المفوضية الأوروبية: أفعال تركيا تجعل انضمامها للاتحاد مستحيلا

الاثنين 4 سبتمبر 2017 02:09 ص

اعتبرت «المفوضية الأوروبية»، الأربعاء، أن أفعال السلطات التركية تجعل انضمام أنقرة لعضوية الاتحاد الأوروبي مستحيلا، وذلك بعد أن دعت المستشارة الألمانية «أنغيلا ميركل» لإنهاء محادثات الانضمام.

وقال متحدث باسم المفوضية في إفادة صحفية مقتبسا تصريحات أدلى بها رئيس المفوضية «جان كلود يونكر» قبل دعوة «ميركل» لوقف المحادثات: «تركيا تتخذ خطوات ضخمة تبعدها عن أوروبا، وهذا يجعل انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي مستحيلا».

لكنه أكد أن أي قرار بشأن وقف عملية الانضمام المتعثرة منذ فترة طويلة في أيدي الدول الثماني والعشرين الأعضاء بالاتحاد وليس المفوضية.

في الوقت نفسه، قال المتحدث باسم المستشارة الألمانية، الإثنين، إن تركيا ليست جاهزة للانضمام للاتحاد الآن.

وزادت «أنغيلا ميركل» من حدة لهجتها بخصوص تركيا خلال مناظرة ضمن حملتها الانتخابية مع منافسها الرئيسي «مارتن شولتز» زعيم الحزب الديمقراطي الاشتراكي، بعد أن تعهد بوقف مساعي أنقرة للانضمام إلى الاتحاد إذا انتخب مستشارا.

وقالت المستشارة الألمانية خلال مناظرة تليفزيونية مع خصمها في الانتخابات التشريعية المقررة في 24 سبتمبر/أيلول المقبل: «من الواضح أنه لا يجب أن تصبح تركيا عضوا في الاتحاد الأوروبي.. أنا لا أرى أن الانضمام قادم، ولم أؤمن يوما بأنه يمكن أن يحدث»، مضيفة أن المسألة تكمن في معرفة من «سيغلق الباب» أولا، تركيا أو «الاتحاد الأوروبي».

وأضافت في المناظرة، التي خرجت منها منتصرة بحسب أولى استطلاعات الرأي، أنها تريد «مناقشة وقف مفاوضات انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي مع شركائها في الاتحاد، لنرى إذا كان بالإمكان التوصل إلى موقف مشترك إزاء هذه النقطة وإذا كان بإمكاننا وقف مفاوضات الانضمام».

وقال المتحدث باسم «أنغيلا ميركل» «شتيفن زايبرت» في مؤتمر صحفي في برلين إن كلمات المستشارة واضحة.

وأضاف: «في الوقت الحالي تركيا ليست في وضع يسمح لها على الإطلاق بالانضمام للاتحاد الأوروبي، في الحقيقة المفاوضات معلقة في الوقت الحالي»، مشيرا إلى أن قيادات الاتحاد الأوروبي ستبحث المسألة حين تجتمع في أكتوبر/ تشرين الأول.

انتقاد تركي

من جانبه انتقد المتحدث باسم الرئاسة التركية «إبراهيم قالن» ما جاء في المناظرة التليفزيونية، وقال في تغريدات عبر حسابه على «تويتر»، اليوم الإثنين، إن «الهجوم على تركيا ورئيسها رجب طيب أردوغان ليس إلا ضيقا واضحا في أفق التفكير، ومحاولة من جانب برلين وبروكسل تجاهل المسائل الأساسية والملحة التي تعترض ألمانيا والاتحاد الأوروبي».

وأشار «قالن» إلى أن منح تركيا ورئيسها الحيز الأكبر من برنامج سياسي انتخابي بين ميركل وشولتز ليست أمرا عرضيا بتاتا».

واعتبر أن «معاداة تركيا في أوروبا تحولت إلى أداة ومنهج للتهرب من المسائل والمشكلات الأساسية، ومحاولة التخفيف عن الذات عن طريق معاداة الآخرين».

وكان الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان» قد دعا الأتراك في ألمانيا إلى عدم دعم مجموعة من الأحزاب الألمانية، وقال «أردوغان»: «أدعو كل أبناء بلدي في ألمانيا.. حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، والحزب الديمقراطي الاشتراكي، وحزب الخضر، جميعها أعداء لتركيا، ادعموا الأحزاب السياسية التي ليست في عداوة مع تركيا».

وأضاف: «أدعوهم لعدم التصويت لهذه الأحزاب التي انخرطت في مثل هذه المواقف العدائية والمنافية للاحترام ضد تركيا، وأنا أدعوهم ليلقنوا هذه الأحزاب السياسية درسا في صناديق الاقتراع».

وتجرى مفاوضات صعبة بين الاتحاد الأوروبي وتركيا منذ عام 2005، لكنها باتت شبه متوقفة منذ أشهر عدة بسبب التطورات الأخيرة في تركيا بعيد الانقلاب الفاشل الصيف الماضي، ولوقف هذه المفاوضات لا بد من قرار جماعي من قبل دول الاتحاد الأوروبي.

ويعتبر هذا الموقف لـ«أنغيلا ميركل» تصعيدا واضحا بمواجهة تركيا، فيما تتهم ألمانيا السلطات التركية بأنها تحتجز لأسباب سياسية مواطنين ألمانا يحمل بعضهم الجنسية التركية.

«شولتز» على خطى «ميركل»

من جانبه، وعد «شولتز» بإنهاء مفاوضات انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي إذا ما انتخب مستشارا، وأظهرت استطلاعات للرأي في ألمانيا تراجع شعبية حزب الاشتراكيين الديمقراطيين الذي يتزعمه «شولتز»، بين الألمان من ذوي الأصول التركية.

ويرى محللون أن عزوف الألمان من ذوي الأصول التركية عن دعم وتأييد الحزب يرجع إلى «مواقف زعيم الحزب المعادية لتركيا، بالإضافة إلى تدخله في الشؤون الداخلية التركية».

ويعتمد «حزب الاشتراكيين الديمقراطيين» بشكل كبير على أصوات الألمان من أصول تركية الذين كانوا يصوتون تقليديا لصالح الحزب؛ حيث يشير استطلاع للرأي العام الماضي، أجراه «مجلس الخبراء» المعني بالهجرة والاندماج في الجمعيات الألمانية (SVR)، إلى أن الحزب الذي يفضل الناخبون الأتراك دعمه والتصويت لصالحه، هو «حزب الاشتراكيين الديمقراطيين».

وفي وقت سابق، أكد «أردوغان» أن التوتر مع أوروبا يرجع إلى السياسات الداخلية الأوروبية، موضحا أن العلاقات مع «برلين» ستتحسن بعد الانتخابات البرلمانية الألمانية في سبتمبر/أيلول المقبل.

وكانت الدول الأوروبية قد شنت هجوما على «أردوغان» بسبب التعديلات الدستورية التي بادر إليها من جهة، وبسبب حالة الطوارئ التي أعلنها أنقرة من جهة أخرى، في أعقاب محاولة الانقلاب الفاشلة التي تعرضت لها البلاد في يوليو/تموز 2016.

وتشهد العلاقات بين تركيا وألمانيا توترا منذ منع «برلين» ساسة أتراكا من القيام بحملات ترويجية للاستفتاء على الانتقال إلى النظام الرئاسي، ومنع أنقرة زيارة برلمانيين ألمان لجنود بلادهم في قاعدة «إنجرليك».

المصدر | الخليج الجديد + وكالات

  كلمات مفتاحية

تركيا أردوغان ألمانيا المفوضية الأوروبية العلاقات التركية الأوروبية