«محمد سلطان»: حكاية شاب مصري أجبر على التنازل عن جنسيته لينال حريته!

الاثنين 1 يونيو 2015 08:06 ص

في دراسة سابقة أصدرها «مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار» بمجلس الوزراء المصري وأشرف عليها «مركز الدراسات المستقبلية» بهدف تقديم رؤية مستقبلية لمصر عام 2030، تطرق الحديث إلى ما تم وصفه بأنه «انقلاب صادم» في قيم المواطن المصري انعكس علي غياب العديد من القيم النبيلة وحلول قيم سلبية محلها.

وقالت الدراسة أن هذا الانقلاب في قيم المصريين (بفعل الفساد والقمع) قد «انعكس علي غياب مواطنة المواطن المصري نفسه وغربته في بلده وفقدان القيمة العليا وهي الانتماء للبلد فصار البلد بلدهم» ، و«هم» ضمير غائب تعود علي أهل الحكم ورجال النظام الحاكم، بحسب التقرير.

ولهذا كان أبرز تعليق قاله علماء اجتماع ممن شاركوا في هذا التقرير القديم تعليقا علي ربط السلطة الحالية في مصر بين الحرية وتنازل المصري عن انتمائه لبلده (جنسيته) في قضية المعتقل «محمد صلاح سلطان» وآخرين قبله، هو التساؤل عن مستقبل (الانتماء للوطن) في مصر بعدما أصبح كثير من الشباب يرون الجنسية المصرية بلا قيمة بدون حرية، واشتعل تويتر بهشتاج «#سلطان_انتصر»، واعتبر مغردون خروج «سلطان» من السجن رغم الحكم الأخير عليه بالمؤبد انتصارا للصامدين في وجه سلطة الانقلاب في مصر ولو علي حساب الجنسية، وأبدوا ترحيبهم بالتخلي عن الجنسية المصرية، لو كان بالإمكان ذلك.

وجاء إطلاق سراح «سلطان» استنادا لقانون سبق أن أصدره الرئيس الحالي «عبد الفتاح السيسي» بسبب الضغوط الأجنبية عقب اعتقال صحفيي قناة الجزيرة الإنجليزية، والذي بموجبه أيضا تم ترحيل الصحفي الأسترالي «بيتر جريستي» إلي بلده رغم استمرار وجود اسمه ضمن القضية التي تعاد أمام المحاكم المصرية بعد نقض الأحكام التي صدرت سابقا بحبس 3 صحفيين من بين 7 و10 سنوات.

الجنسية مقابل الحرية

وكشفت المحامية «مها يوسف»، أحد أعضاء فريق الدفاع عن «سلطان»، إن أكثر من مسؤول في الدولة المصرية خاطب «محمد» في محبسه، وقال له: «لو عاوز حريتك ليطبق عليك قانون ترحيل المتهمين الأجانب، فتنازل عن الجنسية المصرية». 

ولذلك قال «حليم حنيش» الناشط بمركز النديم للعلاج والتأهيل النفسي لضحايا العنف، ومحامي «محمد سلطان» إن «محمد أفرج عنه بعد التنازل عن الجنسية المصرية»، وبأن «السفارة الأمريكية قدمت طلب لوزارة الداخلية والنائب العام لإخلاء سبيله لتنازله عن الجنسية المصرية وطالبت بتطبيق قانون تسليم الأجانب».

وأوضح أن السلطات المصرية وافقت على طلب السفارة الأمريكية بلإفراج عنه منذ يومين، ولكن أطلق سراحه صباح السبت واستقل الطائرة السابعة صباحا متجها للولايات المتحدة الأمريكية لاستكمال علاجه.

وسبق أن قال نشطاء ومحامون أن جنسية «محمد سلطان» الأمريكية ربما تكون البساط السحري الذي ينقل «سلطان» من ظلمات السجن إلى الولايات المتحدة الأمريكية، رغم الحكم الصادر ضده بالمؤبد في القضية المعروفة إعلاميا بـ«غرفة عمليات رابعة».

وأعربت الخارجية الأمريكية عن خيبة أملها تجاه الحكم الصادر بحق «سلطان» بالمؤبد في 16 مايو/أيار الجاري، وناشدت السلطات المصرية إطلاق سراحه لأسباب إنسانية.

#سلطان_انتصر

وفور انتشار خبر الإفراج عنه دشن نشطاء هشتاج على مواقع التواصل الاجتماعي باسم  «سلطان_انتصر»، وقالوا: «إرادة شاب هزمت نظام قاتل مجرم»، و«محمد سلطان بجسمه الهزيل هزمك يا دولة الظلم والفجور»، و«سلطان_انتصر على نظام غبى وفاشل وكله كدب وتدليس وظلم»، و«محمد سلطان رمز لكفاح أسطوري ضد دولة العسكر .. معدة خاوية هزمت زنازين الجنرال».

وكتب مغرد علي تويتر يقول: «أحسن #محمد_سلطان في تنازله عن الجنسية المصرية مقابل حريته. الإنسان أهم من المكان، وليست جنسيات دول الاستبداد مما يُحرَص عليه»، فيما قال الناشط المصري «عبد الرحمن عز»: «العسكر بيقولولكم: الجنسية المصرية سبب تعاستكم وفقركم وذلكم». 

وقال مغردون آخرون: «محمد سلطان رفض الظلم وقاوم الجلاد وقال لا وخاض أطول مدة إضراب في العالم وقاوم بجسمه الهزيل الجلادين، وهذا هو الصمود ونتيجة الصمود والمعركة بتاعتنا معركة رجال الصمود وإن شاء الله ستكون موفقة مثل معركة البطل محمد سلطان».

واعتبر أغلب المغردين أن صمود «سلطان» وإرادته وراء إجبار السلطة على إطلاق سراحه وتسفيره لأمريكا، حيث قالوا: «محمد سلطان واجههم وحيداً وانتصر بإرادته، حارب المستبد بإرادته وانتصر»، و«بتعرفوا شو معنى إنه سلطان_انتصر ؟؟ يعني بعد الأمل بالله .. الأمل بالشباب بكسر الانقلاب عم بيزيد وبيكبر، لا تقنطوا من رحمة الله».

وقال أخرون: «سلطان_انتصر على الانقلاب، على القضاء الوقح، على السجان القاسي، على أنظمة الذل والعار، على كل مناد بالديمقراطية لا ينفذها، على كل الخونة الأنذال، صمد شهورا وفي النهاية انتصر، وده يثبت أن الرابح صاحب النفس الأطول».

وأضافوا: «ذهبت مرارة الأسر، وبقيت حلاوة الأجر، ولاحت بوارق النصر»، و«وهل النصر إلا في ثباتك على مبدئك ولو كنت وحدك»، و«الحرية من ظلم النظام أصبح لها خيار واحد للصفوة وهو التنازل عن الجنسية المصرية في وجود جنسية أخر».

وقال مغرد: «نتوجه بالدعاء أن تكثر الزيارات إلى دول أجنبية وأن تعلن السفارات منح جنسيات مجانية لجميع المعتقلين. يبدو ذلك مفتاح الفرج في مصر»، وقال أخر: «لا يجب أن يضطر المواطن أن يتنازل عن جنسيته لينال حريته في الوقت الذي يحدده النظام في مصر قبل زيارة مسئول أجنبي أو رحلة خارجية للسيسي مش عايزين فرحة خروج سلطان تنسينا أننا ندور على طريقة نتنازل بيها عن الجنسية المصرية النجسة دي أو أي حاجة تخرجنا من أم البلد دي».

وعلق أخر قائلا: «يعني كده يا مصر الواحد عشان ينجو بحياته يتنازل عن جنسيتك؟ كتر خيرك يا ست الكل»، وقال مغرد: «الإفراج الحقيقي اللي أخدة محمد سلطان مش خروجة من السجن... الفرحة الحقيقية لخروجه من المستنقع المسمى مصر».

وقضى «سلطان »في السجن قرابة عامين دون أن توجه له أية تهم، كما لم يصدر ضده أية أحكام لفترة طويلة قبل أن يعاقب بالسجن المؤبد في القضية المعروفة إعلاميا بقضية «غرفة عمليات رابعة»، كما أعلن الإضراب عن الطعام لفترة بلغت 489 يوما حتى لحظة إعلان إطلاق سراحه.

وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي صورًا بمؤثرة تجمع بين الوالد «الدكتور صلاح سلطان» والابن «محمد» في قاعة المحكمة، خلال إحدى جلسات قضية «غرفة عمليات رابعة»، وتضمنت الصورة نظرة الأسى والقهر بعيني الأب وهو ينحني بجوار ابنه الطريح على سريره، وقبضة الابن الهزيلة وهي تحاول مرهقة التمسك بيد الأب.

ورغم ذلك، أصدرت المحكمة حكمًا بالسجن المؤبد على «محمد»، في نفس القضية، وهو ما أثار انتقاد الولايات المتحدة الأمريكية، حيث انتقدت «سامانثا باور»، المندوبة الدائمة للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، الحكم، قائلة: «ما يثير القلق بعمق أن مصر تقضي بالسجن المؤبد بحق المواطن الأمريكي محمد سلطان بدلا من الإفراج عنه.. يجب على حكومة السيسي تصحيح هذا الظلم».

 

  كلمات مفتاحية

محمد سلطان إضراب التنازل عن الجنسية السيسي

فيديو وصور: «محمد سلطان» يسجد علي أرض المطار فور وصوله أمريكا

الإفراج عن «محمد سلطان» وترحيله إلي أمريكا بعد تنازله عن الجنسية المصرية

الناشط «محمد سلطان»: أرفض التنازل عن جنسيتي المصرية مقابل إطلاق سراحي

"محمد سلطان".. نداءٌ أخير؟

«الأمعاء الخاوية».. معركة مقاومة يخوضها المعتقلون في السجون المصريّة

القضاء المصري يقضي ببراءة الناشطة «آية حجازي» و6 آخرين

فريق أممي يطالب السلطات المصرية بالإفراج عن صلاح سلطان

محمد سلطان يتهم السيسي وكامل والببلاوي بالتعذيب أمام محكمة أمريكية

الببلاوي يتسلم عريضة اتهامه بتعذيب محمد سلطان