احتفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» بحذف قصتي «صلاح الدين الأيوبي» و«عقبة بن نافع» من المناهج الدراسية في مصر، مؤكدة أن القرار يأتي في إطار الحرب التي يشنها النظام المصري على الإرهاب، و«الإصلاحات الدينية» التي ينتهجها الرئيس «السيسي».
وكتب «روعي كايس» محلل الشؤون العربية بالصحيفة: «إصلاح جديد في إطار المعركة ضد التنظيمات الإرهابية الإسلامية يشعل بلد النيل. حيث تنشغل وسائل الإعلام حاليًا في مصر والعالم العربي بوجه عام بقرار مثير للخلاف أصدرته وزارة التعليم المصرية بإزالة القصص الأبدية لأبطال الإسلام «صلاح الدين» و«عقبة بن نافع» من مناهج التعليم بالمدارس».
وأوضحت الصحيفة، في سياق تقريرها المنشور عبر موقعها الإلكتروني، أن الوزراة قررت تغير المناهج وتقليصها، وكانت هاتان القصتان من ضمن ما حذف، مشيرة إلى أن القرار أغضب عناصر إسلامية ومؤرخين.
ونقلت الصحيفة عن «يونس مخيون»، رئيس حزب النور قوله «إن الحذف هو اعتداء على هويتنا وتاريخنا، ورضوخ لأعدانا، ولا نستبعد أن يتم استبدالهما بقصة عن «ريتشارد قلب الأسد» أو «نابليون».
كما تطرقت إلى حذف قصة «نهاية الصقور»، بدعوى التخوف من تحريض التلاميذ على العنف، حيث تقوم العصافير بحرق أعدائها من الصقور، وهو ما اعتبر ترويجا لتنظيم «الدولة الإسلامية» الذي يحرق خصومه.
وفي السياق ذاته، قال «محب الرافعي»، وزير التعليم المصري، إن الوزارة حذفت فقرات من قصة «عقبة بن نافع» بكتب التاريخ لتحريضها على العنف، مؤكدا أنه يتم مراجعة كافة المناهج بالتعاون مع الأزهر وأساتذة التاريخ لحذف أي فقرات تحض على العنف أو القتل أو تسيء للإسلام.
وقال الوزير إن مستشاري المواد الدراسية مسؤولون عن كافة مناهج العام الدراسي القادم، مشيرا إلى أن مهمتهم هي مراجعة جميع المناهج للتأكد من صحتها وسلامتها وعدم وجود ما يشوبها، سواء من مغالطات أو أخطاء تاريخية ودينية.
يُذكر أن الإعلامي الموالي للنظام الحالي، «إبراهيم عيسى» كان قد انتقد وجود قصة «عقبة بن نافع» في المناهج خلال برنامجه على قناة «أون تي في»، معلقا أن القصة تروج للجهاد في سبيل الله بغزو إفريقيا، قائلا «هل الوزارة عايزة تعلم أولادنا الجهاد بفتح إفريقيا»، مشيرا إلى أن فترة الطفولة تحتاج التربية على العلم وليس الجهاد ونشر الإسلام، كما أضاف «عيل عمره 12 سنة لما يقرا قصة عقبة بن نافع هيسأل ليه ما نغزوش أمريكا زي عقبة بن نافع؟»، بحسب قوله.
