد القوات المدعومة من مجلس النواب في طبرق (شرق)، يعتبر أول تواصل مباشر معلن بين الجانبين.

وبذلك ينضم «السبسي» إلى قائمة الزعماء العرب الذين يتواصلون مع «حفتر»، بعد الرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي»، وولي عهد أبوظبي «محمد بن زايد»، والأخيران من أبرز داعمي الجنرال الليبي، الذي يعتبر أحد الرموز المحسوبة على نظام «معمر القذافي»، الذي أطاحت به ثورة شعبية في 2011.

جاء اتصال «السبسي» مع «حفتر» خلال اجتماع الأول بنائب رئيس المجلس الرئاسي الليبي «علي القطراني»، في قصر قرطاج الرئاسي بالعاصمة تونس، حسب وكالة «الأناضول».

ووفق بيان للرئاسة التونسية، أكد «السبسي» مع الاتصال مع «حفتر» «وقوف تونس المبدئي إلى جانب الشعب الليبي وحرصها على عودة الأمن والاستقرار بليبيا في أقرب وقت، من خلال تشجيع الحوار بين مختلف الأطراف وإقناعها بأهمية تجاوز الخلافات للوصول إلى توافق ليبي ليبي يُفضي إلى إيجاد حلّ للأزمة القائمة تحت رعاية الأمم المتحدة».

من جانبه، أشاد «حفتر»، وفق المصدر ذاته، «بمكانة تونس ودورها الهام في تقريب وجهات النظر بين مختلف الأطراف الليبية»، مؤكّدا «دعمه الكامل للمبادرة الثلاثية وللمساعي المبذولة من أجل حلحلة الأوضاع في ليبيا».

وجدد ترحيبه بالدعوة الموجهة إليه لزيارة تونس (تم الإعلان عنها في فبراير/شباط الماضي)، وتلبيتها الأيام المقبلة، دون تحديد يوم بعينه.

وفي سبتمبر/أيلول الماضي، تقدّمت تونس، تونس بمبادرة للجامعة العربية تهدف إلى حل الأزمة الليبية.

وكُلِّل المقترح باحتضان تونس في 20 فبراير/شباط الماضي، اجتماعا لوزير خارجيتها «خميس الجهيناوي» مع نظيره المصري «سامح شكري» والوزير الجزائري المكلف بالشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي «عبد القادر المساهل»، جرى في ختامه الإعلان رسميا عن مبادرة وزارية ثلاثية لدعم التسوية السياسية بليبيا.

وارتكزت المبادرة على 5 مرتكزات من بينها مواصلة السعي الحثيث لتحقيق المصالحة الشاملة في ليبيا دون إقصاء، والتمسك بسيادة الدولة الليبية ووحدتها الترابية وبالحل السياسي كمخرج وحيد للأزمة الليبية على قاعدة الاتفاق السياسي الليبي الموقع بالصخيرات في 17 ديسمبر/كانون أول 2015.

وفي السياق، استعرض اللقاء الذّي دار بين «السبسي» و«علي القطراني»، اليوم، السبل الكفيلة بدفع المبادرة الثلاثية لدول جوار ليبيا لإيجاد تسوية سياسية شاملة عبر الحوار والتوافق بين مختلف الأطراف الليبية.

والجمعة الماضي، قال وزير الخارجية الإماراتي «عبد الله بن زايد آل نهيان»، إن لقاءات قادمة ستجرى بين «فائز السراج»، رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية و«حفتر»، دون تفاصيل عن توقيتات اللقاءات.

فيما أعلن «السراج»، السبت الماضي، في كلمة متلفزة، عن خارطة طريق مقترحة تقضي بالدعوة إلى انتخابات رئاسية وبرلمانية مشتركة في مارس/آذار 2018.

وتتصارع في ليبيا 3 حكومات، اثنتان منها في طرابلس (غرب)، وهما «الوفاق الوطني» و«الإنقاذ»، إضافة إلى «الحكومة المؤقتة» في البيضاء.

ويعتبر النظامين في مصر والإمارات من أبرز داعمي «حفتر»، ويقول مراقبون إن دعمهما له يهدف إلى إجهاض مكتسبات الثورة الليبية، وإعادة رموز نظام «القذافي» إلى الواجهة، واستبعاد الإسلاميين من المعادلة، وخاصة المحسوبين على «جماعة الإخوان المسلمين».

ويعتبر هؤلاء المراقبون أن القاهرة وأبوظبي هما من أوصلا المشهد في ليبيا إلى حالة الانسداد السياسي القائمة حالياً.

  كلمات مفتاحية

تونس السبسي ليبيا الأزمة الليبية

«ماكرون» يجمع «حفتر» و«السراج» في باريس الثلاثاء المقبل (صحيفة)