ناشط حقوقي سعودي يؤكد صحة «تجسس دليم»

الأربعاء 30 أغسطس 2017 03:08 ص

أكد الناشط الحقوقي السعودي «يحيى عسيري» صحة ما يتم نشره على «تويتر» عن تاريخ المستشار في الديوان الملكي السعودي «سعود القحطاني»، في عمليات الاختراق الإلكترونية (الهاكر).

وقال «عسيري» في تغريدة على «تويتر»: «ما يتم نشره عبر الحسابين @HIAHY @3issaqtr مهم وخطير»، في إشارة لحسابي المغرد القطري «عيسى بن ربيعة»، والسعودي «تاريخ وذكريات»، اللذين كشفا تاريخ القحطاني.

وأضاف «عسيري»: «لم أنشر إلا بعد التثبت وكوني أراجع وثائق ويكيليكس فقد وجدت مراسلات عام 2012 جريمة».

ونشر الناشط الحقوقي جزءا من نص مكتوب له قال فيه: «ورأيت تغريدات حول هذا ولأني ضد نشر الفضائح التي لا تضر بالآخرين وأدعو لكشف كل الجرائم التي تطال الناس وتضر بهم، وحيث كانت التغريدات والرسائل تتحدث عن اختراق أجهزة ومنتديات وغرف بالتوك وتجسس، وبعدها ما يتبع ذلك من جرائم اعتقال وتعذيب لذا فكشف هذه الفضيحة واجب، ولكوني لا أشارك حتى أتثبت فلست جزءا من الصراعات الدائرة، ولكني منحاز للشعب والوطن، لذا فقد حرصت أشد الحرص على التثبت وكشف الحقيقة».

وأضاف: «وكوني أعمل على مراجعة وثائق ويكيليكس فقد وجدت أثناء البحث في الوثائق الإيطالية 2012 أن ما ينشر صحيح للأسف، وأن الديوان مارس هذا السلوك بخسة، وكان المذكور لشخص يدعى مصطفى مناع من شركة فريق الاختراقات الإيطالية يطلب منه زيارة للسعودية على حسابه، مصطفى طلب من سعود أن يراسله بإيميل رسمي، رد سعود أنه مكلف من الديوان الملكي وزوده....».

 

 

وعرض حساب «تاريخ وذكريات»، تاريخ «القحطاني» في القرصنة والتجسس، مؤكدا ذلك بصور إيضاحية أرفقها بتغريداته. (طالع: «تاريخ وذكريات» يفتح الصندوق المغلق لمسيرة «تجسس دليم»)

وبحسب المغرد السعودي، فإن «سعود القحطاني» بدأ التعامل مع مواقع «الهاكر» عام 2009، وبأسماء مستعارة.

وقال حساب «تاريخ وذكريات» إن أعضاء أحد مواقع الهاكر ظنوا أن «القحطاني» من الأسرة الحاكمة، أو أنه يملك بئر نفط، نظرا لإنفاقه الكبير على الموقع، من أجل تصدر المشهد وأيضا كسب ثقة كبار الهاكر، ما يسهل التعامل معهم،  بحسب التغريدات المنشورة.

ونشر الحساب سلسلة صور لطلبات «القحطاني» من القراصنة منها توفير 10 آلاف رقم جوال، لاستخدامها لتفعيل حسابات «تويتر»، وفي أخرى يطلب آلاف الزيارات إلى موقع إلكتروني.

وأكد المغرد أن «سعود القحطاني» طلب من الموقع في عام 2015، توفير خبراء في أمن المعلومات، وهو الوقت الذي تزامن مع إعلان صحيفة «سبق»، عن توفر فرص عمل في إحدى شركات أمن المعلومات، وبرواتب تصل إلى نحو 10 آلاف دولار، دون ذكر اسم الشركة.

وأشار الحساب إلى أن «القحطاني» كان يدخل لمواقع «الهاكر» باسم nokia2mon2، وتعرض أحد هذه المواقع للاختراق، ما أدى لنشر مراسلات دلت على لجوء المستشار في الديوان الملكي السعودي، لاختراق حسابات المعارضين، وغيرهم.

وكشفت إحدى المراسلات أن «القحطاني» طلب المساعدة في إيجاد حل لمشكلة يواجهها، إذ كان يريد التجسس وتسجيل الأصوات في أجهزة كمبيوتر ويرغب بحل يصعب اكتشافه، كما عرض 1500 دولار لمن يقرصن 3 حسابات بريد «هوتميل»، وشراء 100 ألف زائر وهمي، ومن ألف إلى ألفي حساب «يوتيوب» مفعلة لاستخدامها، كما طلب برمجة للتحكم بـ«الإعجابات» لمقاطع «يوتيوب».

خدمات تجسسية

ونشر ناشطون آخرون، معلومات من مواقع «الهاكر» ذاتها، تشير إلى طلب «سعود القحطاني»، اختراق حساب المغرد السعودي الشهير «مجتهد» عبر «تويتر»، مقابل 10 آلاف دولار.

بدوره، نشر المغرد القطري «عيسى بن ربيعة»، معلومات مشابهة حول القضية ذاتها، مضيفا أن «القحطاني» بات يتعامل مع «هاكينغ تيم» الإيطالية.

وقال «ربيعة»: «لاحظنا كيف التروجان موجه لأنظمة الويندوز وينزرع في الريجستري بمجرد دخولك المواقع اللي كان يستهدفها»، متابعا: «دليم يقوم بزرع برامج التجسس في المواقع وبمجرد دخولك للموقع تتحمل في جهازك ويبدأ التجسس واستخدمها ضد مواقع معارضيه، وكان دليم يتحدثون عنه في موقع الهاكرز أنه سعودي من الأسرة الحاكمة ودفيع جاد بمقابل خدمات التجسس والاختراقات».

وأضاف: «دليم لم يعين مستشارا إعلاميا في الديوان الملكي إلا بعد هذه الخدمات التجسسية الجليلة، والتي على أثرها حصلت اعتقالات كثيرة».

ونشر «ربيعة» نسخة من بريد إلكتروني مسرب من «ويكيليكس» يطلب خلاله «سعود القحطاني» المساعدة من مواقع «الهاكر».

وأطلق المغردون القطريون لهذه الفضيحة وسم «#تجسس_دليم»، وهو لقب يطلق في الخليج على الخادم الذي يقوم بالأعمال التي يأنف منها السيد، مثل شتم الآخرين وتشويه سمعتهم وغيرها من الأمور الدنيئة، وهو مستمد من قصة شعبية لخادم اسمه «دليم»، واللقب أطلقه القطريون والسعوديون على «سعود القحطاني» كونه يقوم بالأعمال التشويهية.

 و«القحطاني» مقرب من ولي العهد السعودي «محمد بن سلمان»، ويدير المخططات والحملات الإعلامية للأخير على مواقع التواصل، وبينها الهجمة الإعلامية الحالية ضد دولة قطر وأميرها، حسب ما ذكر مصدر خليجي مطلع، لـ«الخليج الجديد» في وقت سابق.

  كلمات مفتاحية

السعودية تجسس دليم قحطاني