أكد محامي المعارض الكويتي البارز «مسلم البراك»، إن موكله أعلن اضرابه عن الطعام احتجاجا على حبسه انفراديا، وذلك بعد أن ألقت السلطات القبض عليه فجر يوم السبت لتنفيذ حكم نهائي صدر ضده بالسجن سنتين لاتهامه بـ«الإساءة لأمير الكويت» في خطاب شهير ألقاه عام 2012 بعنوان «كفى عبثا».
وقال المحامي «محمد عبدالقادر الجاسم» في تصريحات لوكالة «رويترز» إن «البراك» بدأ إضرابه عن الطعام اعتبارا من الساعة الواحدة ظهرا بالتوقيت المحلي.
وقد جاء القبض على «البراك» تنفيذا للحكم الصادر عن محكمة التمييز الكويتية، والتي تعد أعلى محكمة كويتية في مايو/أيار الماضي، ثبتت من خلاله حكما سابقا بحبس «البراك» لمدة سنتين مع الشغل والنفاذ، كانت قد أصدرته محكمة الاستئناف في فبراير/شباط الماضي.
جدير بالذكر أن «البراك» هو نائب سابق في البرلمان والأمين العام لحركة العمل الشعبي «حشد»، ويشتهر بخلافه الجريء مع السلطات بشأن تغييرات أجرتها عام 2012 لقانون الانتخابات، قال هو وساسة معارضون آخرون إنها تهدف إلى «حرمانهم من الفوز بأغلبية».
وأثار سجن «البراك» في مرات سابقة أيضا، العديد من الاحتجاجات والتظاهرات، وتسبب في أحداث من التوتر بين المعارضين الذين يصرون على التظاهر تأييدا لموقف «البراك» باعتباره رمزا للمعارضة الكويتية، وقوات الأمن التي تعتبر هذه المظاهرات غير قانونية.
وتشير «رويترز» أن الكويت، عضو منظمة «أوبك»، تتيح قدرا من الحرية السياسية أكبر من دول الخليج الأخرى، كما أن لديها برلمانا منتخبا، لكنها تحظر تجمهر أكثر من 20 شخصا دون ترخيص. فيما يجرم القانون الكويتي كل من يتعرض لأمير البلاد بالإساءة حيث ينص الدستور على أن «الأمير رئيس الدولة، ذاته مصونة لا تمس».
يُشار أن المحامي «الجاسم» أكد لـ«رويترز» في وقت سابق السبت، نبأ القبض على موكله وقال «نعم الخبر صحيح.. تم إلقاء القبض عليه (البراك) وتسعة من أفراد أسرته .. تم إيداع مسلم بالسجن رقم اثنين المخصص للمحكومين بالإعدام في قضايا المخدرات. ووضع في زنزانة انفرادية». مؤكدا أن الهدف من سجنه بهذه الطريقة هو «إيذاؤه نفسيا»، حيث من المعتاد أن يوضع المحكومين في قضايا من هذا النوع في «عنبر أمن الدولة» بالسجن المركزي. كما وضح أن الأشخاص الذين تم القاء القبض عليهم مع «البراك» تم الذهاب بهم إلى إدارة المباحث الجنائية.
وقالت صحيفة «الآن» الإلكترونية أنه تم اعتقال أكثر من 10 مواطنين بعضهم من أقارب «مسلم البراك» بعد مشادات لهم مع فرقة المباحث التي ألقت القبض عليه، حيث تم إحالتهم إلى إدارة المباحث الجنائية.
وأضافت الصحيفة أن فرقة من المباحث وأمن الدولة قامت بـ«إلقاء القبض على النائب السابق مسلم البراك في أحد جواخير (مزارع) منطقة كبد عقب حضوره دعوة عشاء وتم إحالته لإدارة تنفيذ الاحكام (بمحافظة) الفروانية ومن ثم إلى السجن المركزي لتطبيق العقوبة بسجنه عامين بناء على الحكم الصادر بحقه».