«روحاني» يلتقي قادة «الحرس الثوري».. تهدئة وانصياع وترتيب للحكومة

الثلاثاء 25 يوليو 2017 08:07 ص

التقى أمس، الرئيس الإيراني «حسن روحاني»، خمسة من كبار قادة الحرس الثوري في محاولة لنزع التوتر، مطالبا القوات العسكرية بحفظ «الانسجام والوحدة في النظام»، وذلك بعدما شهد الشهر الماضي تلاسنا شديد اللهجة بين الجانبين.

حضر اللقاء القائد العام «محمد علي جعفري»، وقائد فيلق القدس «قاسم سليماني» وقائد الباسيج «غلامحسين غيب برور»، وقائد الوحدة الصاروخية (جو الفضاء) «أمير علي حاجي زادة»، وقائد قاعدة ثارالله المسؤولة عن أمن طهران في الأوضاع المتأزمة «إسماعيل كوثري»، بحسب صحيفة «الشرق الأوسط».

وعلى خلاف التلاسن بين الجانبين عبر وسائل الإعلام الشهر الماضي، والذي كشف عن عمق الخلافات بين «الحرس الثوري» والحكومة، أشار التقرير الرسمي الذي تناقلته وكالات الأنباء الرسمية إلى أجواء ودية سادت اللقاء، دون الكشف عن التفاصيل.

ودفع «روحاني» بالتهدئة مع قادة الحرس الثوري، وذلك في وقت يقترب من إعلان حكومته الثانية بعدما يؤدي القسم الدستوري أمام البرلمان في 5 أغسطس/آب المقبل.

واعتبر مراقبون، هذا اللقاء محاولة من «روحاني» لإرضاء المرشد الأعلى «علي خامنئي» الذي وجه انتقادات لاذعة لرئيس البلاد في الفترة الماضية، والذي يتطلع الإيرانيون لمعرفة موقفه من الحكومة المرتقبة.

ويمارس الحرس الثوري، ضغوطا على الحكومة الإيرانية في وزارات سيادية هي الأمن والدفاع والداخلية والنفط.

وبينما رجحت أوساط مقربة من «روحاني»، استمرار وزير الدفاع الحالي «حسين دهقان» وهو من قادة الحرس الثوري، ذكرت مصادر إيرانية أن «روحاني» يتطلع لتعيين أحد قادة الجيش في منصب وزير الدفاع.

بحسب التقرير، أبدى «روحاني» استعداده لتقديم الدعم في الحكومة المقبلة «لخدمات الحرس الثوري على صعيد مهامه».

كما طلب من قادة الحرس الثوري «حفظ الوحدة والتماسك بين جميع القوى وأجهزة النظام للعمل بتوصيات المرشد الإيراني».

وعبّر «روحاني»، خلال اللقاء، عن أمله في أن تؤدي الجهود المنسقة بين جميع القوات المسلحة في فترة الحكومة المقبلة التي سيشكلها وشيكا إلى الإسراع في تحقيق مطالب الشعب.

ومنذ توليه ولاية ثانية قبل أشهر، يواجه «روحاني»، سيلاً من الاتهامات والمضايقات من المرشد حتى أن المتحدث باسم الحكومة «محمد باقر نوبخت»، كشف أن «روحاني» سيشكل حكومة «غير حزبية».

ونقلت وكالة «إرنا» عن «نوبخت» قوله إن «الهدف من تشكيل هكذا حكومة هو إشراك كل من التيارات الإصلاحية والأصولية والمعتدلة في الحكومة المقبلة من أجل تلبية مطالب الشعب».

وشدد «روحاني» خلال اللقاء، على أهمية أن «يؤدي تعزيز القدرات القتالية للحرس والجيش، من خلال استخدام التقنيات الحديثة إلى ضمان الامن القومي للبلاد أكثر مما مضى».

وتمسك «روحاني»، بشكل ضمني بتكرار مواقفه السابقة التي تطالب بعدم التداخل بين الأجهزة في النظام، عندما طالب بضرورة «شفافية جميع الأجهزة والمؤسسات المسؤولة في مجال تخصصها».

خلافات عميقة

وشهد الشهر الماضي، ذروة الخلافات بين «روحاني» و«الحرس الثوري» منذ وصوله إلى منصب الرئاسية في أغسطس/آب 2013.

هاجم الرئيس الإيراني، سياسات الحرس الثوري على الصعيد الاقتصادي والإعلامي والسياسي ووصف الجهاز العسكري بـ«الحكومة التي تملك البندقية» في إشارة إلى مزاحمة «الحرس الثوري» لصلاحيات الحكومة الإيرانية.

وكان «روحاني» في حملة الانتخابات الرئاسية، وجه انتقادات لاذعة إلى الحرس الثوري لكشفه عن مستودعات للصواريخ الباليستية، إضافة إلى مناورات جرت في الشهر الأول من دخول الاتفاق النووي حيز التنفيذ، متهما «الحرس» بمحاولة عرقلة حكومته بعد رفع العقوبات كما اتهم الجهاز العسكري بالتدخل في الانتخابات والسياسة عبر فتح قواعده العسكرية لدعم خصمه المحافظ «إبراهيم رئيسي».

وكان الخلاف حول الجهة التي أصدرت أوامر إطلاق ستة صواريخ باليستية الشهر الماضي، من بين محاور الخلاف بين الحكومة و«الحرس الثوري»، وأصر كل طرف منهما على صحة روايته عن الحدث.

سبق ذلك مواقف متباينة بين الحكومة والحرس الثوري حول هجوم استهدف مقر البرلمان ومرقد «الخميني»، نفذه مسلحون إيرانيون ينتمون إلى تنظيم «الدولة الإسلامية».

وبعد أسابيع من إطلاق الصواريخ، في مؤشر إلى رفض «روحاني» انفراد «الحرس الثوري» بتسجيل الهجوم على مواقع في سوريا فضلا عن الصناعة الصاروخية، قال «روحاني» إن حكومته تمول برنامج الصواريخ وتدفع الرواتب وتقدم السلاح للقوات الإيرانية في العراق وسوريا.

وفي المقابل، تسببت مواقف «روحاني» في موجة غضب بين قادة «الحرس الثوري»، حيث بدأ الهجوم من قائد الحرس الثوري الذي توعد حكومته بالهزيمة والخذلان أمام الأعداء إن لم تملك البندقية، ونصح «روحاني» بعدم الهروب إلى الأمام من المشكلات الداخلية.

وقال مخاطبا «روحاني» إن «البعض يصفنا بأهل البندقية، أمر البندقية هين نحن نملك الصواريخ».

  كلمات مفتاحية

خلافات حسن روحاني الحرس الثوري إيران المرشد الإيراني