«حسناء الموصل» .. سبية إيزيدية أم قناصة لـ«الدولة الإسلامية»؟

الجمعة 21 يوليو 2017 11:07 ص

تباينت آراء عدد من المتابعين للمشهد السياسي في العراق، حول الفتاة التي تم العثور عليها وتُعرف إعلاميًا باسم «حسناء الموصل» بسبب جمالها، منذ أن عثر عليها قوات الحشد الشيعي العراقي أثناء مسح المدينة القديمة على الساحل الأيمن للموصل، فتارة تم القول إنها «قناصة داعشية روسية»، وتارة أخرى قيل إنها سبية من سبايا تنظيم «الدولة الإسلامية» من الإيزيديين في العراق.

واستطاعت صحيفة «بيلد» الألمانية، أن تكشف حقيقة الفتاة التلميذة «ليندا»، التي تبلغ من العمر 16 عامًا، وتنحدر من ولاية ساكسونيا. وقالت المتحدثة باسم مكتب الشرطة الجنائية الألمانية أن الشرطة الجنائية الألمانية تجري المزيد من التحقيقات بشأن الفتاة.

منذ سنة، فرت «ليندا» من منزل والديها ببلدة بولسنيتز بمدينة دريسدن، علمًا بأن والديها كانا في السابق يخشيان من انضمام ابنتهما إلى تنظيم «الدولة الإسلامية» بعد أن كانت قد اعتنقت الإسلام وبدأت تصطحب المصحف معها إلى المدرسة. وكانت الأجهزة الأمنية قد اقتفت آثار هذه الفتاة التي غادرت مدينة دريسدن في اتجاه مدينة فرانكفورت في مطلع يوليو/تموز من سنة 2016، لتسافر إلى مدينة إسطنبول، ثم اختفت «ليندا» عن الأنظار.

ووفقًا لمعلومات صحيفة «بيلد»، سافرت «ليندا» إلى سوريا بعد وصولها إلى تركيا. وأفادت حركة «أحرار الشام» الإسلامية للصحيفة أنها عثرت في مطلع شهر أغسطس/آب الماضي على مراهقة ألمانية على المعبر الحدودي في باب الهوى في مدينة إدلب، الواقعة تحت سيطرة قوات المعارضة. وقدمت الحركة صورة تثبت عثورها على المراهقة الألمانية.

وقد بقيت الفتاة بضعة أيام في المعبر. ومن المرجح أن يكون عناصر تنظيم «الدولة» كانوا في انتظار المراهقة الألمانية، المكناة بـ«أم مريم» في سوريا، حيث كان في استقبالها أفراد من مجموعة «جند الأقصى» بعد أيام من وصولها إلى سوريا.

وبتاريخ 15 أغسطس/آب من سنة 2016، توجه عناصر من مجموعة «جند الأقصى» إلى أفراد حركة «أحرار الشام» ليعلموهم بأن المراهقة الألمانية تنتمي لحركتهم. وبعد مفاوضات، تم تسليم المراهقة الألمانية إلى مجموعة «جند الأقصى». ويُذكر أن حركة «أحرار الشام» لا تملك أي معلومات بشأن كيفية وصول مجموعة «جند الأقصى» إلى «ليندا».

من الممكن أن تكون التلميذة الألمانية قد أخبرت وسطاء على شبكة الإنترنت بشأن سفرها إلى سوريا. أو يمكن أن يكون عناصر «جند الأقصى» قد هربوا الفتاة الألمانية إلى معقل التنظيم. وتضم مجموعة جند الأقصى حوالي 1000 مقاتل، وتعتبر بمثابة حركة تابعة لتنظيم الدولة، حيث تقدم المساعدة اللوجستية في نقل الأسلحة والتهريب، فضلاً عن الهجمات التي تستهدف قوات المعارضة.

وبعد أن شنت مجموعة «جند الأقصى» عددًا من الغارات على حركة «أحرار الشام» الإسلامية في بداية سنة 2017، تصاعد الخلاف بين الحركتين، حيث تحالفت حركة «أحرار الشام» الإسلامية مع مجموعات من الجيش السوري الحر ضد مجموعة «جند الأقصى»، لتندلع جملة من المعارك انتهت بحل مجموعة «جند الأقصى». ونتيجة لذلك، فر عدد من عناصر هذه المجموعة إلى مدينة الرقة.

وفيما كانت مدينة الموصل، التي تعد ثاني أكبر مدينة عراقية، قد وقعت منذ سنة 2014 تحت سيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية». ومنذ أيام، أعلنت الأجهزة الأمنية العراقية عن تحرير المدينة بعد تسعة أشهر من العمليات العسكرية.

ومؤخرًا، راجت على مواقع التواصل الاجتماعي صور توثق لحظة اعتقال فتاة من قبل القوات العراقية في مدينة الموصل. بينما أفادت بعض المصادر أن هذه الفتاة «شيشانية أو معتقلة إيزيدية». كما أفادت مواقع إخبارية عراقية أنه تم اعتقال فتاة ألمانية، ومن المؤكد أنها «ليندا».

ونشرت «فيان دخيل»، النائبة عن التحالف الكردستاني في العراق، عبر حسابها في تويتر صورة  للفتاة وقالت إنها ألمانية عملت قناصًا لدى «الدولة الإسلامية» في معركة الموصل الاخيرة.

وصرحت النائبة العراقية في مقابلة مع «دويتشه فيللا» أن الفتاة ألمانية الجنسية وأن مصادر موثوقة من المخابرات العراقية أبلغتها شخصيًا بذلك. وقالت «دخيل» إنها شخصيًا أرسلت وفدًا إلى بغداد للتأكد من جنسية الفتاة بعد أن شكك البعض بأنها فتاة إيزيدية مختطفة من قبل «الدولة الإسلامية»، وليست مقاتلة، ما أكسبها الكثير من التعاطف على الشبكات الاجتماعية.

وقالت السياسية العراقية لـ«DW» عربية إن الأجهزة الأمنية لا تزال تحقق مع الفتاة ولمعرفة إذا ما كان لديها شركاء، ولذلك فإن أية معلومات أخرى وبياناتها الخاصة لا يزال محظور تداولها.

المصدر | الخليج الجديد + هافينغتون بوست

  كلمات مفتاحية

الموصل العراق حسناء الموصل فتاة ألمانية قناصة الدولة الإسلامية أحرار الشام جند الأقصى