«هآرتس»: (إسرائيل) لن تساعد عسكريا أبناء الطائفة الدرزية في سوريا

الجمعة 12 يونيو 2015 12:06 م

لن تستخدم إسرائيل القوة العسكرية للتدخل في صالح آلاف من أبناء الطائفة الدرزية في سوريا، الذين يتعرضون الآن لهجوم متصاعد من قوات الثوار السنة في جنوب الدولة.

هذا هو التفاهم الذي يتبلور في الأسبوعين الاخيرين في القيادة السياسية والأمنية في البلاد، رغم التخوف الشديد على مصير أبناء الطائفة، ولا سيما في منطقة «جبل الدروز» القريب من الحدود مع الأردن. في القيادة السياسية يفهمون بأن استخدام القوة العسكرية معناه التدخل المباشر في الحرب الأهلية، وهي الخطوة التي حرصت إسرائيل على الامتناع عنها على مدى أكثر من أربع سنوات من الحرب.

سلسلة الهزائم التي تكبدها «نظام الأسد» في الأشهر الأخيرة أدت الى الانسحاب التدريجي لقوات الجيش السوري ومقاتلي حزب الله من المناطق التي يعتبرها النظام أقل حيوية، في ضوء الضغط العسكري الكبير الذي يمارسه الثوار، في عدة جبهات. ويضع تقدم الثوار الدروز في خطر، ويجعلهم عرضة للهجمات من جانب المنظمات الأكثر تطرفا مثل «الدولة الاسلامية» وجبهة النصرة. وتروج المنظمات السنية المتطرفة لضرب الدروز على خلفية دينية. فهي ترى فيهم عدوا بسبب العلاقات الطيبة التي حافظت عليها الطائفة على مدى السنين مع «نظام الأسد».

ويتعرض الدروز لخطر في ثلاث جبهات: في جنوب سوريا حققت جبهة الثوار الجديدة، جبهة الجنوب، التي تجمع بين النصرة وميليشيات سنية اخرى انتصارا هاما في الأيام الاخيرة بسيطرتها على قاعدة كبيرة للواء 52 السوري، قرب الطريق الرئيسي من درعا إلى دمشق. والآن يتقدم الثوار شرقا من هناك، نحو جبل الدروز، وأول أمس احتلوا مطار تعلا في المنطقة. ومن جهة الشرق يتحرك رجال «داعش» نحو جبل الدروز. وفي هذه الاثناء لا يستجيب الرئيس«بشار الأسد» لدعوات النجدة من زعماء الدروز في سوريا ولبنان، على ما يبدو لان يفضل استثمار قواته في الدفاع عن دمشق وعن المنطقة التي يسكن فيها أغلبية أبناء الطائفة العلوية في الشمال الغربي في الدولة.

وهذا الأسبوع علم بمذبحة ارتكبها رجال النصرة بحق نحو 20 رجلا درزيا في بلدة قلب – اللوزة، قرب مدينة إدلب في شمال سوريا. وحسب وسائل الإعلام العربية، فقد أعدم الثوار الرجال بعد أن رفضوا تسليمهم شابا اشتبه بقتاله في صفوف قوات «الأسد». ومصدر آخر للقلق هو القرية الدرزية الكبيرة، الخضر، في هضبة الجولان السورية، قرب الحدود مع اسرائيل. الجيش في الخضر، قرب جبل الشيخ، هو المنطقة الأخيرة على طول الحدود التي لم يسيطر عليها الثوار بعد. وفي بداية الشهر علم بأن سبعة من سكان القرية قتلوا، على ما يبدو بنار الثوار.

وتسمع هتافات النجدة من الدروز في سوريا جيدا في إسرائيل أيضا. فالخوف على مصير أبناء الطائفة أصبح موضوع حديث مركزي، بين الدروز الإسرائيليين الذين يخدمون في مناصب رفيعة في الجيش الإسرائيلي، كضباط دائمين واحتياط.

وقيادة الطائفة في إسرائيل التقت مؤخرا مع رئيس الدولة «رؤوبين ريفلين» ورئيس الأركان «غادي آيزنكوت» للتحذير مما ينتظره الدروز في سوريا، إذا ما استمر تقدم الثوار. وهذا الأسبوع جرت زيارة استثنائية من كبار مسؤولي الطائفة في إسرائيل في المقاطعة في رام الله، حيث التقوا برئيس السلطة الفلسطينية «محمود عباس» وطلبوا مساعدته. ومؤخرا علم بتحسن معين في علاقات السلطة و«نظام الأسد».

ولكن رغم طلب النجدة، يبدو أن إسرائيل تعتقد بأنه لا يمكنها أن تتدخل في ما يجري في جبل الدروز. فتقديم المعونة، الإنسانية على الأقل، لسكان الخضر عند الحاجة يبدو معقولا أكثر، بسبب قرب القرية من الحدود. أما في حالة جبل الدروز، فالخوف هو أن كل مساعدة عسكرية ستورط إسرائيل بشكل مباشر في الحرب الأهلية. والأمل في إسرائيل هو أن مئات آلاف الدروز في منطقة الجبل سينجحون في تنظيم أنفسهم دفاعا عن أنفسهم ويحصلون على المساعدة، بالسلاح أيضا، الذي يـأتي من جهة الحدود السورية مع الأردن ايضا.

حتى الان لم يتطرق المسؤولون الاسرائيليون علنا لازمة الدروز ويبدو أن حكومة نتنياهو تتخذ جانب الحذر الزائد كي لا تخلق أزمة أكثر حدة مع قيادة الطائفة في البلاد. ولا يزال يثور الخوف من أزمة انسانية اخرى قد تقع على خلفية تقدم الثوار والوحشية الشديدة التي عملت بعض من تنظيماتهم، ولا سيما داعش، تجاه ابناء الاقليات الدينية في سوريا.

  كلمات مفتاحية

إسرائيل الدروز سورية جبهة النصرة

«جبهة النصرة» تتعهد بمحاكمة «شرعية» لعناصرها المتورطين في قتل دروز

معركة القنيطرة:.. تعقيدات ميدانية واستغلال إسرائيلي

«درع الوطن».. قوة محلية لحماية الدروز في السويداء السورية

«يعالون»: تقديم المساعدات الإنسانية للمعارضة السورية يتطلب إبعاد الجهاديين عن إسرائيل

رهان إسرائيلي على الأردن في تدشين «حزام أمني» سوري

الجزائر.. مزاح رئيس وزراء سابق يلهم طائفة «الكركرية» الجديدة