صرح رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة صلاح الدين بالعراق، «جاسم جبارة»، إن القوات العراقية استعادت أغلب أحياء مدينة بيجي شمالي البلاد، اليوم الخميس، وذلك في الوقت الذي تستمر فيه المعارك في محيط المصفاة النفطية، في محاولة لفك الحصار عن قوات عراقية محاصرة في محيطها.

وأضاف «جبارة» في تصريحات لوكالة «الأناضول»، أن «الجيش وقوات الحشد الشعبي، وأبناء العشائر سيطروا على أغلب أحياء المدينة، باستثناء حيي الكهرباء والعصري (الواقعة شمالا)». موضحا أن «القوات تتقدم في تلك المناطق، بينما لا يزال هناك تواجد لمسلحي داعش داخل المصفاة»، كما شدد على أن «إمدادات ستصل خلال الساعات المقبلة لتحرير المصفاة».

وفي نفس الإطار، قال مصدر عسكري إن «قرابة 90% من المدينة باتت تحت سيطرة القوات العراقية، فيما لا تزال مناطق أخرى خارج مركز المدينة، خاضعة لسيطرة التنظيم من مثل الزوية ومكحول والصينية».

وأفاد مصدر طبي في مستشفى سامراء العمومي ، أنه استقبل نحو 5 جرحى وقتيل واحد من القوات العراقية اليوم، وصلوا من بيجي، جراء القتال المندلع هناك.

وقد دخلت العمليات في بيجي يومها الخامس، حيث شهدت الأيام الماضية معارك في مناطق مختلفة منها أسفرت عن سيطرة الجيش والحشد الشعبي على عدة أحياء من المدينة ومبان رسمية.

استمرار المعارك

من جهة أخرى، قال مصدر أمني من قوات حماية مصفاة بيجي، إن «المواجهات مستمرة بين داعش وقوات مكافحة الإرهاب بالتعاون مع الشرطة الاتحادية في محيط مصفى بيجي في محاولة لفك الحصار عن سرية من القوة التكتيكية المحاصرة في قرية المالح قرب مصفى بيجي من قبل مقاتلي داعش منذ نحو أسبوع».

وأضاف المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه في تصريحات للوكالة نفسها، أن «القوات الامنية العراقية بمختلف تشكيلاتها استطاعت ان تتقدم نحو السرية المحاصرة في قرية المالح وفك الحصار عنها»، مشيرا إلى «اقتراب القوات العراقية من الطرف الغربي للمصفاة الذي يسيطر عليه عناصر الدولة الإسلامية».

وترجع أهمية مدينة بيجي لوقوعها على الطريق الذي يربط العاصمة بغداد بمحافظة نينوى، ووجود أكبر مصافي تكرير النفط العراقي الذي كان يزود البلاد قبل يونيو/حزيران الماضي بـ170 ألف برميل يوميا من المشتقات النفطية، وظلت المدينة تشهد معارك كر وفر خلال الفترة الماضية حيث يتقاسم التنظيم والجيش مناطقها.

ورغم خسارة «الدولة الإسلامية» للكثير من المناطق التي سيطر عليها العام الماضي في محافظات ديالى شرقا، ونينوى وصلاح الدين شمالا، لكنه «ما زال يسيطر على أغلب مدن ومناطق الأنبار التي يسيطر عليها منذ مطلع عام 2014».

الأكراد يتقدمون داخل الرقة

وفي سوريا، واصل مقاتلو وحدات حماية الشعب الكردية تقدمهم، اليوم الخميس، في اتجاه مدينة تل أبيض الحدودية مع تركيا داخل محافظة الرقة، والتي تعد معقلا لتنظيم «الدولة الإسلامية» في شمال سوريا، مدعومة من طيران التحالف الدولي، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال المرصد في بيان بعثه للوكالات عبر البريد الإلكتروني: «تمكنت الوحدات الكردية مدعومة من فصائل مقاتلة (عربية) من اقتحام بلدة سلوك والسيطرة على القسم الشرقي من البلدة الواقعة في الريف الشمالي الشرقي لمحافظة الرقة». موضحا أن معارك عنيفة تجري في المنطقة بين المقاتلين الأكراد والجهاديين، مشيرا إلى أن الأكراد «تقدموا بشكل سريع» وباتوا يسيطرون على عشرات القرى في المحافظة التي يتفرد التنظيم الجهادي بالسيطرة عليها منذ أكثر من سنة.

وفي مدينة سلوك، أصبح المقاتلون الأكراد على بُعد حوالى 20 كيلومترا شرق معبر تل أبيض الحدودي الذي يسيطر عليه تنظيم الدولة الإسلامية، لكنه مغلق من جهة السلطات التركية. كما أنهم يتواجدون على بُعد 10 كيلومترات من المدينة من ناحية الغرب.

وأشار مدير المرصد السوري «رامي عبد الرحمن» إلى أن «خطة الأكراد تقضي بمحاصرة تل أبيض»، مضيفا أن الأكراد باتوا يتقدمون «في عمق أراضي محافظة الرقة». وقال أنه «طالما كانت سلوك معقلا للتنظيمات الإسلامية المتطرفة منذ بدء النزاع قبل أربع سنوات»، على حد قوله.

كما أضاف أن تقدم الأكراد تم «بدعم من قوات التحالف الدولي» الذي نفذ غارات عدة على مواقع التنظيم في المنطقة.

هذا وبدأ التحالف الدولي في 23 سبتمبر/أيلول حملة غارات جوية استهدفت مواقع التنظيم في سوريا والعراق. وقد نجح المقاتلون الأكراد بمؤازرة غارات التحالف في طرد تنظيم الدولة الإسلامية من كوباني في يناير/كانون الثاني، بعد معارك استمرت أكثر من 4 أشهر.