استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

عن السـلطة وانـتـفاضة القـدس والأقـصى

الخميس 3 أغسطس 2017 05:08 ص

التحقت قيادة السلطة متأخرة بانتفاضة الأقصى الأخيرة، وهو أمر لا مراء فيه، وكانت الهاشتاجات والهتافات المحدودة التي منحتها الفضل بلا قيمة من الناحية العملية، لأن الكل يعرف أن المقدسيين هم من صنعوا الملحمة، ولولاهم لمرّ كل شيء مرور الكرام، وساندهم بقية الفلسطينيين دون شك.

هذا الأمر لا ينطبق بالضرورة على كوادر حركة فتح، الذين كانوا مثل الآخرين جزءاً لا يتجزأ من العمل الشعبي المنخرط والمساند للانتفاضة في القدس وخارجها، وبالطبع لأنهم أكثر قرباً من الناس، ويدركون معنى التخاذل في موقعة من هذا النوع.

هذه السطور ليست لأجل التصنيف، فما يعنينا هو استكمال المسيرة، والبحث عن سؤال المستقبل، إذ أن النصر الجميل الذي تحقق بفرض التراجع على الغزاة، لا يغير في حقيقة أن الاحتلال ما زال يجثم على كل الأرض الفلسطينية، وهو لن يتوقف عن استهداف الضفة والقدس والأقصى بالاستيطان والتهويد، ولن يغير في برنامجه الذي يحظى بالإجماع داخلياً، وعنوانه مقولة بن جوريون الشهيرة: «لا معنى لإسرائيل بدون القدس، ولا معنى للقدس بدون الهيكل».

في سؤال المستقبل، لا يبدو أن أمام الشعب الفلسطيني خيارات كثيرة في مواجهته للاحتلال، بل هما خياران اثنان:

الأول هو المضي في برنامج التيه الذي تابعناه منذ 2004 وحتى الآن، ممثلاً في التركيز على بناء سلطة تخلص الاحتلال من وجهه القذر، والتعويل على خيار تفاوضي يُجمع كل العقلاء -وربما غير العقلاء أيضاً- على أنه لن يؤدي إلى حصول الفلسطينيين على ما تسميه قيادة السلطة «الثوابت»، بل ما هو أقل منها، بدليل أنها هي ذاتها قد عرضت ما هو أفضل منها على الاحتلال، كما كشفت وثائق التفاوض الشهيرة، لكنه أبى واستكبر.

أما الخيار الثاني، فيتمثل في المسار الذي اختطته جميع الشعوب الحرة في مواجهة الاحتلال، ممثلاً في المقاومة، وجعل الاحتلال مكلفاً على كل صعيد، من أجل فرض الرحيل عليه.

وإذا كان الحديث عن تحرير كل فلسطين قد خرج من تداول كثيرين، مع أنه لن يخرج من وعي جماهير الأمة بحال، فلا أقل من الإجماع على انتفاضة شاملة وفق برنامج دحر الاحتلال من دون قيد أو شرط من الأراضي المحتلة عام 1967. 

للتذكير فقط، فقد أجمعت الدوائر الصهيونية على أن أحد أهم أسباب التراجع الأخير لنتنياهو، إنما يتعلق بتحذير المستويات الأمنية والعسكرية الصهيونية من كارثة «انتفاضة ثالثة»، ما يعني أن هذه الانتفاضة ليست كارثة على الفلسطينيين، بل على الاحتلال، مع أن التضحيات ستكون كبيرة دون شك، ولكن من قال إن التحرر يمكن أن يكون سهلاً ومعقماً وبلا ثمن؟!

وهل كان كذلك في تجارب الشعوب؟! كي يكون في واحد من أكثر الصراعات تعقيداً في التاريخ الحديث.

سنكون في غاية السعادة إذا أعادت القيادة الفلسطينية النظر في مسارها، وبوسعها أن تفعل بجعل السلطة في الضفة وغزة سلطة إدارية فقط، تُدار بالتوافق، بينما تدير الفصائل مجتمعة قيادة الانتفاضة في مواجهة الاحتلال، بالطريقة التي يمكن التفاهم عليها.

هل ما زال هناك أمل؟

لسنا متفائلين، لكننا نأمل ونتمنى، بل نناشد قادة وكوادر «فتح» أن يضغطوا في هذا الاتجاه، لعل وعسى.

* ياسر الزعاترة كاتب صحفي أردني/ فلسطيني 

المصدر | العرب القطرية

  كلمات مفتاحية

السلطة الفلسطينية القدس انتفاضة الأقصى المقدسيون كوادر حركة فتح تراجع الغزاة الاحتلال الإسرائيلي فلسطين الاستيطان والتهويد