الراية القطرية - الخليج الجديد

اعتبر تقرير لـ «بنك الدوحة» أن الأمن الغذائي يُمثل تحديا أمام دول مجلس التعاون الخليجي، مطالبا بضرورة تبني مبادرات مختلفة للتعامل مع هذه القضية الهامة. وأشار التقرير إلى أنه في إطار تطوير الخُطة الوطنية للأمن الغذائي سيكون باستطاعة قطر إنتاج 40% من المواد الغذائية الهامة من الناحية الإستراتيجية محليا في غضون عشر سنوات وفقا للخطة الوطنية للأمن الغذائي.

وأوضح التقرير المنشور عبر صحيفة الراية القطرية أن دول مجلس التعاون الخليجي تواجه تحديّات في الأمن الغذائي مع وصول حجم الأغذية المستوردة إلى 80-90% من جميع الأغذية المستهلكة. كما أن دول الخليج مصنفة من قِبل منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة بأنها تعاني من ندرة مطلقة في المياه. وتبلغ معدلات الاستهلاك في دول مجلس التعاون الخليجي أضعاف معدلات قدرة مواردها الطبيعية على التجديد.وبالنتيجة، تصبح الاحتياطات المائية أكثر ملوحةً ونضوبًا.

وبالنسبة للزراعة، التي تعتمد على المياه الجوفية بشكل عام، فهي تستهلك الحصة الأكبر من إجمالي مصادر المياه التقليدية. وتستهلك عملية تحلية المياه الكثير من الطاقة، ولذا يجب على دول الخليج أن تبحث عن مصادر بديلة للطاقة لتحسين كفاءة استخدام المياه. كما يجب على دول الخليج الاستثمار في البحث العلمي والتكنولوجيا لإرساء أساس لتحسين الإنتاجية الزراعية، وخفض النفايات، وإيجاد إمدادات غذائية أكثر صحة وأمانًا. كما ينبغي على دول الخليج تنويع مصادرها من الواردات الغذائية.

وتعمل المملكة العربية السعودية على برنامج جديد للاستثمار الزراعي في الدول الأجنبية بهدف تشجيع القطاع الخاص على تزويدها باحتياجاتها من الحبوب. وتشجع السعودية المستثمرين من خلال عرض قروض بدون فوائد وشراكات إستراتيجية من خلال الشركة السعودية للاستثمار الزراعي والإنتاج الحيواني المملوكة للدولة. وتقوم الإمارات العربية المتحدة بإعادة صياغة السياسات وإجراء أبحاث لدعم الحوكمة والإدارة المناسبة لقطاع صيد الأسماك.

كما يلفت التقرير إلى أن الإمارات قد عززت من استثماراتها التكنولوجية في مجال مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية. وقد خصصت دولة الكويت أراضي زراعية للمستثمرين والشركات للزراعة وتربية الماشية والأسماك. كما أنهم يستخدمون أحدث التقنيات لإعادة تدوير المياه لاستخدامها في الري. وفي شهر أبريل/نيسان 2014، قامت سلطنة عُمان بتوقيع اتفاقية مع ولاية فيكتوريا الأسترالية للتعاون في مجال الإنتاج الغذائي بالإضافة إلى الاستفادة من خبراتها في مجال إدارة المياه وإبرام شراكات معها في الأعمال الزراعية.

وقال التقرير إن 700 مليون شخص في 67 بلدا من البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل على مستوى العالم يعانون من انعدام الأمن الغذائي. وربما يسوء هذا الوضع في الدول الأكثر فقرًا بحسب وزارة الزراعة الأمريكية. وتقطن الغالبية العظمى من الأشخاص الذي يعانون من نقص التغذية في الدول النامية. وتعد زيادة النمو في التعداد السكاني والتغيرات المناخية من التحديات الرئيسية التي تواجه الأمن الغذائي.