نتنياهو قرر الخروج في حملة سلبية ضد المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي

الاثنين 19 يناير 2015 02:01 ص

قرر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الشروع في حملة إعلامية سلبية ضد محكمة الجنايات الدولية في لاهاي وضد المدعية العامة فاتو بنسودا. هذا ما افاد به موظفون في ديوان رئيس الوزراء. وقد اتخذ نتنياهو القرار رغم توصية صريحة من وزارة الخارجية بعدم التعاطي الى المدعية العامة والمحكمة كعدو وعدم مهاجمتهما بشكل مباشر.

وكانت المدعية العام في محكمة الجنايات في لاهاي منسودا أعلنت في نهاية الاسبوع عن الشروع في فحص أولي "للوضع في فلسطين". وهو فحص يجري بعد أن وقع الرئيس الفلسطيني محمود عباس قبل بضعة اسابيع على ميثاق روما الذي بقوته تعمل المحكمة.

 ويفترض بالميثاق أن يدخل حيز التنفيذ في الاول من نيسان فقط، ولكن الفلسطينيين بعثوا الى المحكمة برسالة طلبوا منها فيها تفعيل المادة 12.3 من ميثاق روما. وحسب هذه المادة يمكن أيضا لدولة ليست عضو في المحكمة ان تطلب تطبيق صلاحيات المحكمة عليها بالنسبة لحالات معينة.

وطلب الفلسطينيون من المحكمة أن تطبق صلاحياتها على قطاع غزة، الضفة الغربية وشرقي القدس ابتداء من 13 يونيو/حزيران، بعد يوم من مقتل الفتيان الاسرائيليين على ايدي مخربين قرب الخليل. وبهذا الشكل، فان كل جهة ترغب في ذلك يمكنها أن ترفع شكاوى ضد اسرائيل حتى قبل الاول من نيسان. ومع ذلك، فان عملية الفحص كفيلة بان تستغرق بضع سنوات قبل أن يتقرر فتح تحقيق جنائي.

وعقد نتنياهو أمس بحثا في الموضوع في مكتبه بمشاركة وزير الدفاع موشيه بوغي يعلون ومسؤولين كبار آخرين في جهاز الامن، في وزارة الخارجية ووزارة العدل. واشار مسؤول في ديوان رئيس الوزراء الى أنه تقرر في البحث العمل على احباط قرار المدعية العامة لاجراء ذاك الفحص الاولي.

ويعتقد نتنياهو بان قرار المدعية العامة يشير الى أنها معادية لاسرائيل. وقال مسؤول في ديوان رئيس الوزراء بعد البحث ان "هدف الخطوة كلها هو حرمان اسرائيل من حق الدفاع عن النفس وتكبيل أيديها في الكفاح ضد الارهاب".

وحاول رجال وزارة الخارجية، وعلى رأسهم نائب المدير العام جيرمي يسسخروف والمستشار القانوني ايهود كينان في أثناء البحث تهدئة الخواطر وتلطيف حدة رد فعل اسرائيل. وأوضحا بانه حتى لو لم تكن اسرائيل راضية عن القرار محظور عليها أن تتعاطى مع المدعية العامة والمحكمة كأعداء، كون الامر لن يساهم في محاولات صد الخطوة الفلسطينية في المحكمة.

وفي وزارة الخارجية يعتقدون بأن خطوة علنية فظة ضد المحكمة من شأنها حتى ان تضر بالمصلحة الاسرائيلية وتدفع المدعية العامة الى التمترس في موقفها. واوصوا بالعمل في قنوات دبلوماسية هادئة لاقناع دول بارزة في العالم على نشر بيانات ضد تحقيق محتمل من المحكمة الجنائية في لاهاي في الموضوع الفلسطيني، أو نقل رسائل الى المدعية العامة لاقناعها بان تقرر بان لا حاجة الى فتح تحقيق جنائي.

ولم يقبل نتنياهو توصية وزارة الخارجية وقرر "حملة اعلامية" علنية وصاخبة هدفها محاولة تنفيذ نزع شرعية للمحكمة الجنائية الدولية والمدعية العامة. واشار مسؤول كبير في ديوان رئيس الوزراء الى أن الخط الاسرائيلي سيكون أن ليس للمحكمة أي صلاحيات للتحقيق مع اسرائيل او البحث في طلب السلطة الفلسطينية، كونها ليست دولة. اضافة الى ذلك، ستدعي اسرائيل بان قرار المحكمة مصاب بالتحيز السياسي ضد اسرائيل.

وأمس، في بداية جلسة الحكومة بدأ نتنياهو بالهجوم على المحكمة وعلى المدعية العامة التي اتهمها بـ "اعطاء شرعية للارهاب الدولي برعاية دولية". واضاف نتنياهو بان اسرائيل "ستجند الآخرين للقتال ضد هذه السخافة".

المصدر | براك ربيد، هآرتس العبرية – ترجمة المصدر السياسي

  كلمات مفتاحية

اسرائيل توصية وزارة الخارجية نتنياهو حملة سلبية المحكمة الجنائية لاهاي فاتو بنسودا

الأمير «سلمان بن عبدالعزيز»: قضية فلسطين هي قضية المملكة الأولى ولن نتهاون فى تقديم الدعم

«أطباء لحقوق الانسان»: الجيش الاسرائيلي استخدم الدروع البشرية في «الجرف الصامد»

لماذا تخشى ”إسرائيل“ من القضاء الدولي؟

قطر تدعو إلى إحالة ملف العدوان الإسرائيلي على غزة إلى «المحكمة الجنائية الدولية»