خبراء: اعتبارات أمنية وراء دعم (إسرائيل) لإقامة دولة كردية

الثلاثاء 19 سبتمبر 2017 02:09 ص

انفردت (إسرائيل) بالتصريح علنا عن دعمها لإقامة دولة مستقلة للأكراد، فيما يرى محللون ومسؤولون أن هناك اعتبارات أمنية تملي عليها موقفها، ومن بينها إقامة جبهة ضد ما تعرفه الدولة العبرية بالتطرف الإسلامي.

وأعلن، «مسعود بارزاني»، رئيس إقليم كردستان في يونيو/حزيران الماضي إجراء استفتاء في 25 من سبتمبر/أيلول الجاري، على إنشاء دولة مستقلة، ما أثار ردود فعل إقليمية ودولية، داعية إلى الإلغاء أو التأجيل.

ودعمت (إسرائيل) من جهتها «جهود الشعب الكردي للحصول على دولة في تصريحات لرئيس وزرائها «بنيامين نتنياهو» الأسبوع الماضي.

تعاون متبادل

وجاءت تصريحات «نتيناهو» بعد تصريحات أدلى بها الجنرال السابق «يائير غولان»، في وقت سابق من هذا الشهر، أكد فيها أنه معجب بـ«فكرة كردستان مستقلة».

وزعم «غولان» في معهد واشنطن لسياسة الشرق الادنى: «بالنظر إلى إيران في الشرق، وبالنظر إلى عدم الاستقرار في المنطقة، فإن كيانا كرديا متينا ومستقرا ومتماسكا وسط هذا المستنقع، ليس فكرة سيئة».

وتطرق «غولان» أيضا إلى ما أسماه «التعاون الجيد بين (إسرائيل) والشعب الكردي منذ أوائل الستينيات».

وتؤكد «عوفرا بنغيو»، التي تترأس برنامج الدراسات الكردية في جامعة تل أبيب أن (إسرائيل) قامت بتزويد كردستان بمساعدات سرية عسكرية واستخباراتية وإنسانية في الفترة ما بين 1965-1975.

وقام القيادي الكردي «مصطفى بارزاني» في الماضي بزيارة (إسرائيل)، وكذلك قام ابنه «مسعود»، الذي يترأس إقليم كردستان العراق حاليا، فيما زار عدد من المسؤولين الإسرائيليين كردستان، بحسب «بنغيو»، صاحبة كتاب «أكراد العراق: بناء دولة داخل دولة».

حائط صد

وتابعت «بنغيو»: «لا أعرف إلى أي مدى يمكن أن يكون (كردستان) حليفا، لأنه سيتعرض لضغوط نتيجة عوامل عربية مختلفة، ولكنه على الأقل لن يكون معاديا لـ(إسرائيل). وهذا مؤكد».

واعتبرت «بنغيو» أن «الأمر الأكثر أهمية سيكون تشكيل منطقة عازلة ضد العناصر المتطرفة، ليس إيران فحسب بل غيرها أيضا»، في إشارة إلى تنظيم «الدولة الإسلامية» والميليشيات العراقية الشيعية.

وزعمت «بنغيو» أن كردستان تركز على «العلمانية والديمقراطية والاعتدال وقبول الآخر، وستكون بالتالي عنصرا إيجابيا في منطقة تزداد تطرفا وغير مستقرة».

واشنطن وقلق الاستفتاء

وتقلق عملية الاستفتاء الكردي واشنطن التي ترى أن الاستفتاء يشكل عائقا أمام جهود الحرب ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» بقيادة الأكراد والعرب في سوريا على سبيل المثال.

واعتبر الوزير الإسرائيلي السابق «جدعون ساعر» أن على رئيس الوزراء الإسرائيلي «نتنياهو»، «استخدام نفوذنا في الولايات المتحدة لتعزيز موقع الأكراد في لحظة حاسمة للغاية في نضالهم الوطني»، بحسب قوله.

ويزعم «ساعر» أن الأكراد بحاجة إلى تحقيق دولة مستقلة، كونهم مثل اليهود أقلية في الشرق الأوسط.

وقال «ساعر» إن «الأكراد كانوا وسيبقون حلفاء طويلي الأمد يعتمد عليهم، لأنهم مثلنا، أقلية في المنطقة».

وأضاف «ساعر» أن «علينا أن نشجع استقلال الأقليات التي ظلمتها الاتفاقيات الإقليمية منذ سايكس-بيكو على مدار المائة عام الماضية وتعرضت للقمع تحت أنظمة مثل صدام حسين في العراق وعائلة الأسد في سوريا».

وتم توقيع اتفاقية سايكس-بيكو في 16 من مايو/أيار 1916 بين لندن وباريس، ووضعت حدودا ما زالت قائمة بعد 100 عام في الشرق الأوسط.

وادعى «ساعر» أن جهودا لكردستان موجودة في صد الهجمات التي يقوم بها إسلاميون متطرفون، موضحا: «بالنظر إلى موقع الأكراد على الخارطة، فإنك ترى أن بإمكانهم تشكيل سد يمنع انتشار الإسلام الراديكالي في المنطقة، عمليا رأيناهم يقاتلون تنظيم الدولة الإسلامية بمفردهم».

ويضيف «ساعر»: «على مدار السنوات، لم ينجذب الأكراد إلى التصورات المعادية لـ(إسرائيل) أو المعادية للصهيونية، وحافظوا على روابط جيدة مع الشعب اليهودي و(إسرائيل)».

  كلمات مفتاحية

كردستان مسعود مصطفى بارزاني أكراد تطرف مزاعم أقلية إسرائيل واشنطن حائط صد

(إسرائيل) تشارك بتدريب 200 طيار كردي لحرب ضد بغداد