واشنطن بوست: «السيسي» أكثر وحشية من الديكتاتور التشيلي «بينوشيه»

الاثنين 27 أبريل 2015 06:04 ص

طرح الكاتب الأمريكي «إليوت إبرامز»، في مقاله المنشور قبل يومين، على صحيفة «واشنطن بوست»، سؤال حول إذا ما كان بالإمكان، أن يكون «عبدالفتاح السيسي» هو «نسخة من الزعيم التشيلي أوغستو بينوشيه؟ وإذا كان ذلك ممكنًا، فهل هذا شيء جيد أم سيئ؟».

وقال «إبرامز» في مقاله أن «الكثيرين قارنوا بين بينوشيه والسيسي منذ وصول الأخير إلى الحكم في انقلاب يوليو/تموز عام 2013، الذي أطاح بالرئيس محمد مرسي»، مشيرا إلى أن صحيفة «وول ستريت جورنال، كتبت وقتها أن المصريين سيكونون محظوظين، إذا كان الحاكم العسكري الجديد مثل بيونشيه الذي استلم السلطة في وقت غرقت فيه تشيلي في الفوضى، إلا أنه تقرب من الإصلاحيين، ما ساهم في تحول بلاده نحو الديمقراطية».

وذكر الكاتب الأمريكي، أنه في فبراير/شباط من عام 2014 الماضي، كتب «روجر كوهين» في مقال على «نيويورك تايمز»، مذكرا بنجاح «بينوشيه» في إحداث نقلة بالاقتصاد التشيلي، تمكن أبناء البلد لاحقا، من البناء عليها، لتصبح دولتهم، من أكثر دول المنطقة ثراء، بحسب الكاتب، الذي تساءل عن احتمالية أن يصبح «السيسي مصلحا من عينة بينوشيه، فيترك من ورائه بلدا قادرا على سلوك مسار الديمقراطية والثبات عليها؟».

وواصل «إبرامز»، قائلا إن «بينوشيه ديكتاتور وحشي، لكنه ساهم في إصلاح الاقتصاد التشيلي، وقاد أمته إلى الديمقراطية. ويأمل البعض أن يحذو السيسي خطى بينوشيه حتى تستفيد مصر على المدى الطويل أو حتى المتوسط».

واستدرك الكاتب الأمريكي، بأن وصف «السيسي» بـ«بيونيشيه»، هو «صورة خاطئة»، لأربعة أسباب.

وتفصيلا حول ذلك قال، أن أولا «السيسي أكثر وحشية بكثير من بينوشيه. فخلال 17 عاما حكم فيها بيونشيه، قٌتل في عهده نحو ثلاثة آلاف شخص، وسجن نحو 40 ألف سياسي وصاحب رأي»لكن في عهد قائد الانقلاب العسكري «عبدالفتاح السيسي»، فقد حقق ما يقرب من هذه الأرقام في أقل من عامين، «فهناك نحو 2500 قتيل وأكثر من 40 ألفا وراء القضبان»، بحسب «إبرامز».

وأضاف الكاتب: «تقلص القمع في تشيلي مع مرور الزمن، رغم أنه لم يحقق نصف الانتهاكات خلال عام واحد من الانقلاب، لكن يمكن للمرء أن يأمل في أن تتقلص الأرقام في مصر مع مرور الزمن أيضًا، ولكن حتى لو حصل ذلك، فإن أرقام ضحايا السيسي ستظل أكبر بكثير من أرقام ضحايا بينوشيه».

أما ثانيا، فقد رأى الكاتب أن «السيسي» أقل بكثير في الإصلاح الاقتصادي من «بيونشيه». فهو «ليس اشتراكيًا، لكنه يخطط  ويدور في فلك الرأسمالية، التي كانت في حقبة الرئيس المخلوع حسني مبارك».

ويستطرد الكاتب قائلا «إصلاحات السوق الحرة الأساسية، ليست واضحة بعد. صحيح يُحسب له اتخاذ خطوات جريئة لخفض الدعم للوقود. ولكن بينوشيه ذهب إلى أبعد من ذلك بكثير، إذ قلل بشكل كبير من حجم موظفي الدولة، على سبيل المثال، في عهده تقلص عدد موظفي القطاع العام بنسبة 75%. بينما تحت حكم السيسي، أخذ القطاع العام في مصر ينمو».

وثالثا يقول «إبرامز» أنه «بالنسبة لجميع جرائمه، كان الجيش التشيلي في عهد بينوشيه له سمعة طيبة ونزاهة مالية، ولم يحاول قط أن يصبح الطبقة الحاكمة دائما، لكن الجيش المصري هو الحاكم الحقيقي لمصر منذ تولى جمال عبد الناصر السلطة في عام 1956، وليس هناك مما فعله السيسي يوحي بأنه يخطط لتغيير ذلك».

وتطرق الكاتب إلى تقارير نشرتها وكالات أنباء عالمية، على سبيل المثال، ما قاله «مهاب مميش»، رئيس هيئة قناة السويس، في تصريحات لـ«رويترز» من أن «الجيش يجب أن يساعد في إنشاء مركز صناعي وخدمات لوجستية ضخمة على طول القناة الجديدة التي يجري بناؤها».

ورابعا، يختتم الكاتب الأمريكية نقاطه بالإشارة إلى أن «مَن يعتبرون أن بينوشيه هو الذي أوجد الديمقراطية التشيلية، ويرغبون في رؤية السيسي يسير على نهجه، إنما أخطؤوا في التشخيص والتوصيف». موضحا أن ذلك يعود إلى أن «بينوشيه حكم 15 عاما وسعى لأن يحكم لثمانية أعوام أخرى، إلا أن الدستور الذي تم وضعه في عهده دعا إلى استفتاء في عام 1988، على أساس أنه لو قالت الأغلبية (نعم) لحظي بالأعوام الثمانية الإضافية، بينما إذا صوتت الأغلبية بـ(لا) فإن ذلك سيعني إجراء انتخابات جديدة».

ويقول «إبرامز» أنه «بالفعل، خسر بينوشيه في الاستفتاء، ولكنه حاول ليلة الانتخابات أن يلغي النتائج، ويعلن حالة الطوارئ ويفرض القانون العسكري. ولربما نجح في ذلك لولا الضغوط القوية التي مورست عليه من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، هذا بالإضافة إلى وقوف أعضاء بالقيادة العسكرية في وجهه، ما منعه من استمرار تنفيذ مخططه».

وختاما لمقاله في واشنطن بوست، تمنى الكاتب الأمريكي، أن يبقى «السيسي» رئيسا لمدتين فقط كما ينص الدستور، «لا أن يبقى حتى 2029، ثم يسعى كبينوشيه لأن يبقى رئيسا حتى 2037، مشيرا إلى أن المقارنة بين السيسي وبينوشيه، تظل مفيدة من الناحية الثقافية، رغم أنها غير مشجعة». معتبرا أنه «حتى هذه اللحظة، فإنه يبدو أن السيسي يقوم بكل أعمال بينوشيه السيئة دون أن يقوم بأي أعمال جيدة»، على حد تعبير الكاتب.

  كلمات مفتاحية

السيسي مصر الانقلاب العسكري أحكام الإعدام في مصر بينوشيه

«هيومن رايتس ووتش»: محاكمة «مرسي» حافلة بالأخطاء ولها دوافع سياسية

«البوابة نيوز» ... مبادرات شبابية في مصر لتحسين صورة «السيسي» تمولها الإمارات

الكشف عن حالات اغتصاب جديدة داخل مقرات الشرطة المصرية

نيويورك تايمز: بقاء «السيسي» مرهون بدعم السعودية والإمارات

ديفيد هيرست: ماذا يخبئ العام الجديد في جعبته للسعودية ومصر والثورات العربية؟!

صراع «المماليك الجدد» في مصر

«السيسي» يحذر الغرب من فوضى إقليمية عارمة بعودة «الإخوان» للحكم

«إيكونوميست»: قمع «السيسي» أسوأ من «مبارك»

«السيسي» يغادر الرياض بعد زيارة سريعة التقى خلالها الملك «سلمان»

«فورين أفيرز»: لهذه الأسباب .. «السيسى» أخطر مما تظن واشنطن

مصادر إسرائيلية: محور ثلاثي يجمع مصر وقبرص واليونان لمناهضة تركيا

هل ما زال «السيسي» يحتفظ بدعم كبار جنرالاته؟

القمع في مصر من «مبارك» إلى «السيسي»

منظمتان حقوقيتان: مئات المواطنين في مصر تعرضوا للاختفاء القسري

مجانين الحكم