بأمر «هادي» وضغط إماراتي.. «بن دغر» و«المفلحي» في السعودية

السبت 12 أغسطس 2017 06:08 ص

استدعى الرئيس اليمني «عبد ربه منصور هادي»، رئيس حكومته «أحمد عبيد بن دغر»، ومحافظ عدن «عبدالعزيز المفلحي»، إلى السعودية.

وأفادت مصادر محلية في عدن، اليوم، بأن «بن دغر» غادر المدينة إلى جانب «المفلحي»، إلى السعودية حيث يوجد «هادي»، وغالبية قيادات الحكومة اليمنية.

ونقلت وكالة الأنباء اليمنية عن «بن دغر»، قوله لدى مغادرته، إلى أن المغادرة تأتي تنفيذاً لتوجيهات رئاسية.

وأضاف: «نغادر عدن هذه المدينة الرائعة وأهلها الطيبين، وقلوبنا وعقولنا معها ومعهم، وسنظل معها، نتابع مهامنا ونراقب كل صغيرة وكبيرة فيها لكي تستمر الخدمات (كهرباء ومشتقات نفطية وصحة عامة ومياه وكل الخدمات في المستوى المطلوب)، انطلاقاً من مسؤوليتنا، والتزاماً منا بواجبنا».

وكتب «بن دغر»، في تغريدة له على «تويتر»: «نغادر هذه المرة عاصمة اليمن المؤقتة والظروف فيها أفضل من أي وقت مضى، لقد أثمرت جهودنا خلال عام كامل من الإعداد والتحضير والمتابعة والمناقصات وتوفير المال، وتنظيم الجهود، من تحقيق إنجازات ملموسة على الأرض، وافتتاح مشاريع، ووضع حجر أساس لأخرى، مقرات دولة، ومقرات مؤسسات، ولكن غيابنا لن يطول يا عدن».

وكشفت مصادر إعلامية في عدن، أن ضغوطاً مارستها الإمارات العربية المتحدة، تقف وراء المغادرة المفاجئة، لرئيس الحكومة اليمنية، ومحافظ عدن، إلى السعودية.

ونقل موقع صحيفة «عدن الغد»، عن مصادر في الحكومة الشرعية، لم يسمها، أن ضغوطاً مكثفة تعرض لها «هادي» خلال الأيام الماضية، بهدف إقالة محافظ عدن، وأن هذه الضغوط وراء استدعاء «هادي» لرئيس الحكومة ومحافظ عدن.

وحسب المصادر، فإن الإماراتيين طالبوا باستبدال «المفلحي» بشخصية أخرى، إلا أن «هادي» رفض هذه الضغوط، ودافع عن قراره بتعيين «المفلحي».

وكان «المفلحي»، قد أطلق تصريحات منذ نحو أسبوع، تناول فيها، الدور الإماراتي، وشن هجوماً ضمنياً على أطراف محلية مدعومة منها في المدينة، وأعلن رفض «الوصاية» من أي طرف.

وكان «بن دغر» و«المفلحي» قد عادا إلى عدن التي تصفها الحكومة الشرعية بـ«العاصمة المؤقتة» منذ أكثر من شهرين، وأشرف الأول على افتتاح عدد من المشاريع، بما في ذلك مقرات حكومية ومشاريع، أبرزها الكلية العسكرية.

وتزايدت في الآونة الأخيرة جملة واسعة من الاتهامات والانتقادات الموجهة لدولة الإمارات في مجال حقوق الإنسان أو دورها في الموانئ والجزر والمواقع الاستراتيجية اليمنية، في حين تؤكد أبوظبي أن دورها يأتي في سياق «التحالف العربي» دون أي سياق خاص بها، وأنها تقدم خدمات تنموية كبيرة لا تزال الحكومة اليمنية غير قادرة على تلبيتها.

وشهدت الفترة الأخيرة دورا بارزا للإمارات في تغذية التوجهات المناطقية في المحافظات الجنوبية، إضافة إلى تأسيس هوية وعقيدة عنصرية للقوات التي تم تشكيلها في الجنوب، وبما يشكل طعنة في خاصرة الوحدة والشرعية.

ورغم أن الخلافات بين «هادي» والإمارات تبدو قديمة، إلا أن خروجها للعلن بشكل واضح تمثل في واقعتين خلال الأشهر الأخيرة؛ الأولى في الاشتباكات التي جرت في محيط مطار عدن، بتاريخ 12 فبراير/شباط الماضي، عندما أقال الرئيس اليمني قائد القوات المكلفة بحماية المطار المقدم ركن «صالح العميري»، أحد رجال الإمارات.

وكانت الواقعة الثانية بتاريخ 27 أبريل/نيسان الماضي، عندما أقال الرئيس اليمني محافظ عدن «عيدروس الزبيدي» ووزير الدولة «هاني بن بريك»، وهما من أهم رجال الإمارات في الجنوب اليمني.

وتحاول الإمارات ضمان بقاء ثابت ومستدام لنفوذها على باب المندب، الممر المائي الاستراتيجي، حيث تسعى لضمان أن تكون أي سلطة في جنوب اليمن موالية لها، كما أنها تسعى لتعزيز تواجدها في جزيرتي سقطرى وميون اليمنيتين، اللتين تتحكمان في مضيف باب المندب.

وتهدف الإمارات أيضا لضمان عدم وجود دور مستقبلي مؤثر لحزب «التجمع اليمني للإصلاح»، وذلك ضمن التقدير الإماراتي العام لخطورة عودة جماعة «الإخوان المسلمون» إقليميا لممارسة دور في توجيه السياسة بالمنطقة، إضافة إلى مساعيها للقضاء على تنظيم «القاعدة» في اليمن كونه أيضا يمثل تهديدا مباشرا من وجهة النظر الإماراتية.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

عبدالعزيز المفلحي بن دغر اليمن ضغوط إماراتية التحالف العربي عدن