«القدس العربي»: صراع الإخوة الأعداء في اليمن!

الاثنين 21 أغسطس 2017 08:08 ص

ذكرت صحيفة «القدس العربي» أن  جماعة «أنصار الله» (الحوثيون) تبادلت وأنصار الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح في الأيام الأخيرة الماضية اتهامات خطيرة، فزعيم «أنصار الله»، عبد الملك الحوثي، قال السبت الماضي إن جماعته «تتلقى طعنات في الظهر»، وأن الحوثيين «رجال سلام وليسوا رجال استسلام» مستبقاً مهرجانا في صنعاء يقيمه «حلفاؤه» في الجناح الموالي لصالح من حزب المؤتمر الشعبي.

وأكدت الصحيفة أنه كان لافتاً في اليوم التالي لتصريحات الحوثي قيام «مجهولين» فجر الأحد بتمزيق عدد من اللوحات العملاقة التي نصبت وسط العاصمة اليمنية وتحمل صورا لصالح وشعارات الحزب، رغم أن اللوحات تلك كانت محروسة بعشرات الجنود والمسلحين.

مقربون من الحزب اتهموا الحوثيين طبعاً بالفعلة وقال أحد الصحافيين المقربين من صالح مخاطبا الحوثيين: «لن تحكمونا» بهذه الطريقة، كما ردّ الحزب على لسان أمينه العام عارف الزوكا: «نحن لا نبيع الوطن ولا نشتريه»، كما ردّ على اتهامات الحوثيين لأنصار صالح بالفساد بأن حزبه «تنظيم ديمقراطي يحترم النظام والقانون».

ما دفع الحوثيين إلى التصعيد ضد حلفائهم من أنصار صالح، حسب الأنباء الواردة، هو التحشيد الذي يقوم به أنصار صالح لإظهار نفوذهم داخل العاصمة صنعاء خلال احتفالهم بذكرى تأسيس الحزب الـ35 الخميس المقبل، وهو ما دفع الحوثيين، في المقابل إلى دعوة أنصارهم للاحتشاد أيضاً على مداخل صنعاء في اليوم نفسه تحت شعار «التصعيد مقابل التصعيد»، وهو ما أدّى عمليّاً إلى مواجهة بالرصاص الحيّ ومقتل ثلاثة من الحوثيين على الأقل.

وأشارت صحيفة «القدس العربي» إلى أن تحشيد صالح لأنصاره في صنعاء لا يمكن أن يقدّم تفسيراً كافياً لاعتبار الحوثيين ذلك «طعنة في الظهر»، ولعلّ رد المؤتمر عليهم بالقول إنه «لا يبيع الوطن» يوضّح المسألة أكثر، فالواضح أن ثقة الحليفين ببعضهما البعض معدومة، فبين الحوثيين وصالح تاريخ طويل من الصراع الدمويّ، والسبب الوحيد الذي يمنعهما من استكمال الصراع العنيف المكشوف هو الخوف من أعدائهما المشتركين.

والحال إن وضع خصوم الحوثيين وصالح ليس أفضل فالحكومة اليمنية المعترف بها دوليا لا تستطيع عمليّاً حماية رئيسها، عبد ربه منصور هادي، من خطر الجماعات المسلّحة التي تتحكم بأمور العاصمة المؤقتة عدن، وبعض هذه الجماعات ترتبط مباشرة بالإمارات العربية المتحدة والتي تعمل على خطوط أمنية وسياسية معقدة، بينها دعم بعض حركات الانفصال الجنوبية، وتشكيل قوّات خاصة تابعة لها، وإدارة سجون ومعتقلات، وفي الوقت نفسه الحفاظ على علاقة مع علي صالح من خلال ابنه المقيم في الإمارات.

وتابعت «القدس العربي»: كما أن الأنباء التي نشرناها الأسبوع الماضي عن تشكيل قوّة حماية سعودية لعبد ربه منصور هادي لحمايته من القوى الموالية للإمارات، دليل آخر على حصول تصدّع في جبهة الحليفين الأساسيين داخل اليمن وهو ما يعكس نفسه بأشكال عديدة منها، على سبيل المثال، ما حصل السبت الماضي، حين فضّت قوة أمنية تابعة لشرطة عدن اعتصاما مسلحاً لعناصر المقاومة الشعبية الجنوبية بعد اغتيال أحد قادتهم، حسين قماطة، في أحد فنادق العاصمة، ما أدى لاتهامهم شرطة عدن بالعملية، وقد استخدمت في عملية فض الاعتصام أسلحة خفيفة ومتوسطة وغطّتها طائرات الأباتشي التابعة لدول التحالف العربي.

وهذا كلّه يحيلنا إلى ما قاله مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن، إسماعيل ولد الشيخ، في إفادة أمس، بأن اليمن يمر بفترة حرجة ومأساوية يدفع فيها المدنيون ثمنا رهيبا لصراع لا ينتهي على السلطة.

المصدر | القدس العربي

  كلمات مفتاحية

اليمن جماعة «أنصار الله» الحوثيون علي عبدالله صالح حزب المؤتمر الشعبي شعار «التصعيد مقابل التصعيد» الشرعية اليمنية ميليشيات الإمارات قوة حماية سعودية