فيديو.. مخطط سري لإلهاء المصريين بـ«نكاح الوداع»

الثلاثاء 19 سبتمبر 2017 10:09 ص

ما بين ليلة وضحاها، بات الإعلام المصري في حالة من الجدل والهوس بشأن فتوى تجيز ما يسمى بـ«نكاح الوداع»، أعقبتها فتوى صادمة بجواز «معاشرة البهائم».

خلال ساعات، فرض الأمر نفسه على مؤسسات الدولة المصرية، من البرلمان إلى وزارة الأوقاف، ومن منظمات نسائية وحقوقية، إلى جامعة الأزهر، وربما ساحات القضاء، وسط توقعات باستمرار الجدل ربما لأيام أو أسابيع، في محاولة لاستثمار حالة الصخب التي أحدثتها الفتوى في بلد يئن من الغلاء وارتفاع الأسعار، وتدهور الأوضاع المعيشية، واتجاه الحكومة المصرية لخفض الدعم، وفرض ضرائب جديدة على المواطن المصري.

البداية جاءت عبر «فخ» وقع فيه الدكتور «صبري عبدالرؤوف»، أستاذ الفقه المقارن بكلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر (حكومية)، حين استضافه برنامج «عم يتساءلون» الذي يقدمه الإعلامي «أحمد عبدون»، على قناة LTC الخاصة، وسأله مقدم البرنامج عن رأيه في فتوى للشيخ «عبدالباري الزمزمي» المغربي، تقول بـ«جواز مضاجعة الرجل لزوجته بعد الوفاة، وهو ما يسمى بمعاشرة الوداع».

«عبدالرؤوف» أجاب قائلا، إن «الأمر يعد من الشذوذ، والنفس البشرية تأباه، لكنه ليس زنا ولا يعاقب مرتكبه عقوبة مرتكب الزنا، ولولي الأمر أن يعذره».

وأضاف «عبدالرؤوف»، الذي تبرأ لاحقا من الفتوى: «هذا الفعل حلال، ولا يعد زنا»(فيديو).

وأكد «عبدالرؤوف»، أنه «لم يدل بها، وأن من نشرها اقتطعها من سياقها»، مشيرا إلى أنه كان يرد على سؤال أحد الصحفيين حول فتوى أطلقها عالم دين عربي تبيح ذلك، وقال إنه محرم شرعاً، ولكنه فوجئ بالفتوى تنتشر على مواقع التواصل، ومنسوبة له.

معاشرة البهائم

الملفت في الأمر، إثارة البرنامج ذاته قضية أخرى ضمن قضايا الجنس والإثارة التي باتت تسيطر على وسائل الإعلام المصري في الآونة الأخيرة، ضمن مخطط «سري للغاية» سبق أن كشف عنه الروائي المصري «علاء الأسواني»، كاشفا عن توجيه البرامج التليفزيونية من أجل التركيز على إثارة قضايا فقهية خلافية مثل: هل يجوز للمسلم اعتبار خادمته في المنزل ملك اليمين ونكاحها بدون عقد؟ هل يجوز للمسلم أن يتزوج من طفلة لم تبلغ المحيض على أن يقضى وطره منها بالمفاخذة دونما إيلاج؟

أستاذة الفقه المقارن «سعاد صالح»، تجاوزت الجدل الذي أحدثته فتوى «نكاح الوداع»، وفجرت قضية أكثر إثارة، بالقول إن «الفقهاء أجازوا معاشرة البهيمة، باعتبار أنه لا تكليف عليها»(فيديو).

وزادت، بالقول إن «هذا يسري على أي نوع من الحيوانات».

وتابعت، في فتوى أخرى ذات مدلول جنسي، بإباحة «استخدام الأدوات الجنسية المساعدة خلال العلاقة الحميمة بين الرجل وزوجته، باعتبارها مثل الأدوية، فهي تساعد على تقوية العلاقة وجعلها أكثر إمتاعا للزوجين»، على حد قولها.

وفي محاولة لتبرير فتواها، قالت إن «تصريحها بمضاجعة الرجل للبهائم، كانت في إطار التماشي مع تجديد الخطاب الديني وتنقية بعض الكتب التي يوجد بها أحكام شاذة».

وأضافت في مداخلة هاتفية لبرنامج «سيداتي وآنساتي» المذاع على قناة «دريم»، أمس الإثنين: «لم أقصد الفتوى بذلك، ولكنها معلومات موجودة في كتب الفقه، ويجب علينا إعادة النظر في كتب الفقه، ونحذف منها الأحكام التي تؤدي إلى الشذوذ، ونرتاح منها، لأنها أحكام لا تمس أي ركن من أركان الإسلام».

انتفاضة في مصر

مصر التي تسعى للحصول على قروض بمليارات الدولارات لسد عجز موازنتها المالية، وشهدت هجمات مسلحة، وعمليات تصفية دامية خلال الأيام الماضية، تحولت بـ«ضغطة زر»، إلى ساحة مهمومة بفتويين، وانتفاضة من مختلف مؤسسات الدولة بشأن ذلك.

جامعة الأزهر قررت استدعاء الأستاذين للتحقيق في غضون 72 ساعة، فيما نسِب إليهما من أقوال وفتاوى تخالف المنهج الأزهري، وفق «أحمد حسنى»، عضو لجنة التحقيق.

وقالت الدكتورة «هدى بدران» رئيس «اتحاد نساء مصر»، في تصريح صحفي: «ندرس رفع دعوى بتهمة ازدراء الأديان، لأنه يشوه ديننا أمام العالم في الوقت الذي نسعى فيه لإصلاح ما تقوم به داعش وغيرها من جماعات الإرهاب، والمجتمع ليس في حاجة لمثل لهذه الفتاوى الهدامة».

أما «المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام» في مصر (حكومي)، فقد أصدر قراراً بمنع ظهور الدكتور «صبري عبد الرؤوف» على شاشات التلفاز والفضائيات الخاصة والحكومية وعدم استضافته في المحطات الإذاعية.

وأكد «مكرم محمد أحمد» رئيس «المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام»، أن المجلس سيصدر قراراً بمنع البرامج التي تتعرض لمثل هذه القضايا، مناشداً الأزهر بالتحقيق في كل تلك الفتاوى.

وفي بيان له، استنكر «المجلس القومى للمرأة» (حكومي)، ما صدر مؤخراً من فتوى لأحد رجال الدين بإجازة معاشرة الزوج لزوجته المتوفاة فيما يسمى بـ«نكاح الوداع».

وعبّر المجلس، في بيان، عن عميق استيائه من صدور مثل هذه الفتاوى الشاذة التى تخرج عما تألفه النفس البشرية وبشكل لا يتفق مع العقل والمنطق والمبادئ الإنسانية والدين الإسلامي الحنيف وتعد انتهاكا بالغا لحرمة الميت، وفيه إهانة للمرأة والرجل في آن معاً.

وخطاب «سري للغاية» الصادر في 1 يوليو/تموز 2016، الذي نشرته «الإذاعة الألمانية»، يفيد وفقا لتقديرات جهاز أمني في مصر بتنامي الغضب الشعبي نتيجة ارتفاع الأسعار المتزايد للخدمات والمواد الغذائية، بالإضافة إلى أزمات أخرى يعاني منها المواطنون مثل تسريب امتحان الثانوية العامة والبطالة وانقطاع الكهرباء والمياه عن مناطق عديدة.

وينصح الخطاب بتوجيه الفضائيات ورجال الدين ومشاهير الفن والكرة، إلى دفع الرأى العام الى حوارات خلافية خارج السياسة، والتركيز على إنجازات الرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي»، وترسيخ فكرة أن التقصير ليس من الرئيس وإنما من معاونيه الذين لم يرتقوا لمستوى قدرات سيادته الفذة، بحسب «الأسواني».

وقبل أعوام، انشغل الشارع المصري بفتوى «جواز إرضاع الموظفة لزمليها في العمل لمنع وجودهما في خلوة شرعية»، التي أصدرها رئيس قسم الحديث بكلية أصول الدين بالقاهرة الدكتور «عزت عطية»، وظلت الفتوى مثار جدل طال شهورا في أروقة الدولة المصرية.

وكثيرا ما تشغل قضايا الجنس مساحات واسعة من اهتمامات الإعلام المصري، خاصة بعد الانقلاب العسكري منتصف العام 2013، ومن آن لآخر يناقش إعلاميون مصريون مسائل بشأن التحرش والاغتصاب، والعادة السرية، واغتصاب الزوجة، بالإضافة إلى قضايا الجن وكيفية خروج الجن من الجسد، وكيفية تحضيره، ويستضيفون أناسا يقولون إنهم مسكونون بأرواح من الجن.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الإعلام المصري نكاح الوداع معاشرة البهائم صبري عبدالرؤوف سعاد صالح