42 مليون دولار تكلفة إجراءات مصرية لعودة السياحة.. بلا نتيجة

الأربعاء 2 أغسطس 2017 11:08 ص

إجراءات رباعية منذ 19 شهرا في ثلاثة مطارات مصرية، تكلفت 42 مليون دولار، لم تسفر حتى الآن، إلى أي تقدم في عودة السياحة الروسية أو البريطانية للبلاد من جديد.

وعلى الرغم من هذه الإجراءات التي تلت حادث سقوط الطائرة الروسية بسيناء في أكتوبر/تشرين الأول 2015، إلا أن الحكومة البريطانية ما زالت غير راضية عن الإجراءات الأمنية التي تم اتخاذها، وترفض حتى الآن السماح لمواطنيها بالعودة لزيارة مصر.

كما أن الحكومة الروسية وضعت مزيدا من الشروط أمام استئناف الرحلات الجوية إلى البلاد.

وشهدت الإيرادات السياحية في مصر تراجعا بنسبة 12.8% في الأشهر التسعة الأولى من العام المالي 2016 – 2017، كما تراجعت الإيرادات إلى 2.8 مليار دولار، مقارنة بنحو 3.3 مليار دولار في الفترة ذاتها من العام السابق.

ولا تزال السلطات المصرية، تسعى لتكثيف إجراءاتها على أمل استعادة جزء من السياح واستئناف رحلات الطيران خاصة الروسي إلى مصر.

وبحسب «الأناضول»، شهدت مطارات مصر منذ نحو 19 شهرا إجراءات تأمينية رباعية ومكثفة لزيادة أجواء التأمين، هي «تركيب أجهزة بصمة متطورة للعاملين»، و«زيادة السعة التخزينية لكاميرات المراقبة»، و«تزويد المطارات بأجهزة فحص وكشف متطورة»، و«تكثيف الإجراءات الأمنية».

وفي 31 أكتوبر / تشرين الأول 2015، تحطمت الطائرة الروسية بعد وقت قصير من إقلاعها فوق شبه جزيرة سيناء (شمال شرق) وقتل كل من كان على متنها وعددهم 224 من الركاب وأفراد الطاقم، وإثر ذلك أوقفت موسكو رحلاتها إلى القاهرة حتى الآن.

وفي 29 مارس / آذار 2016، أعلنت وزارة الطيران المدني المصرية خطف طائرة تابعة لها من مطار برج العرب (شمال) أثناء رحلتها الداخلية المتجهة لمطار القاهرة، قبل أن تتم السيطرة على الخاطف في مطار قبرص الرومية دون ضحايا.

وفي عام 2016، تراجع إجمالي عدد السياح الوافدين إلى مصر بنسبة 42% خلال العام الماضي، خاصة بعد توقف الرحلات الجوية من روسيا، ليصل إلى 5.4 ملايين سائح، مقابل 9.3 ملايين سائح عام 2015 بحسب بيانات رسمية، رغم أن مصر تعوّل على السياحة باعتبارها أحد أهم مصادر العملة الصعبة.

التأمين الرباعي

وعن الإجراءات الأربعة البارزة التي اتخذتها السلطات المصرية، فهي:

1- تركيب أجهزة البصمة البيومترية الخاصة، التي تمنع العاملين في المطار من الدخول إلى غير الأماكن المصرح لهم بالتواجد بها.

2- دعم بوابات ومنافذ صالات المطارات بأجهزة فحص وكشف متفجرات متطورة (X Ray) والتي تظهر محتويات الحقائب من جميع الجهات، وهي شديدة الحساسية لأي مواد تمثل خطورة على سلامة الركاب والطائرات.

3- زيادة السعة التخزينية لكاميرات المراقبة على الأسوار وداخل الصالات إلى ٣٠ يوما، بدلا من 7 أيام فقط.

4- تكثيف نقاط التأمين والتفتيش على مداخل ومخارج المطارات وصالات السفر والوصول، والاستعانة بشركة أمن خاصة مصرية لتأمين مطار شرم الشيخ (شمال شرق)، وهي المرة الأولى التي تتولى فيها شركة خاصة أمن مطار في البلاد، الأمر الموكل بالأساس لوزارة الداخلية.

ووفق تصريحات صحفية لمصادر في وزارة الطيران المصرية، برزت الإجراءات التأمينية الأربعة في 3 مطارات أولها المطار الرئيسي للبلاد، وهو «القاهرة الدولي»، ومطاران في مدينتين سياحيتين هما: «الغردقة» (شرق) و«شرم الشيخ» (شمال شرق).

بخلاف التشديد الأمني وتكثيف إجراءاته في باقي المطارات، حيث تضم مصر 22 مطارا مدنيا، هي مطار القاهرة الدولي والذي يتبع شركة ميناء القاهرة الجوي، و21 مطارا وتتبع «الشركة المصرية للمطارات» (حكومية) التابعة لوزارة الطيران المدني، من بينها 19 رئيسيا و2 بنظام الـ B.O.T (الاستثماري)، وهما مطارا «مرسى علم» و«العلمين» (غرب).

وقالت المصادر إن «الإجراءات التأمينية بالمطارات لا سيما الرئيسية مكثفة للغاية، وتتوافق مع المعايير الأمنية بالمطارات الدولية».

تكاليف باهضة

وفي تصريحات صحفية سابقة، قال «شريف فتحي» وزير الطيران المدني، إن هناك خطة تأمين المطارات على ثلاث مراحل، مشيرا إلى أن تكلفة المرحلة الأولى منها بلغت 42 مليون دولار (دون تفاصيل أكثر).

وأضاف:  «التزمنا بكافة المعايير الأمنية في المطارات المصرية».

وواجهت مصر مخاوف مستمرة من عدم القدرة على تأمين مطاراتها، غير أن السلطات المصرية كانت تؤكد باستمرار أن مطارات العالم تقع فيها حوادث، وأنها مستمرة في إجراءاتها التأمينية المكثفة لمواجهة أي تهديد ولسد أية ثغرة أمنية.

زيارات تفقدية

أثناء رحلة زيادة الإجراءات الأمنية في مطارات مصر، واجهت القاهرة منذ الحادث الروسي 18 زيارة تفقدية لوفود دولية، ولجان تفتيش بينها 3 حيل روسية.

ووفق الرصد، كان النصيب الأكبر للروس حيث وصل على مدار الأشهر الماضية 6 وفود روسية في أشهر يناير/كانون الثاني، وسبتمبر/أيلول، وديسمبر/كانون الأول عام 2016، إضافة إلى أشهر يناير/كانون الثاني، وفبراير/شباط، ويوليو/تموز 2017.

في حين وصل 12 وفدا دوليا ضمن زيارات تفقدية، أحدثها وفدان أمريكي وبريطاني في يوليو/تموز الماضي.

وفي شهر مايو/أيار الماضي، زار وفدان بريطاني وفرنسي.

وفي عام 2016، زار وفد كندي في أغسطس/آب، وآخر بريطاني في يوليو/تموز، ووفدان تركي وألماني في مارس/آذار، ووفد كندي في فبراير/شباط، وآخر بريطاني في يناير/كانون الثاني.

حيل روسية

يذكر أنه في فبراير/شباط الماضي، قام وفد أمني روسي أثناء تفقده الإجراءات الأمنية في مطار القاهرة، بـ3 حيل مختلفة لاختراق بوابات تأمين المبنى، مستخدما عبوات هيكلية ودوائر كهربائية تستخدم في التفجير، غير أن شرطة تأمين المطار تمكنت من كشف تلك المحاولات، وفق تقارير صحفية مصرية.

وفي هذا الصدد، قال «شريف فتحي» وزير الطيران المدني في تصريحات صحفية مؤخرا، إن إجراءات مراقبة تأمين المطارات لم تنتقص من هيبة الدولة في شيء (..) ونرحب بمن يريد أن يطمئن على الحالات الأمنية بالمطارات المصرية فهذا حقّ تضمنه التشريعات الدولية.

من جانبه، صرح نهاية الشهر الماضي نائب وزير النقل الروسي «فاليري أوكولوف» أن بلاده تكثف الاتصالات مع مصر بشأن استئناف الرحلات الجوية بين البلدين، دون أن يحدد موعدا لذلك.

خطوات للأمام

وفي قراءته لتلك الإجراءات التأمينية، قال «محمود فيصل» الخبير المصري في شؤون السلامة الجوية: «بالتأكيد هذه خطوات للأمام وأية زيادة في الإجراءات التأمينية تعزز من الموقف والترتيب العالمي لمطارات مصر».

وأضاف: «إجراءات التأمين في مطارات وفق معلوماتي تمت وفق إجراءات علمية وفنية عالية جدا (..) تجعلها أعلى من مطارات كثيرة (لم يسمها) في أوروبا وهذا واقع وليس انحيازا لمصر».

وتابع: «الاعتماد على أفراد من شركات أمن خاصة في شرم الشيخ والنية لتكراره في أكثر من مطار خطوة مهمة ومفيدة لأنها تحقق هدفين، الأول وجود المتخصص في التأمينات والثاني استغلال قوات الشرطة في ترتيبات أمنية أفضل».

وتعول مصر في تعافي اقتصادها إلى حد كبير على إنعاش قطاع السياحة الذي زادت معاناته إثر وقف الرحلات الروسية.

وتعاني مصر من نقص في مواردها من العملة الأمريكية وسط تراجع إيرادات السياحة وقناة السويس (المجرى الملاحي العالمي) وتحويلات المصريين في الخارج والاستثمارات الأجنبية المباشرة.

المصدر | الخليج الجديد + الأناضول

  كلمات مفتاحية

السياحة مصر عودة الطيران الطائرة الروسية مطارات إجراءات أمنية