كشفت مصادر دبلوماسية خليجية أن الكويت أعربت عن استعدادها لتقديم ضمانات مشتركة مع الولايات المتحدة الأمريكية إلى الدول الأربع المحاصرة لقطر، وذلك في مسعى جديد لحل الأزمة الخليجية.

ونقلت صحيفة «الراي» الكويتية عن المصادر، أن ملامح اختراق للأزمة الخليجية في ظل أجواء إيجابية نتجت عن جهود أمير الكويت الشيخ «صباح الأحمد الجابر الصباح»، خلال اليومين الأخيرين.

ووفق الصحيفة، أوضحت المصادر أن العاهل البحريني الملك «حمد بن عيسى آل خليفة» أعرب عن تأييده التام لجهود أمير الكويت، قائلا: «اللي يشوفه الشيخ العود حنا معاه».

وكان «الصباح» قد أرسل رسالة خطية بيد مبعوث له إلى السعودية ومصر وعمان والإمارات والبحرين، خلال الـ48 ساعة الماضية، تضمنت آخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، والقضايا ذات الاهتمام المشترك، وأهمها إطلاق حوار مع الدوحة لحل الأزمة الخليجية وبضمانات دولية.

وذكرت الصحيفة أن أجواء اللقاءات كانت إيجابية جدا، وأن الكويت حريصة على تدوير الزوايا والبناء على المشتركات بهدف إطلاق حوار مباشر بين السعودية والإمارات والبحرين ومصر من جهة، وقطر من جهة ثانية، مشيرة إلى حرص الكويت على الحفاظ على البيت الخليجي ككيان موحد في مواجهة التحديات التي تعصف بالمنطقة.

وأوضحت المصادر أن رسائل أمير الكويت إلى قادة الدول الخمس أكدت ضرورة تجاوز الأشقاء خلافاتهم للحفاظ على منظومة «مجلس التعاون» ككيان يحفظ دول المجلس وشعوبها.

وقالت المصادر إن تلك الخطوة لاقت ارتياحا كبيرا لدى المسؤولين الذين التقاهم الوسيط الكويتي، في ظل الثقة المطلقة التي تتمتع بها الكويت من الأطراف كافة، مشيرة إلى أن المسؤولين الذين التقاهم الوفد الكويتي أكدوا دعمهم التام لجهود أمير الكويت، وأن الوساطة الكويتية هي الوحيدة القابلة للحياة والنجاح.

وفي ذات السياق، كشفت المصادر أن الكويت سترسل وفودا في الفترة المقبلة إلى كل دول «مجلس التعاون» لضمان حضور كل الزعماء القمة الخليجية المقبلة بهدف إنجاحها.

من جهة أخرى، عبرت مصادر دبلوماسية الكويتية عن تفاؤلها بشأن الأزمة الخليجية، وإطلاق حوار مباشر بين الأطراف، وهو ما تؤيده أيضا الولايات المتحدة التي تحركت بدورها دعما للوساطة الكويتية، عبر إيفاد مبعوثين إلى المنطقة.

وقد وصل المبعوثان الأمريكيان الجنرال المتقاعد «أنتوني زيني» ومساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى «تيم لينديركينغ»، أمس الثلاثاء، إلى جدة في ثاني محطات جولتهما في المنطقة.

وأفادت مصادر صحفية بأن المبعوثين سيصلان الدوحة، اليوم الأربعاء، وسيلتقيان وزير الخارجية القطري الشيخ «محمد بن عبدالرحمن آل ثاني»، ومن المقرر أن يزورا الدول نفسها التي يزورها مبعوثا أمير الكويت.

وكان نائب وزير الخارجية الكويتي «خالد الجارالله»، قد استقبل، ليل الاثنين الماضي، المبعوثين الأمريكيين وبحث معهما جهود الكويت وواشنطن لحل الأزمة.

وأكد المسؤولان، خلال اللقاء استمرار دعم بلادهما لمساعي الكويت ومضاعفة الجهود لإنجاحها.

ومن المنتظر أن يزور أمير الكويت الولايات المتحدة في 6 سبتمبر/أيلول المقبل، وفق ما أوردته «وكالة الأنباء الكويتية» (كونا)، وستكون الأزمة الخليجية على رأس الملفات التي سيبحثها مع الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» في واشنطن.